فتح تندد بتهديدات إسرائيل وتتمسك بالمصالحة مع حماس

تكهنات بإعلان حكومة المصالحة الأسبوع المقبل.. وعباس سيزور غزة

TT

نددت حركة فتح الفلسطينية بتهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفضه اتفاق المصالحة مع حركة حماس، وأكدت أن الرئيس محمود عباس «يختار المصالحة على أي شيء آخر»، في إشارة إلى ربط إسرائيل العودة إلى مفاوضات السلام بتراجعه عن تشكيل حكومة وفاق وطني مع حماس.

وقال فايز أبو عيطة، المتحدث باسم حركة فتح، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المصالحة خيار استراتيجي لكل الشعب الفلسطيني». وأضاف: «المصالحة شيء والمفاوضات شيء، لكن لو خيرنا سنختار المصالحة».

وكان أبو عيطة يرد على تسريبات إسرائيلية أفادت بأن تسيبي ليفني، وزيرة القضاء الإسرائيلية المسؤولة عن ملف المفاوضات، أبلغت عباس في اجتماع مقتضب ومفاجئ في لندن، رفض حكومتها أي اتفاق داخلي بين فتح وحماس.

وقال أبو عيطة: «الإسرائيليون يضعون العراقيل فقط، وهم غير جادين أبدا في الوصول إلى سلام». وأضاف: «دام الانقسام سبع سنوات، لماذا لم يصلوا إلى اتفاق آنذاك إذا كانت المصالحة هي المشكلة الآن؟». وكانت ليفني عبرت لعباس عن «معارضة إسرائيل الشديدة أي تعاون بين فتح وحماس، ورفضها أي مفاوضات مع حكومة تدعمها الحركة الإسلامية».

وكشف التلفزيون الإسرائيلي أن ليفني التقت الخميس الماضي بعباس في لندن في أول اتصال رفيع المستوى بين الجانبين، منذ تعليق المفاوضات الشهر الماضي في أعقاب اتفاق المصالحة بين فتح وحماس.

وعقد اللقاء بعد أن كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اجتمع مع عباس وليفني، في لقاءين منفصلين في العاصمة البريطانية.

وقالت مصادر إسرائيلية إن «ليفني بحثت خلال الاجتماع مع عباس مستقبل عملية السلام، وأعربت عن قلق إسرائيل من اتفاق المصالحة مع حماس».

ولا تزال مفاوضات السلام متوقفة بين الجانبين بانتظار ما ستحمله الأسابيع القليلة المقبلة. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «الفلسطينيين ينتظرون ردا إسرائيليا على شروط استئناف المفاوضات، وهي إطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو للسلام عام 1993، ووقف الاستيطان، وتقديم إسرائيل خرائط حدودية».

وبينما لم ترد إسرائيل على هذه الطلبات بعد، فإنها تريد من عباس تمزيق اتفاق المصالحة مع حماس أولا قبل الحديث عن أي مفاوضات.

ويفترض أن يقرر عباس أمر حكومة التوافق مع حماس وبقية ملفات المصالحة بعد عودته من زيارة فنزويلا في غضون يومين. وقال أبو عيطة إن «عزام الأحمد (مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح) سيطلع أبو مازن على نتائج مشاوراته مع حركة حماس، ومن ثم سيتخذ الرئيس القرار المناسب».

وأكد أبو عيطة أن الحركتين اتفقتا على معظم المبادئ العامة، بما فيها أن يكون جميع الوزراء من المستقلين وليسوا من الفصائل. وأضاف أنه «بعد أن يجتمع عباس والأحمد سيعود الأخير إلى قطاع غزة لوضع اللمسات الأخيرة لتشكيل الحكومة والتي من المتوقع أن ترى النور الأسبوع المقبل».

من جانبه، قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي في حركة حماس ومسؤول ملف المصالحة، إن «الإعلان عن تشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية الجديدة سيكون قبل انتهاء فترة الأسابيع الخمسة». وحذر أبو مرزوق من تدخلات خارجية وصفها بـ«الثقيلة» على عباس «لتخريب المصالحة»، معربا عن أمله في ألا تؤثر هذه التدخلات على ما توصل إليه الطرفان.