معارضون في الداخل يدعون إلى مقاطعة الانتخابات

تيار بناء الدولة أعلن تضامنه مع السوريين غير القادرين على المشاركة

TT

برزت في سوريا، أمس، دعوة صادرة عن تيار بناء الدولة، السياسي المعارض في الداخل، إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل، وذلك للتضامن مع «أكثر من نصف السوريين» غير القادرين على المشاركة.

وذكر تيار بناء الدولة، الذي يشكل جزءا من المعارضة المقبولة من النظام، في بيان، أنه «تضامنا مع أكثر من نصف السوريين الذين لا يمكنهم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، فإننا في تيار بناء الدولة السورية نعلن مقاطعتنا هذه الانتخابات، وندعو جميع السوريين لمقاطعتها».

وأنشئ «تيار بناء الدولة» في سبتمبر (أيلول) 2011 في دمشق بعد أشهر من بدء حركة الاحتجاج الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، ويهدف، بحسب مؤسسيه، إلى بناء دولة ديمقراطية مدنية، والعمل على تمكين السوريين وخصوصا الشباب من «الانخراط العلني والفعال» في الحياة السياسية والعامة. ويتبنى التيار أهداف «الانتفاضة الشعبية»، مطالبا بـ«إنهاء النظام الاستبدادي».

وجاء في بيان التيار، الذي أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، أنه «كانت الانتخابات الرئاسية التعددية وما زالت حلما وهدفا للسوريين منذ عقود، وهذا يتطلب مشاركة الجميع فيها، ولكن ظروف البلاد جعلت نحو نصف السوريين إما لاجئين في دول الجوار والدول الأخرى، أو يعيشون في مناطق غير آمنة أو خارج نطاق سيطرة السلطة، ما يحول دون مشاركتهم في الانتخابات».

ورأى أن انتخاب الرئيس «هو عقد تكليف من قبل جميع السوريين لشخص سوري بتولي مهام الرئاسة (...)، وطالما أن صاحب الحق (أي الشعب السوري) مغيب وغير متوفر منه إلا أقل من نصف عدده، وطالما أن حقوقه الأساسية مستباحة ومقموعة، فهذا يعني أن التكليف غير جائز وغير شرعي».

وأشار تيار بناء الدولة إلى «أن صلاحيات رئيس الجمهورية شبه المطلقة وفق الدستور الحالي، تجعل من هذه الانتخابات مجرد إعادة إنتاج للنظام الاستبدادي الذي دفع السوريون أثمانا غالية لتفكيكه وإنهائه».

ويرأس التيار الكاتب لؤي حسين الذي اعتقل في 22 مارس (آذار) 2011 ليومين على خلفية طرح بيان للتوقيع عبر الإنترنت تضامنا مع أهالي درعا (جنوب) حيث انطلقت الاحتجاجات، وللمطالبة بحق جميع السوريين بالتظاهر السلمي وحرية التعبير.

ولؤي حسين (من مواليد 1960) يملك «دار بترا للنشر» التي تعنى بنشر الكتب الفكرية والسياسية العربية والمترجمة، وهو معتقل سياسي سابق بين عامي 1984 و1991 على خلفية انتمائه إلى حزب العمل الشيوعي.