مواجهات وقتلى وجرحى و66 ثانية حدادا.. في ذكرى النكبة

نتنياهو: الجواب عليهم هو بناء إسرائيل اليهودية.. وعريقات: لن نقبل بنفي الأهوال التي حلت بنا

TT

أحيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى الـ66 للنكبة بتأكيد حقهم في العودة إلى قراهم ومدنهم التي هجِّروا منها مع قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وتوقفت حياة فلسطيني الضفة الغربية وقطاع غزة في الشوارع والأعمال والبيوت أمس، 66 ثانية بدأت في اللحظة التي دقت فيها الساعة الثانية عشرة ظهرا، بعدما دوت صافرات الإنذار، إيذانا بانطلاق فعاليات النكبة الـ66 التي أكد معها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أن لا وطن للفلسطينيين سوى فلسطين.

وخرج مئات الآلاف من الفلسطينيين، أمس، إلى الشوارع في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، يحملون الأعلام الفلسطينية ومفاتيح العودة، في إشارة إلى تمسكهم بالعودة إلى القرى التي هجروا منها، وكتبوا أسماء قراهم على لافتات كبيرة وعلى مداخل المخيمات وجدران الشوارع.

واشتبك مئات من الفلسطينيين مع الجيش الإسرائيلي على حواجز عسكرية في مداخل المدن، وعند سجن «عوفر» الإسرائيلي في رام الله، مطالبين بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، قبل أن يقتل الجيش الإسرائيلي شابين أمام السجن في مظاهرات هي الأعنف منذ شهور.

وقالت مصادر طبية إن محمد عودة أبو الظاهر (22 سنة)، ونديم صيام نوارة (17 سنة) قتلا على الفور بالرصاص الحي في الصدر، فيما أصيب ثمانية آخرون بجراح متفاوتة.

وقال الرئيس الفلسطيني في خطاب موجه لشعبه، في ذكرى النكبة، إنه «بعد مرور 66 عاما على النكبة أثبتنا – وسنثبت - إعادة فلسطين إلى خريطة الجغرافيا، دولة مستقلة سيدة على أرضها بعاصمتها القدس الشرقية».

وأعرب عباس عن أمله أن يكون العام الـ66 للنكبة عام «النهاية للمعاناة الطويلة، وبداية لمستقبل جديد»، مضيفا: «آن الأوان لإنهاء أطول احتلال في التاريخ، وآن الأوان لقادة إسرائيل أن يفهموا أنه لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين».

واتهم عباس الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها «لا تزال تعيش عقلية الماضي، وتغلق بسياستها فرصة الوصول إلى حل الدولتين الذي أجمع عليه العالم، بل تتعنت (..) وتفتح الطريق أمام أحد احتمالين؛ هما: دولة ثنائية القومية، أو نظام أبرتهايد عنصري».

وهاجم عباس الاستيطان الإسرائيلي، قائلا إنه من أساسه غير شرعي، «ولن نقبل به تحت أي مسمى، دينيا كان أو أمنيا أو سياسيا».

وفي المقابل، مد عباس يده للسلام، «يدنا ممدودة للسلام، والعمل السياسي يعني المفاوضات، ونريد أن نحصل على حقوقنا من خلال المفاوضات المستندة إلى الشرعية الدولية، وإلى ما تم التوافق عليه من مبادرات واقتراحات وخطط، وتنفيذ أمين وصادق لكل ما نتفق عليه مع الجانب الإسرائيلي، بغض النظر عن تشكيلة حكومتهم التي تذهب أو تأتي».

وشدد عباس على أنه من دون القدس ومن دون كونها عاصمة فلسطين «فلا حل ولا سلام في هذه المنطقة».

وتحدث عباس عن المصالحة، مؤكدا أن حكومة التوافق المرتقبة «سيكون برنامجها هو برنامجي سياسيا وأمنيا، فبذلك نستطيع نزع الذرائع، وتجنب فرض عقوبات اقتصادية، وتوفير متطلبات الصمود والبقاء على الأرض بإنهاء الحصار الظالم لقطاع غزة، والحفاظ على أمن المواطن، وتسهيل حركته، وتشجيع الاستثمار وحركة البناء والعمران لكي نفشل كل المخططات المستفيدة حتى الآن من حالة الانقسام».

ويشكل حق العودة أحد أهم المطالب الفلسطينية على طاولة المفاوضات، وعقدة كبيرة في وجه أي اتفاق سلام، إذ ترفض إسرائيل الاعتراف بهذا الحق، وتتخوف من أن أي تساهل في هذا الملف، قد يفتح الباب أمام عودة ملايين من الفلسطينيين إلى إسرائيل، مما يشكل خطرا على الطابع الديموغرافي اليهودي.

وعقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على إحياء الفلسطينيين ذكرى النكبة، باتهامهم بالسعي لزوال إسرائيل، وقال نتنياهو: «ليس بعيدا من هنا، تحيي السلطة الفلسطينية ما تسميه يوم النكبة، إنهم يقفون وقفة صمت إحياء لكارثة قيام دولة إسرائيل، دولة الشعب اليهودي. إنهم يربون أطفالهم على دعايات لا تنتهي، ويروجون لأهمية إزالة إسرائيل».

وأضاف نتنياهو خلال جولة أجراها أمس في القدس، أن لإسرائيل أجوبة كثيرة للنكبة: «جوابنا الأول هو أننا سنواصل البناء في دولتنا وفي عاصمتنا الموحدة القدس، وجواب آخر للنكبة - سنمرر قانون القومية، وهو قانون يعبر بصورة واضحة للعالم كله أن إسرائيل دولة الشعب اليهودي».

وطلبت إسرائيل في المفاوضات اعترافا فلسطينيا بيهودية الدولة، لكن الفلسطينيين رفضوا ذلك، ومن ثم أعلن نتنياهو أنه سيمرر قانون أساس يعلن إسرائيل دولة الشعب اليهودي.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، في مقال نشره في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إن مطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة «يهودية» يعني «طريقة يطلب فيها منا نفي وجود شعبنا والأهوال التي حلت بهم في عام 1948»، مضيفا: « يجب ألا يطلب من أي شعب ذلك».

وقال عريقات: «مثل هذا اليوم في عام 1948 هو ذكرى التهجير القسري لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم، وتعرض بعضهم لمجازر عنيفة، وهرب الكثيرون خوفا على حياتهم، وتمكن البعض من البقاء فيما أصبح إسرائيل».

وأشار إلى أن الفلسطينيين «اعترفوا بحق إسرائيل في الوجود منذ عام 1988»، في إشارة إلى إعلان الاستقلال من منظمة التحرير الفلسطينية. وتابع أن «طبيعة إسرائيل ليست لنا لنحددها»، موضحا أن «مفهوم دولة يهودية حصريا ينطوي على نفي النكبة ويقول لنا: هذه أرضنا وأنتم كنتم عليها بشكل غير قانوني ومؤقت بالخطأ».