«داعش» تذبح طفلا بريف حلب انتقاما من خاله القيادي في «الجيش الحر»

أجبر على الاعتراف بـ«تهم ملفقة تحت التعذيب»

TT

شكل مشهد الفتى يوسف محمد محمد (16 سنة) وهو معلق على شجرة في ساحة مدينة منبج العامة بريف حلب الشرقي، صدمة لأهله وأبناء المنطقة ليتبين لهم بعد ذلك أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أقدم على ذبحه بطريقة وحشية وكتب على جسد الطفل المدمى عبارة «اغتصب امرأة وأخذ مالها». لكن ناشطين قالوا إن عناصر «داعش» أرادوا الانتقام من خال الفتى الذي يقاتل ضمن كتائب «الجيش الحر» في مدينة أعزاز بريف حلب.

واتهم أبو الفاروق، قائد كتيبة «سيوف الحق» في أعزاز وخال الطفل يوسف، في اتصال مع «الشرق الأوسط» تنظيم داعش بقتل ابن أخته رابطا بين «الحادثة ورفضه مبايعة التنظيم والانخراط في صفوفه». وأوضح أن «الطفل تعرض لتعذيب شديد داخل معتقلات داعش كي يعترف بالتهم التي وجهت إليه».

وكان عناصر من «داعش» اعتقلوا محمد قبل شهر تقريبا، وفق ما يشير إليه الناشط المعارض منذر صلال لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «محمد استدان من أحد أصدقائه مبلغ ثلاثة آلاف ليرة سوريا (20 دولارا) وحين تأخر بتسديدها تقدمت والدة الصديق بشكوى ضده في محاكم تنظيم الدولة الإسلامية»، ويضيف الصلال أن «داعش استغل هذه الشكوى حين علم أن خال الفتى هو أبو الفاروق قائد كتيبة (سيوف الحق) التابعة للجيش الحر، وادعى أن التهمة هي اغتصاب امرأة وسرقة مالها».

وقال الصلال إن الطريقة التي ذبح بها يوسف «وحشية؛ إذ ذبحوا الطفل من رقبته بساطور حاد، ليصلبوه بعدها في الساحة العامة بمنبج دون أن يجرؤ أحد على إنزال جثته إلا بعد أيام عدة».

ونشرت صفحة «جبهة ثوار منبج» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورة الطفل مصلوبا على شجرة في الساحة العامة بمدينة منبج وآثار الدماء تلطخ ثيابه. وأطلقت الصفحة على محمد لقب «حمزة الخطيب الجديد»، في إشارة إلى الطفل الدرعاوي الذي اعتقله النظام السوري خلال الأشهر الأولى من الحراك الشعبي وعذبه بأسلوب وحشي أدى إلى موته.

وغالبا ما يعمد تنظيم داعش إلى تعليق ضحاياه بوضعية الصلب في الساحات العامة كأسلوب لترهيب سكان المناطق التي يسيطر عليها، إذ علق الكثير من الأشخاص بعد تصفيتهم في ساحات مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة «داعش» أيضا.

وكان التنظيم شن حملات اعتقالات ومداهمات واسعة في منبج، المدينة التي تعد من أوائل المناطق التي خرجت فيها المظاهرات ضد النظام بريف حلب، واستهدفت الحملات الكثير من الشباب بحجة أنهم على علاقة بالجيش الحر.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة منبج، التي تعد من أكبر المدن الريفية في سوريا، حيث يعيش فيها أكثر من نصف مليون نسمة، منتصف فبراير (شباط) من العام الحالي بعد معارك عنيفة مع كتائب الجيش الحر.

وتحسبا لعودة الجيش الحر إلى المدينة شيد عناصر «داعش» عدة أسوار حول مقراته في المدينة، يبلغ ارتفاعها نحو ثلاثة أمتار. ويتخذ عناصر التنظيم المتشدد من المباني الحكومية مقرات له، بينها المركز الثقافي وعدد من المدارس، ورافق ذلك إغلاق عدد من الطرق نهائيا، مثل الطريق العام الذي يمر بين المركز الثقافي ومخفر الشرطة.