ملك إسبانيا يلتقي الأمير مقرن.. ويؤكد أن السعودية أكبر الدول اعتدالا

استقبل وأعضاء الشركة الإسبانية المنفذة لمشروع قطار الحرمين السريع.. وحضر اجتماع رجال أعمال من البلدين

الملك خوان كارلوس لدى استقباله الأمير مقرن بن عبد العزيز في جدة أمس (واس)
TT

استقبل الملك الإسباني الملك خوان كارلوس أمس بمقر إقامته في جدة، الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وبحث اللقاء جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يعزز أوجه التعاون بين البلدين الصديقين.

حضر الاستقبال الأمير منصور بن خالد بن فرحان سفير السعودية لدى إسبانيا، والدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة (الوزير المرافق)، والوفد الرسمي المرافق للعاهل الإسباني.

وكان الملك خوان كارلوس استقبل بمقر إقامته أمس، أعضاء الشركة الإسبانية المنفذة لمشروع قطار الحرمين السريع، بحضور سفير السعودية لدى إسبانيا والدكتور توفيق الربيعة والمهندس محمد بن خالد السويكت رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، واطلع خلال الاستقبال على مجسم القطار وشاهد فيلما موجزا عن تفاصيل المشروع.

وأوضح المهندس محمد السويكت أن مشروع قطار الحرمين الشريفين الذي ينفذ في السعودية ويربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة بمسافة 400 كيلومتر، وبسرعة 300 كيلومتر في الساعة بالنظام الكهربائي، يعد من أهم المشروعات التي تقوم بها الشركات الإسبانية في العالم.

من جانب آخر، التقى الملك الإسباني بمقر إقامته بجدة أمس إياد بن أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وبحث اللقاء أوجه التعاون بين المنظمة وإسبانيا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وبيّن الأمين العام للمنظمة الإسلامية أن لقاءه بالملك خوان كارلوس كان فرصة لشرح نواحي الأنشطة التي تعنى بها المنظمة، والدور الذي تقوم به على الصعيد السياسي في بعض القضايا ذات الصلة بالدول الأعضاء، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، والقضية الفلسطينية، وأوضاع المسلمين في ميانمار، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وقضية شمال مالي، ومختلف القضايا السياسية.

وأضاف أنه أطلع الملك الإسباني على «ما تقوم به المنظمة في القطاعات الاقتصادية والتقنية والشؤون الثقافية.. واستمعنا إلى وجهة نظره واستعرضنا ما يمكن أن تقوم به مملكة إسبانيا من أدوار مساعدة وداعمة لمواقف الدول الأعضاء في المنظمة». وأكد مدني تفهم ورغبة الملك خوان كارلوس في الدعم والوقوف مع قضايا المنظمة التي تهم الدول الأعضاء، فيما حضر اللقاء الوفد الرسمي المرافق للعاهل الإسباني.

وعلىآهامش زيارة ملك إسبانيا، عقد وزير التجارة والصناعة اجتماعا مع وزير الصناعة والسياحة والتجارة بإسبانيا خوسيه مونويل سوريا، وذلك بقصر المؤتمرات بجدة أمس. كما اجتمع الربيعة مع وزير الدولة لشؤون التجارة الإسباني خايمه غارسيا ليغاث.

وتناولت الاجتماعات سبل توسيع آفاق العلاقات التجارية والصناعية بين السعودية وإسبانيا، بالإضافة إلى بحث زيادة فرص الاستثمار بين البلدين.

كما اجتمع وزير النقل السعودي بالإنابة المهندس محمد جميل ملا وبحضور رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس محمد بن خالد السويكت بمقر قصر المؤتمرات بجدة أمس، مع وزيرة الأشغال العامة الإسبانية آنا باستور. وأوضح المهندس محمد السويكت عقب الاجتماع لوكالة الأنباء السعودية، أن الاجتماع ناقش المرحلة الثانية لقطار الحرمين الشريفين الذي يربط المدينة المنورة بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ، مرورا بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومحطة جدة الرئيسة، ثم مكة المكرمة، والذي ينفذه ائتلاف الشعلة بمشاركة شركتين سعوديتين مع 12 شركة إسبانية، مشيرا إلى أن النقاشات تعلقت بتركيب القضبان وتصنيع القاطرات، وعملية التشغيل التجريبي في بداية عام 2015.

من جهة أخرى، عبر الملك الإسباني عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الحفاوة وطيب الاستقبال الذي لقيه من حكومة المملكة العربية السعودية.

ودعا خوان كارلوس إلى شراكات اقتصادية واستثمارية فاعلة مع القطاع الخاص السعودي تسهم في دفع عجلة التعاون وتترجم التعاون الوثيق الذي يجمع البلدين على جميع الأصعدة، وعبر خلال لقائه برجال الأعمال السعوديين والإسبانيين بالغرفة التجارية الصناعية في جدة مساء أمس عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من المشاريع المشتركة والمبادرات الثنائية.

وقال «هناك وفد كبير أسباني من أصحاب الشركات الأسبانية يسعى لمد جسور التعاون مع القطاع الخاص السعودي في ظل ما تتميز به المملكة من وضع اقتصادي مستقر وهي اكبر الدول اعتدالا،ً وهي لاعب في مجموعة العشرين، وهذا يسهم في الاستقرار الدولي»، مشيرا إلى أن الاستثمار الأمثل للعلاقات الوثيقة بين البلدين التي ترتقي للأفضل وهناك تشجيع كبير للشركات الأسبانية لزيادة استثماراتها في المملكة في مجالات كبيرة رائدة متطلعاً لمزيد من التطوير في الاستثمارات المشتركة.

ونوه بالتعاون الاستراتيجي بين الرياض ومدريد، والمستقبل الواعد للمستثمرين في البلدين، لافتاً إلى اسهام اسبانيا في تطوير العديد من البلدان من خلال اقتصادها وصناعاتها المتطورة .

من جهته كشف وزير التجارة والصناعة السعودي عن جملة اتفاقيات ومذكرات تفاهم انعقدت بين البلدين، في مقدمتها الاتفاقية العامة للتعاون الاقتصادي والاستثماري والفني والتعاون في المجال الثقافي والتعليمي والمجال الجوي والمشاورات الثنائية السياسية، إلى جانب تشجيع وحماية الاستثمار بين السعودية وإسبانيا وإنشاء صندوق البنى التحتية الأسباني السعودي برأسمال قدره مليار دولار لتمويل عدد من مشاريع البنية التحتية في المملكة واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين البلدين إلى جانب مذكرات التفاهم في المجالات الصحية ومجال السياحة .

كما أكد رئيس مجلس الأعمال السعودي ـ الإسباني عبد الله بن يعقوب الرشيد إن القطاع الخاص في السعودية يعتز غاية الاعتزاز بالزيارة المهمة لملك إسبانيا والوفد المرافق له مع رجال الأعمال السعوديين، حيث إنها فرصة طيبة لمناقشة القضايا الاقتصادية التي تهم البلدين الصديقين، مؤكداً أن العلاقات السعودية الإسبانية تمر هذه الأيام بأفضل مراحلها، وروح الصداقة والتعاون التي تسود هذه العلاقات على مستوى القيادتين والشعبين يمكن أن تكون مثالا يحتذى في العلاقات الدولية، وهناك فرصة كبيرة ً لتطوير هذه العلاقات الثنائية وتعزيزها.

من ناحيته، نوه وزير الصناعة والطاقة والسياحة الأسباني مانويل سوريا بسعي البلدين لرفع التبادل التجاري واستشراف الفرص الاستثمارية مهنئاً المملكة العربية السعودية بمضيها في تنفيذ مشاريع القطارات والسكك الحديدية.

في حين قالت وزيرة الأشغال العامة الأسبانية آنا باستور إن السوق الإسباني حافل بالعديد من الفرص وعمليات التطوير التي تعبر عنها الشركات المختلفة الزائرة للسعودية، والتي تحمل العديد من الخبرات في مشاريع البنية التحتية والمستهوية لدخول أصحاب الأعمال السعوديين للاستثمار فيها.

من ناحيته، لفت وزير الدفاع الأسباني بيدرو مورانس إلى الاتفاقيات في مجال الدفاع بين البلدين، وقال «هناك شركات تقنية تريد التعاون البعيد المدى في هذا الجانب في مجال الدفاع، مضيفا أن هناك نحو 20 ألف موظف إسباني يعملون في الصناعات الحربية ويملكون خبرات في مجال الدفاع والصناعات الكبيرة المترتبة عليه، إلى جانب مجالات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية ودعم البحوث في هذا السياق، والذي يمكن أن يكون بابا للاستثمارات عبر الشركات المختلفة فهناك الكثير من المشروعات التي تديرها القوات الأسبانية.

واستبق مجلس الأعمال السعودي الإسباني لقاء الملك خوان كارلوس الأول مع أصحاب الأعمال باجتماع ضم عددا كبيرا من المستثمرين وصناع القرار الاقتصادي، للخروج بعدد من الاتفاقات والمبادرات المشتركة التي تدعم الصداقة المتينة التي تجمع البلدين الصديقين، بحضور وزير الدفاع ووزيرة التنمية ووزير الصناعة والطاقة والسياحة ووزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون التجارة الإسبان، وعدداً من كبار رجال الأعمال والرئيس الأعلى لمجلس الغرف التجارية والصناعية والملاحة ورؤساء الشركات العاملة في عدد من المشاريع التنموية في السعودية.