السودان ينفي مزاعم بإيواء زعيم «جيش الرب» داخل حدوده

الخرطوم تدعو الاتحاد الأفريقي للتحقق من وجود جوزيف كوني في أراضيها

TT

نفت الخرطوم بشدة أنباء عن وجود قائد حركة «جيش الرب» الأوغندية المتمردة وكبار قادته في الأراضي السودانية، مؤكدة التزامها بمحاربته ومشاركة المجتمع الدولي في إدانة الفظائع التي يرتكبها بحق المدنيين، لكونها جزءا من «المبادرة الإقليمية لمكافحة جيش الرب». وأبدت الخارجية السودانية في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» استغرابها لإشارة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الاثنين الماضي، عن وجود زعيم الحركة، جوزيف كوني، وكبار قادته في منطقة «كافيا كنجي» السودانية.

وطلبت الخارجية من مفوضية الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن الأفريقي التحقق من وجود كوني في الأراضي السودانية، مبدية استعدادها التام للتعامل بجدية مع أي معلومات موثوقة بشأن وجود أي عناصر تابعة للحركة في كامل التراب السوداني. وأضافت أن بيان الأمين العام لم يوضح مصدر معلومته، ولم يشر لكيفية تأكده من صحتها، وأن الحكومة السودانية لم تبلغ من قبل بمثل هذه المزاعم للاستيثاق منها والتعاون بشأنها.

وجدد البيان التأكيد على التزام السودان بمحاربة الحركة الأوغندية المتمردة طوال سنوات، ابتداء من توقيعه لاتفاق عام 2002 مع الحكومة الأوغندية، الذي سمح بموجبه للقوات الأوغندية بملاحقة جيش الرب داخل أراضيه، وظل الاتفاق يتجدد سنويا حتى انفصال جنوب السودان وانتهاء الحدود المشتركة بين السودان وأوغندا، وما تلا ذلك من عد السودان عضوا مراقبا ضمن الدول المتأثرة بظاهرة جيش الرب، وينحصر دوره في تبادل المعلومات تبعا للاتحاد الأفريقي.

وورد في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في اجتماعه يوم 12 مايو (أيار) الجاري، أنه يعتقد أن قادة جيش الرب للمقاومة متمركزون في المنطقة الشمالية من جمهورية أفريقيا الوسطى، وورود أنباء موثوقة تدل على أن كوني وكبار قادة الحركة عادوا في الآونة الأخيرة إلى الجهات الخاضعة للسيطرة السودانية من منطقة «كافيا كنجي» المتنازعة مع جنوب السودان، التماسا للملاذ الآمن. وقالت منظمة «المبادرة لحل أزمة جيش الرب» الأميركية في أبريل (نيسان) من العام الماضي، إن بعض عناصر الجيش السوداني متواطئون في إخفاء كوني في السودان.

ونسبت المنظمة إلى شهود عيان أن الجيش السوداني ظل يقدم لكوني وقادة آخرين في جيشه، ملاذا مؤقتا في أراضي السودان طوال الفترة بين يناير (كانون الثاني) عام 2009 إلى يناير 2013 على الأقل، مدعمة اتهاماتها بصور أقمار صناعية لمعسكر أخلاه مقاتلو جيش الرب داخل الأراضي السودانية، قائلة إن كوني رصد فيه نهاية عام 2012.

وتعليقا على تلك التقارير أبدت الخارجية الأميركية قلقها البالغ من احتمالات وجود جيش الرب في منطقة «كافيا كنجي». بيد أن الجيش السوداني نفى تلك الأنباء، ووصفها بأنها عارية من الصحة ومرفوضة، وذكر المتحدث باسمه أنه جيش موحد ولا يوجد به قادة منفصلون يتصرفون تصرفات فردية. ونفى وجود أي مصلحة له في تبني وإيواء متمردي الدول الأخرى، مؤكدا أن مزاعم وجود كوني في السودان تنقصها الشواهد.

وبدأت حركة جيش الرب للمقاومة، المصنفة باعتبارها إحدى أكثر حركات التمرد وحشية في القارة الأفريقية، عملياتها في شمال أوغندا عام 1988، ثم اتخذ مقاتلوها منذ عام 2005 من شمال جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، مقرا لهم.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أحكاما ضد كوني وثلاثة من مساعديه في عدة جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب واغتصاب وتشويه وقتل وتجنيد الأطفال.

ويطارد الجيش الأوغندي مدعوما بمائة جندي من القوات الخاصة الأميركية جيش الرب منذ عام 2008، وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية في أبريل (نيسان) الماضي عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على كوني.