نجاة قائدين عسكريين في «فتح» من تفجير في «عين الحلوة» جنوب لبنان

قائد الأمن الوطني الفلسطيني: مدسوسون يريدون تحويل المخيم إلى «نهر بارد» جديد

صورة أرشيفية لمقاتلين من حركة فتح خلال مناوشات في مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (أ.ب)
TT

نجا المسؤول العسكري في حركة فتح طلال الأردني والقائد الميداني أبو شادي السبربري من محاولة اغتيال بعد تفجير عبوة ناسفة عند مرور سيارتهما في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوب لبنان، مما أدى لإصابتهما بجروح طفيفة ووقوع ثلاثة جرحى آخرين. وقال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، إن «عبوة انفجرت بسيارة كانت تقل الأردني والسبربري خلال عودتهما إلى عين الحلوة، بعد اجتماع في السفارة الفلسطينية في بيروت»، لافتا إلى أنهما أصيبا بجروح طفيفة إضافة إلى جرح امرأتين ورجل كانوا في الطريق.

واتهم أبو عرب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أشخاصا مدسوسين وجواسيس بمحاولة اغتيال قائدي فتح لأخذ المخيم إلى الهلاك وتحويله إلى مخيم نهر بارد جديد، عادا أن «هناك طابورا خامسا يسعى لزعزعة أمن عين الحلوة».

وأكد أبو عرب المضي في تنفيذ الخطة الأمنية التي اتفق عليها لمواجهة محاولات تفجير المخيم، مشددا على أن «كل المعوقات ومحاولات المرتزقة لمنعنا لن تنجح». وقال: «نحن على تواصل دائم مع السلطات اللبنانية لتنفيذ هذه الخطة لضمان نجاحها». وكانت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان أطلقت نهاية مارس (آذار) الماضي مبادرة للتصدي للفتنة المذهبية ومنع وقوع اقتتال فلسطيني – لبناني، أو فلسطيني - فلسطيني، جددت فيها التزامها بسياسة الحياد الإيجابي ورفض الزج بالفلسطينيين في التجاذبات والصراعات الداخلية اللبنانية، إلا أن أكثر من حادثة أمنية خرقت المبادرة، أبرزها عملية اغتيال مسؤول جمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية» (الأحباش) الشيخ عرسان سليمان في عين الحلوة، ومقتل ثمانية أشخاص في اشتباكات بمخيم المية ومية في الجنوب. وشهد مخيم عين الحلوة الأسبوع الماضي اشتباكات بين إسلاميين وعناصر من حركة فتح أدت لسقوط ثمانية جرحى. وتتولى حاليا قوة أمنية مشتركة، مؤلفة من 75 ضابطا مفرزين من الفصائل، ضبط الأمن في عين الحلوة، حيث لا وجود للجيش والقوى الأمنية اللبنانية تماما كما في المخيمات الفلسطينية الأخرى.

وأوضحت مصادر فلسطينية في «عين الحلوة» أنه اتفق على بدء تطبيق الخطة الأمنية التي تقضي بزيادة القوة الأمنية لتصبح مؤلفة من 150 عنصرا على أن يجري اختيار هذه العناصر بتأن من قبل لجنة عسكرية مختصة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه القوة ستعزز بالعدة اللازمة وستزود بأسلحة ويقام لها مراكز ثابتة داخل المخيم لضمان استقراره».

يذكر أن اسم طلال الأردني كان قد تردد مطلع العام الحالي في التحقيقات بقضية اغتيال مستشار رئيس الحكومة اللبناني السابق محمد شطح نهاية العام الماضي. وسلمت حركة فتح الأردني إلى استخبارات الجيش اللبناني للاستماع إلى إفادته على خلفية السيارة المسروقة التي استخدمت في التفجير وأخلي سبيله في وقت لاحق. ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان عام 1948 مع «النكبة» الفلسطينية، وما زالوا، بعد مرور 66 عاما، ينتشرون في 12 مخيما موزعة على أكثر من منطقة لبنانية. وتقدر الأمم المتحدة عددهم بنحو 460 ألفا. وتفاقمت أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بعد نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين على حد سواء من سوريا بعد اندلاع الأزمة هناك، إلى المخيمات في لبنان، مما أدى إلى تضخم في أعداد السكان، وتبعته تداعيات إنسانية واجتماعية وأمنية على المجتمعات اللبنانية والفلسطينية والسورية. وكان «عين الحلوة»، أكبر المخيمات الفلسطينية، حيث يضم 80 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في كيلومتر مربع واحد، لكن وبعد اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011، ارتفع هذا العدد إلى 105 آلاف شخص، معظمهم من الفلسطينيين.