مهرجانات ومسيرات لأنصار مرشحي الرئاسة على كورنيش الإسكندرية

«عروس البحر المتوسط» تحتفل بالسيسي.. ومؤتمر صباحي يحاول خطف الأنظار

TT

استمرت المهرجانات والمسيرات لأنصار مرشحي الرئاسة المصرية على كورنيش مدينة الإسكندرية الواقعة على البحر المتوسط شمال غربي القاهرة، وتعد ثانية كبرى المدن المصرية بعد القاهرة. وبينما اتخذت الاحتفالات بمرشح عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش السابق، أساليب مبتكرة استخدمت فيها المراكب الشراعية والسيارات، عقد منافسه المرشح حمدين صباحي مؤتمرا في محاولة لخطف الأنظار واستعادة الشعبية التي اكتسبها في هذه المدينة منذ نحو عامين.

وتعيش الإسكندرية في العموم أجواء احتفالية غير مسبوقة استعدادا للانتخابات الرئاسية. والمدينة معروفة تاريخيا بأنها من المدن التي تتناقض توجهاتها عادة مع العاصمة، وإن كانت تحظى دائما بمحبة الحكام بسبب شواطئها وفنادقها ومكتبتها الضخمة وطابعها الأقرب إلى مدن البحر المتوسط. وانطلقت الشرارة الأولى للثورة المصرية في 2011 من هذه المدينة، وذلك مع ظهور قضية مقتل شاب يدعى خالد سعيد على أيدي رجلي شرطة وحظيت باهتمام إعلامي واسع في الشهور التي سبقت الثورة.

وتتزين شوارع المدينة هذه الأيام بصور المرشحين المعلقة على واجهات بعض المحال التجارية وجوانب الطرقات. وخرجت مسيرات عبر المراكب الشراعية والسفن في البحر وهي تحمل صورا ولافتات لتأييد للمشير عبد الفتاح السيسي، بينما أقيمت على الجانب الآخر من الشاطئ منصات احتفالية لإذاعة الأغاني الوطنية وعرض مسيرة مؤيدة للمرشح الرئاسي، بينما حاول منافسه حمدين صباحي وحملته جذب الأنظار إلى نشاط المرشح اليساري الذي سبق وحصل على نسبة 40 في المائة من أصوات المدينة في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة عام 2012.

ومن المعروف أن الإسكندرية، التي تعرض فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمحاولة اغتيال على أيدي عناصر من جماعة الإخوان، قدمت للمصريين وجوها قوية للمعارضة خلال حكم كل من الرئيس الراحل أنور السادات، والرئيس الأسبق حسني مبارك، من بينهم كمال أحمد وأبو العز الحريري، والراحل عادل عيد، وغيرهم.

ومن أمام باحة مسجد المرسي أبو العباس الشهيرة المطلة على البحر طافت مسيرة ضمت المئات من أعضاء حزب الوفد بالإسكندرية، ولجنة الشباب بالحملة الرسمية للمشير السيسي برئاسة المهندس إيهاب زكريا، وانطلقت المسيرات من منطقة بحري وقلعة قايتباي التاريخية ومنها مرة أخرى إلى مسجد أبو العباس.

وعلى طول شواطئ منطقة بحري في شرق المدينة، استقل مؤيدو المراكب من الميناء الشرقي لينطلقوا إلى المنطقة المواجهة لمحطة الرمل التي تتوسط المدينة، بالقرب من مكتبة الإسكندرية، وهي واحدة من كبرى المكتبات في العالم، رافعين الأعلام وصور السيسي وعلم حزب الوفد، الذي يدعم المشير في الانتخابات الرئاسية. وحين نزل الجميع على الكورنيش استقلوا سيارات مزودة بميكروفونات مرددين الأغاني الوطنية.

وأكد حسني حافظ رئيس لجنة الوفد بالإسكندرية أن عددا من القوى والكيانات السياسية يشاركون في هذه الفعاليات، من بينهم «سيدات الإسكندرية» و«حملة شباب فكرتي» و«حملة تسلم الأيادي»، وقيادات حزبية أخرى. وكان من الملاحظ انتشار صور المشير السيسي في أنحاء المدينة أكثر من صور منافسه حمدين صباحي، رغم أن صباحي حاول من خلال مؤتمر جماهيري أن يستعيد شعبيته التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية الماضية في المدينة.

ويطمح شباب الإسكندرية، وهم من أكثر الفئات المنخرطة في الحملات الانتخابية للمرشحين المتنافسين، في حياة جديدة مع عهد الرئيس المقبل، خصوصا في مجال التوظيف وخلق فرص عمل وتحقيق الاستقرار الذي يمكن أن يعيد السياح الأجانب إلى الإسكندرية.

ويراهن صباحي على أصوات من وصفهم بـ«حزب الكنبة (أي الذين لا يشاركون عادة في الانتخابات)» للمشاركة في هذه الانتخابات. وقال في كلمة ألقاها خلال مؤتمره بالإسكندرية مساء أول من أمس إن الإسكندرية مدينة شهداء الثورة بدءا من خالد سعيد مرورا بالموجات الثورية المختلفة. وشارك في المؤتمر ممثلون عن حزب الدستور، بالإضافة إلى أعضاء من حملة «تمرد» التي يؤيد جانب منها صباحي وجانب آخر المشير السيسي.