رقعة المعارك بين الفصائل المسلحة و«داعش» تتسع.. وكتائب تطلق معركة «الفرقان»

التنظيم يفجر سيارة مفخخة في دير الزور ومقتل تسعة بينهم قائد في «النصرة»

عنصر في الدفاع المدني يخلي طفلة من مبنى بعد استهدافه من الطيران الحربي النظامي في حي الكلاسة بحلب أمس (رويترز)
TT

أطلقت كتائب وألوية إسلامية معارضة في سوريا، أمس، معركة «الفرقان لدحر الطغيان» في ريف حماه الشرقي، بهدف قطع طريق إمداد القوات الحكومية بين مدن السلمية والرقة وحلب، استكمالا لتصعيد المعارضة بريفي إدلب وحماه لربط المنطقتين والسيطرة على مواقع عسكرية تابعة للنظام. وفي موازاة ذلك، نفذ مقاتلون معارضون هجمات ضد مواقع سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» في الرقة، في حين قتل قائدان عسكريان ميدانيان في دير الزور جراء تفجير «داعش» سيارة مفخخة بالتزامن مع اشتباكات بين الطرفين.

وقادت فصائل معارضة حملة عسكرية ضد «داعش» شرق وشمال سوريا. ففي الرقة التي تعد معقل «داعش»، واصل لواء ثوار الرقة التابع للجيش السوري الحر معاركه مع التنظيم المتشدد في تل أبيض. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن اللواء سيطر على قرى فريعان وزنار والحيمر والبوقة، وذلك بعد أن بسط نفوذه على قرية زنوبا.

وأفاد الناشط الإعلامي المعارض أبو الحمزة الرقاوي بأن لواء ثوار الرقة استطاعوا التقدم وإحكام الحصار على حاجز كفيفة العسكري، الذي يعتبر المقر الرئيس لتنظيم داعش في شمال المحافظة، مشيرا إلى مقتل «ما يقارب 20 مقاتلا» من التنظيم بالإضافة لتحقيق «إصابات مباشرة» في مواقعه في المنطقة.

ويستمر الصراع بوتيرة أخف في مناطق تمكن مقاتلو المعارضة من طرد عناصر «داعش» منها، شمال سوريا. وذكر ناشطون أن عناصر من «داعش» ذبحوا قائد لواء المدفعية والصواريخ في حركة إسلامية مقاتلة في منطقة «عقيربات» بريف حماه الجنوبي الشرقي، بعد أيام من فقدان الاتصال معه. وقالوا إن القائد المعروف باسم «أبو المقدام»، ويقاتل في صفوف حركة «أحرار الشام»، يُطلق عليه لقب «قناص الدبابات». وذكر معارضون أن مقاتلي «داعش» اعتقلوه أثناء عودته من القلمون مرورا بشرق حماه، وذُبح على خلفية القتال المتواصل بين الكتائب الإسلامية و«داعش».

وفي غضون ذلك، لقي تسعة مقاتلين حتفهم بينهم قيادي من جبهة النصرة وقيادي في لواء إسلامي، إثر تفجير «داعش» سيارة مفخخة قرب مبنى البريد في بلدة الشحيل بالريف الشرقي لمدينة دير الزور التي يتخذ منها لواء إسلامي مقاتل مقرا له، كما قتل في التفجير نفسه ثلاثة أطفال. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بين «داعش» من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية من جهة أخرى، في محيط بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي.

من جهة أخرى، واصل المقاتلون المعارضون عملياتهم في الشمال، بهدف إحكام السيطرة على نقاط تجمع القوات الحكومية جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماه. وأعلنت عدة كتائب وألوية إسلامية عن بدء معركة «الفرقان لدحر الطغيان» في ريف حماه الشرقي، لقطع طريق إمداد قوات النظام بين السلمية والرقة وحلب، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في المنطقة. وترافق ذلك مع استهداف الكتائب الإسلامية تل عبد العزيز الذي تتمركز فيه قوات النظام بصواريخ محلية الصنع، بينما استهدف مقاتلو الكتائب الإسلامية عربة مدرعة لقوات النظام، في قرية الرحية بناحية الحمرا، بقذائف هاون. وذكرت مصادر عسكرية معارضة أن الجيش السوري الحر استهدف مراكز تجمع لقوات النظام في قرية الصبورة وحاجز الصيادي العسكري في ريف حماه الشرقي بصواريخ غراد، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف قوات النظام.

في المقابل، أفاد ناشطون باستهداف مروحيات تابعة للجيش النظامي مناطق في بلدة اللطامنة وقرية مورك في ريف حماه الشمالي، بالتزامن مع قصف قوات النظام الموجودة على حاجز التاعونة العسكري في بلدة عقرب بريف حماه الجنوبي، مما أدى إلى احتراق الأراضي الزراعية في البلدة.

في هذا الوقت، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران المروحي قصف ببرميلين متفجرين مناطق في حي السكن الشبابي بالأشرفية في حلب، كما تعرضت مناطق في مخيم حندرات ومحيط السجن المركزي لقصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي، بالتزامن مع قصف الطيران الحربي على مناطق في مخيم حندرات.

ورد مقاتلو المعارضة باستهداف حي «باب الفرج» الخاضع لسيطرة القوات النظامية بقذائف الهاون، مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل. وأفاد ناشطون مدنيون من الحي بمقتل عدد من عناصر قوات النظام بينهم ضابط برتبة عقيد في الجيش السوري النظامي، وإصابة أكثر من 17 مدنيا.

إلى ذلك، عاد التوتر إلى تخوم مدينة دمشق، حيث استهدفت الكتائب الإسلامية نقاطا عسكرية للقوات الحكومية على أطراف بلدة المليحة بقذائف الهاون بحسب المرصد السوري، في موازاة تعرض المدينة لـ12 غارة جوية، في حين تعرضت حرستا لقصف مدفعي.

وفي الجنوب حيث تنفذ القوات الحكومية حملة عسكرية كبيرة لاستعادة مواقع استراتيجية سيطرت عليها المعارضة قبل أسبوعين، وتحديدا في بلدة «نوى»، نفّذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في محيط تل الجابية، بالقرب من مدينة نوى، والذي تسيطر عليه جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وكتائب إسلامية، وترافق ذلك مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة بالتزامن مع اشتباكات في محيطها، في محاولة من قوات النظام لاقتحام المدينة، بينما نفّذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في بلدة جاسم.