اكتمال عمليات الإغاثة في منجم سوما التركي.. والحصيلة النهائية 301 قتيل

حريق جديد يفاقم المأساة أدى إلى تأخير عملية سحب جثث الضحايا

اشتباكات بين سيدات تركيات من عوائل ضحايا منجم سوما وشرطة مكافحة الشغب أمس احتجاجا على ما وصفوه بـ«إهمال الحكومة» تجاه حادث الانفجار في المنجم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 301 عامل (أ.ف.ب)
TT

أعلن وزير الطاقة التركي، تانر يلديز، أن المسعفين سحبوا جثتي آخر عاملين من عمق منجم سوما، مما يرفع الحصيلة النهائية لهذه الكارثة إلى 301 قتيل. وصرح يلديز للصحافيين بأن «مهمة الإنقاذ جرى تنفيذها حتى النهاية. ولم يعد هناك أي عامل داخل منجم» سوما بغرب تركيا، على أن يعقد في وقت لاحق مؤتمر صحافي. واندلع حريق جديد صباح أمس في المنجم المنهار أدى إلى تأخير عملية سحب جثث الضحايا.

وأثارت كارثة منجم سوما استياء عارما في كل أنحاء تركيا منذ الثلاثاء، ترجم إلى مظاهرات مناهضة لرئيس الوزراء الإسلامي رجب طيب إردوغان الذي اتهم بإهمال سلامة عمال المناجم وتجاهل مصيرهم.

وأضاف الوزير للصحافيين أن جثث 15 عاملا انتشلت الليلة الماضية ليرتفع عدد القتلى بذلك إلى 299، وأن نحو ثلاثة عمال ما زالوا في المنجم. ومن غير المرجح أن يكون العمال الثلاثة على قيد الحياة بعد أربعة أيام من اندلاع حريق سابق أطلق غاز أول أكسيد الكربون المميت في أنحاء المنجم. وبعد نشوب الحريق، شوهدت فرق الإنقاذ وهي تغادر المنجم الواقع في بلدة سوما بغرب تركيا، بينما دخلت فرق الإطفاء. وعم الغضب تركيا مع الكشف عن حجم الكارثة، واستهدفت احتجاجات مالكي المناجم واتهمتهم بتجاهل اعتبارات السلامة لتحقيق الربح، كما وجهت انتقادات لحكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان بأنها مقربة للغاية من شركات التعدين العملاقة وبأن رد فعلها على الكارثة لم ينم عن التعاطف.

وكانت شرطة مكافحة الشغب قد أطلقت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه أول من أمس لتفريق آلاف المحتجين في سوما. ومنذ وقوع الحادث الثلاثاء، نزل عشرات الآلاف من الأتراك إلى الشوارع في البلاد، للاحتجاج على مؤسسة «سوما كومور إيسلتميليري» المتهمة بأنها فضلت الأرباح على حساب سلامة موظفيها، وعلى الحكم الإسلامي المحافظ المتهم بأنه غطى هذا السباق إلى الربح. وكتب على يافطة رفعها أول من أمس آلاف المتظاهرين الذين اجتاحوا شوارع سوما أن «الفحم لن يعزي قلوب أطفال الذين ماتوا في المنجم». وفي مدينة لا تزال مصدومة، تدخلت قوات الأمن بقوة، مزودة بالغاز المسيل للدموع وخراطيم الماء، فزادت من تأجيج الغضب ضد الحكومة. وحتى لو أنه وعد بكشف كل الملابسات حول أسبابها، عزا إردوغان هذه الكارثة إلى القضاء والقدر وحده، فأزال بإشارة من يده كل الاتهامات بالإهمال. وعد أنه «من الطبيعي حصول حوادث في المناجم». لكن وقبل خمسة عشر يوما من الذكرى الأولى لموجة الاحتجاجات على الحكومة في يونيو (حزيران) 2013، أجج هذا الموقف الدفاعي حراكا جديدا ضد رئيس الوزراء في أجواء من التوتر السياسي الحاد، ونظمت احتجاجات في إسطنبول أيضا، وأحدث بعض السكان ضجيجا بقرع قدور الطهي في تعبير عن الاحتجاج، وهو ما استخدم كثيرا خلال الاضطرابات المناهضة للحكومة التركية العام الماضي. وأججت الحوادث التي وقعت خلال زيارته المتوترة إلى مكان وقوع الكارثة، الانتقادات حول الانحراف التسلطي لإردوغان الذي يحكم تركيا بلا منازع منذ 2003. وفي شريط فيديو بث أول من أمس على شبكات التواصل الاجتماعي، بدا إردوغان، المعروف بثورات غضبه، يتهجم على أحد سكان سوما ويمسك به من عنقه ويصفه بأنه «لقيط إسرائيلي».