الأسد لم يعلن برنامجه الانتخابي بعد والإعلام الرسمي يسخر من منافسيه

النظام حوّل خيم الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى مراكز دعائية للرئيس السوري

سوري يمر قرب ملصق إعلاني للأسد في أحد شوارع العاصمة دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

تبدو اللوحات الإعلانية التي رفعت في المدن السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري لدعم مرشحي الرئاسة حسان النوري وماهر حجار «خجولة جدا» قياسا بالصور واللافتات واللوحات التي تدعم حملة الرئيس السوري بشار الأسد، المرشح الأساسي للانتخابات المقررة إجراؤها في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل.

فالنظام السوري يستغل الساحات العامة والطرق الرئيسة والأزقة الضيقة للترويج لترشيح الأسد، لدرجة أنه حوّل الخيم التي توزعها الأمم المتحدة كمساعدات، لإيواء النازحين من المناطق المتضررة، إلى مراكز انتخابية لدعم حملة الأسد التي يقودها تحت شعار «سوا» أي «معا».

هذا الاستغلال لمساعدات المدنيين من قبل النظام، دفع «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى دعوة مفوضية الأمم المتحدة كي «تكون أكثر مسؤولية في تقديم المساعدات للشعب السوري المتضرر من أعمال العنف التي تمارسها قوات الأسد عليه بدلا من استخدامها من قبل شبيحة (ميليشات) النظام وأعوانه». ونشرت مواقع مؤيدة للنظام السوري صورا لمراكز انتخابية في بعض مناطق دمشق لدعم ترشح الأسد وبدا شعار الأمم المتحدة واضحا عليها، فيما وضع داخلها منبر ألصقت عليه صورة الرئيس السوري إضافة إلى لافتات وأعلام سورية.

وقال اتحاد «تنسيقيات الثورة» إن «القوات النظامية تستولي على المساعدات المقدمة من منظمة الأمم المتحدة في تلك الأحياء»، كما ذكرت المصادر ذاتها أن هذه المساعدات وزعت أيضا في مناطق موالية للنظام بأحياء العاصمة دمشق، ما يسهل استخدامها لأغراض انتخابية.

وعلى الرغم من أن حملة الأسد الانتخابية اقتصرت على كلمة واحدة هي «سوا»، لكن ملصقات هذه الحملة انتشرت بكثافة في شوارع العاصمة دمشق، إضافة إلى حمص وحماه وطرطوس واللاذقية وبانياس والسويداء وجميعها خاضعة لسيطرة النظام. وارتفعت يافطات في شوارع هذه المدن مقدمة من جهات شعبية وأهلية ومن رجال أعمال، ومن مؤسسات رسمية أيضا تُعلن تأييدها للأسد ولبقائه في السلطة، علما أنّ وكالة الأنباء الرسمية (سانا) تحرص على نشر أخبار يومية حول خروج مسيرات شعبية لتأييد ترشح الأسد لمنصب الرئاسة.

في المقابل، فإن الحملات الانتخابية الخاصة بمنافسي الأسد على منصب الرئاسة تبدو «باهتة». إذ يصعب ملاحظة صور المرشح الأول وهو الوزير السابق حسان النوري في ظل سيل اللافتات والصور الداعمة للأسد، كذلك الحال بالنسبة إلى المرشح الثاني عضو مجلس الشعب ماهر حجار.

وبدا لافتا، أن النوري وحجار قدما برامج انتخابية على عكس الأسد الذي لم يقدم حتى الآن على هذه الخطوة. وفي حين ركز النوري في برنامجه على الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، صب المرشح الثاني ماهر حجار تركيزه على التغيير، واستخدم على لوحاته الإعلانية عبارة «التغيير ضرورة».

وعلى الرغم من أن رئاسة الجمهورية السورية، دعت في أحد بياناتها إلى «احترام الحملات الإعلانية والمنشورات الخاصة بالمرشحين إلى منصب الرئاسة»، لكن الإعلام الرسمي السوري سعى إلى السخرية من المرشحين المنافسين للأسد، وسعى إلى تحجيمهما، وهذا ما بدا واضحا في ظهورهما خلال مقابلات لهما في الإعلام الرسمي السوري.

واستضافت قناة الإخبارية السورية الحجار، وهو أول المتقدمين للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وكان ضحيّة لسخرية المذيعة التي استضافته عبر طرح أسئلة خارج سياق الترشيح والحملة الانتخابية.

كذلك، كان المرشح حسان النوري، ضيفا على الفضائية السورية ضمن برنامج «حوار اليوم» لمناقشة بيانه الانتخابي، وكان واضحا سخرية المذيعة من مواقفه خلال المقابلة محاولة إثبات عدم أهليته لتولي منصب الرئاسة. وكان لافتا أن النوري أشاد بطريقة الأسد في إدارة الأزمة الأخيرة، مؤكدا أنه «سيتخذ القرارات والخطوات نفسها، لو كان في مكانه، منوّها كذلك بعظمة والده القائد الخالد حافظ الأسد».