«ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» إطار شيعي لكسر «الثنائية»

بعد «احتكار» حزب الله و «أمل» تمثيل الطائفة

TT

أعلن مجموعة من الناشطين والمثقفين الشيعة في لبنان وضع النواة الأولى لتأسيس أول إطار تنظيمي لتجمع شيعي خارج ثنائية «حزب الله» وحركة أمل السياسية، أطلقوا عليه اسم «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين»، يهدف إلى التأكيد أن مواقف الثنائية الشيعية «لا تعبر عن كل أبناء الطائفة»، وتدين تحويل جنوب لبنان إلى «إيران لاند».

ويأتي هذا التجمع الذي يضم «العشرات من المثقفين والناشطين الحقوقيين والأساتذة الجامعيين، ومعظمهم من اللبنانيين الشيعة»، كما يقول أحد مؤسسيه مجيد مطر لـ«الشرق الأوسط»، محاولة لتأسيس إطار تنظيمي للأصوات الشيعية المعارضة لـ«حزب الله» وحركة أمل اللذين يعتبران التشكيلين السياسيين الأبرز في المشهد السياسي اللبناني، ويمثلان النواب الشيعة في البرلمان اللبناني، كما يمثلان حصة الشيعة من الوزراء في الحكومة.

وعلى الرغم من أن أصواتا شيعية كثيرة أعلنت معارضتها لـ«حزب الله» ولمواقفه في لبنان وتدخله في سوريا وارتباطه بإيران، فإن هذه الأصوات لم تتشكل في إطار تنظيمي، وبقيت فردية. وكانت «الخلوة» الثانية عقدت مساء السبت، وتابع المجتمعون البحث في وثيقته السياسية وهيكليته التنظيمية اللتين يعد للإعلان عنهما خلال الأسابيع المقبلة.

واستهل «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» نشاطه من خلال اجتماعه التأسيسي الثاني بإدانة التصريح الذي أدلى به المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وجاء فيه أن «خط الدفاع الأول عن إيران لم يعد في الشلامجة وإنما في جنوب لبنان». ورأى الائتلاف أن هذا التصريح «لا يترك للاجتهاد محلا في الطبيعة التوسعية للسياسة الإيرانية، فضلا عما يمثله من إهانة صريحة للبنانيين كافة»، معتبرا أن هذا التصور الإيراني للبنان «هو إعادة إنتاج، على نحو إقليمي مكبر، لمنطق «اتفاق القاهرة» الذي لم يعانِ منه أحد من اللبنانيين كما عانى أهل الجنوب».

ودعا الائتلاف اللبنانيين الشيعة إلى المبادرة للتعبير، أفرادا وجماعات، عن براءتهم من هذا الكلام جملة وتفصيلا، «وإلى التعبير عن تنزيههم أن يتحول جنوب لبنان إلى «إيران لاند»، وأن تتحول الطائفة الشيعية إلى «طائفة متعاملة» في خدمة التوسعية الإيرانية.

ويعرف مطر عن الائتلاف بالقول: «إنه محاولة لمأسسة هذه المواقف كمجموعة شيعية تعمل في أفق وطني شبيه بالأحزاب المسيحية الديمقراطية في أوروبا». وتوجب هذه الرؤية على المنضوين في الائتلاف «احترام العقد الاجتماعي والدستور، وعدم الانفتاح على تحالفات خارج إطار الدولة اللبنانية»، في رد على العلاقة التي تربط «حزب الله» بإيران. ويؤكد: «إننا نحترم التنوع واتفاق الطائف ونرفض أن تكون إيران مرجعية الشيعة، بل يجب أن تكون الدولة اللبنانية مرجعيتهم».

ويضم الائتلاف: «عشرات الناشطين اللبنانيين، معظمهم من الشيعة»، أبرزهم الكاتب والناشط لقمان سليم، والناشط الحقوقي مجيد مطر الذي يؤكد أن الهدف الأساس لهذا التجمع هو «الرفض بالمساس بسيادة لبنان»، موضحا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «حراك ثابت بأفق لبناني عام محصور بالشيعة، ونمتلك نظرة وطنية خاصة للمواقف التي يجب أن تصدر عن الشيعة، لأن بعض المواقف الصادرة عن الطائفة لا تمثل كل أفرادها، ويجب أن يرد عليها».

ويضيف: «نحاول إيصال رسالة للداخل اللبناني والمحيط العربي بأننا نرفض السياسات التي تمس بسيادة لبنان، ولا بد من اتخاذ مواقف من أشخاص حاولوا جعل الجنوب اللبناني ساحة إيرانية»، مشددا على أن «مواقف السيادة لا تتجزأ».

ولا يدعي الائتلاف أنه أول صوت معارض للثنائية السياسية الشيعية اللبنانية، «على الرغم من أنه أول محاولة تنظيمية لجمع الناشطين الذين يؤمنون بالمواقف نفسها». فمن المعروف أن تيارا شيعيا آخر كان برز على الساحة السياسية الشيعية، تزعمه أحمد الأسعد، نجل رئيس البرلمان اللبناني الراحل كامل الأسعد، وحمل اسم «تيار الانتماء اللبناني». كما برز الوزير الأسبق إبراهيم شمس الدين في مواقف معارضة للثنائية الشيعية، لكن صوته بقي فرديا. كذلك رياض الأسعد، ومفتي جبل عامل السابق السيد علي الأمين، وغيرهم.