رئيس وزراء مالي يعلن الحرب على المتمردين في الشمال

مواجهات بين الجيش والطوارق تسفر عن مقتل ثمانية جنود واختطاف 30 موظفا حكوميا

رئيس الوزراء المالي موسي مارا (الثاني من اليمين) لدى وصوله إلى مدينة كيدال أمس حيث اندلعت الاشتباكات (أ. ف.ب)
TT

أعلنت سلطات مالي الحرب على المتمردين الطوارق المتمركزين في الشمال وتحديدا في مدينة كيدال (أقصى شمال شرقي البلاد) حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين المتمردين الطوارق والجيش الحكومي، بالتزامن مع زيارة أداها رئيس الوزراء موسى مارا للمدينة أول من أمس، قبل أن يغادرها أمس باتجاه مدينة غاو، كبرى مدن الشمال.

وقال رئيس وزراء مالي في ختام زيارته لكيدال، إن بلاده في حالة حرب مع المتمردين الطوارق، وهو الإعلان الذي يأتي بعد إقدام الحركة الوطنية لتحرير أزواد، أكبر فصيل في المتمردين الطوارق، على مهاجمة مبنى حكومي بالمدينة أسفر عن سقوط 36 قتيلا من بينهم ثمانية جنود، بالإضافة إلى جرح 23 جنديا، كما خطفت الحركة 30 موظفا حكوميا، لا تزال المعلومات شحيحة حول مصيرهم.

وكان رئيس الوزراء قد وصل إلى مدينة كيدال على متن مروحية تابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ومع اندلاع المواجهات لجأ إلى ثكنة عسكرية تحت حماية الجيش المالي والقوات الأممية، وقال: «مع وضع إعلان الحرب هذا في الحسبان فإن مالي من الآن فصاعدا في حرب (...) سنعد الرد المناسب لهذا الموقف».

وأشارت مصادر شبه رسمية مالية في اتصال مع «الشرق الأوسط» من العاصمة باماكو، إلى أن رئيس الوزراء كان يزور مدينة كيدال، في إطار مساع حكومية لاستئناف الحوار مع المتمردين، وهو الحوار الذي توقف لعدة أشهر بسبب خلافات حادة بين الطرفين، حيث تطالب الحكومة المالية بضرورة نزع أسلحة الحركات المتمردة، بينما تصر هذه الحركات على التمسك بأسلحتها، وتؤكد أن نزع السلاح يجب أن يكون نتيجة للحوار وليس شرطا للدخول فيه.

وأكدت المصادر شبه الرسمية التي فضلت حجب هويتها، أن الأحداث التي شهدتها مدينة كيدال أمس وأول من أمس جعلت الحكومة تتراجع عن مساعي استئناف الحوار وتعلن الدخول في «حرب» مع المتمردين.

في الجهة المقابلة، اتهم قيادي في الحركة الوطنية لتحرير أزواد، في اتصال مع «الشرق الأوسط» من مدينة كيدال، الجيش المالي بمهاجمة أحد معسكرات الحركة في كيدال، وأشار إلى أن الهجوم الذين شنه مقاتلو الحركة هو «ردة فعل» على ما قام به الجيش الحكومي.

وتعد مدينة كيدال، التي تقع على بعد 1500 كيلومتر شمال شرقي العاصمة باماكو، معقل قبائل الطوارق ومركز نفوذ الحركات المسلحة الداعية إلى انفصال الشمال عن الجنوب. وكانت هذه الحركات قد نظمت مطلع شهر مايو (أيار) الجاري مؤتمرا شاركت فيه كبريات القبائل من الطوارق والعرب في إطار مساع لتوحيد جهودها قبيل الدخول في حوار مباشر مع الحكومة المركزية في باماكو.