السلطات المصرية تذلل العقبات أمام متابعة الاتحاد الأوروبي للانتخابات الرئاسية

رئيس البعثة قال إن أعضاءها سينتشرون في أرجاء البلاد خلال الأسبوع الحالي

ماريو دافيد رئيس فريق متابعة الانتخابات الرئاسية التابع للاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحافي عقده بالقاهرة أمس أكد فيه أن بعثة الاتحاد سوف تنتشر في مصر خلال الأسبوع الجاري (إ.ب.أ)
TT

ذللت السلطات المصرية عقبات إدارية كادت تمنع الاتحاد الأوروبي من متابعة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في داخل البلاد يومي 26 و27 مايو (أيار) الحالي، بعد أن انتهت عمليات الاقتراع فيها للمصريين في الخارج يوم أمس. وقال ماريو ديفيد، رئيس فريق متابعة الانتخابات الرئاسية التابع للاتحاد الأوروبي، في مؤتمر صحافي عقده بالقاهرة أمس إن بعثة الاتحاد سوف تنتشر في مصر خلال الأسبوع الحالي، ليحسم بذلك غموضا أحاط بموقف الاتحاد ومستوى مشاركته في الانتخابات الرئاسية.

وأضاف ديفيد أن بعثة الاتحاد الأوروبي تتابع الأسلوب القانوني والتشريعات المصرية للعملية الانتخابية وتنفيذها، والتزاماتها الإقليمية والدولية، وأسلوب عد الأصوات والشكاوي، والممارسة الإعلامية.

وأشار رئيس فريق متابعة الانتخابات الرئاسية التابع للاتحاد الأوروبي إلى أن البعثة ستستمر في عملها طبقا للقواعد، مؤكدا أن البعثة لا تعطي شرعية للانتخابات، بل تقدم نتائجها بعد يومين من الاقتراع، ثم بعد ذلك تنشر تقريرا في مرحلة لاحقة.

وكان مسؤول بالاتحاد الأوروبي قال مساء السبت الماضي إن إجراءات إدارية حالت دون مراقبة بعثة الاتحاد الاستحقاق الرئاسي. وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» أن القاهرة لم تمنح تصريحا لإحضار معدات ضرورية للأمن والسلامة، الأمر الذي كان من شأنه خفض عدد البعثة وتعديل مسماها.

وتابع ديفيد قائلا: «إننا سعداء بدعوتنا للتعاون في هذه العملية الانتخابية، ولا نلتفت للأحداث السابقة لأنها من التاريخ، موضحا أنه لا يوجد مشكلات للبعثة في مصر، وأنه سيجري نشر الفريق الأساسي المتابع للانتخابات الرئاسية هذا الأسبوع.

وتَواصل رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي مع اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أول من أمس لحل مشكلة عدم السماح بدخول بعض الأجهزة والمعدات الخاصة بهم إلى مصر، وقالت مصادر باللجنة إن العليا للانتخابات تواصلت مباشرة مع وزارة المالية ومصلحة الجمارك وجرى حل المشكلة والسماح لهذه الأجهزة بالدخول.

وتراوح موقف الاتحاد الأوروبي من التطورات السياسية في القاهرة عقب عزل الرئيس السابق مرسي، بين التشكك في جدية المسار الديمقراطي والترحيب بتنفيذ مقررات خارطة المستقبل.

وقال ديفيد إن متابعة الانتخابات لا تقتصر على يومي الاقتراع ولكنها مستمرة قبل بداية العملية الانتخابية وبعدها، معربا عن اعتقاده بأن العملية الانتخابية ستتسم بالسلم والهدوء، قائلا إنه على المصريين أن يقرروا ما ستكون عليه بلادهم.

وتابع: «أتيحت لنا مقابلة المرشحين الرئاسيين واستمعنا لمشكلاتهما وتخوفاتهما، ونقلنا لهما أننا نلتزم بالحيادية، وأننا لم نتصل بأي من المنظمات التي تعمل على الترويج لمقاطعة الانتخابات».

وبدأ التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية الخميس الماضي، بالنسبة للمصريين المغتربين، وكان من المفترض أن تنتهي قبل يومين، لكن الإقبال المتزايد على الاقتراع دفع اللجنة العليا لمد التصويت يوما إضافيا.

وعما إذا كانت البعثة الأوروبية تابعت الانتخابات في الخارج، قال ديفيد إنه زار أول من أمس مقر اللجنة العليا للانتخابات، وأنه شاهد مقاطع بث حي من لجان الاقتراع في الخارج، وشاهد كيفية سير العملية وتدفقها، لافتا إلى أنه لم يكن باستطاعة البعثة إرسال متابعين، معربا عن اعتقاده بأنه أمر غير مطلوب.

وعن أماكن انتشار البعثة خلال يومي الاقتراع، رفض ديفيد الإفصاح عن الأماكن التي سيذهبون لها لمتابعة الانتخابات، قائلا: «ما يمكن ضمانته أننا (بعثة الاتحاد الأوروبي) سننتشر في كل مكان بالجمهورية، وسنقوم بمتابعة ما سيحدث في المدن الكبرى والقرى وبعض المراكز الصغيرة، وأتمنى أن تكون العملية سلمية لأن هذه فرصة للمواطنين المصريين للتعبير عما يريدون في المستقبل، وما نريده هو أن نكون في كل مكان بشكل عشوائي، وحتى هذه الدقيقة لن نقول أين سنذهب خلال يومي الانتخابات».

ويأتي المؤتمر الصحافي لرئيس بعثة الاتحاد الأوروبي عقب إعلان السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، مساء أول من أمس أنه في ضوء الاتصالات المكثفة التي أجراها وزير الخارجية ووزارة الخارجية، بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة، وبالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، جرى الإفراج عن كل الأجهزة والمعدات الخاصة ببعثة الاتحاد وتذليل كل المسائل الفنية والإدارية العالقة.

وطلب الاتحاد الإفراج عن معدات اتصال وأدوات طبية ضرورية لضمان أمن المراقبين وسلامتهم، في ضوء مخاوف احتمال قيام جماعات إسلامية متشددة تنتهج فكرة تنظيم القاعدة بعمليات تفجير لتعطيل الاقتراع، الذي يعد ثاني خطوات خارطة المستقبل التي وضعها الجيش بالتوافق مع قوى سياسية عقب عزل الرئيس السابق مرسي.

وفي غضون ذلك، قالت مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولي إن هناك تنسيقا مع مكتب وزارة الخارجية الموجود بالمطار لإنهاء إجراءات وصول الوفود الدبلوماسية من الاتحاد الأوروبي والمنظمات الأخرى التي سوف تشرف على الانتخابات ومنها الاتحاد الأفريقي.

وأضافت المصادر أنه بدأ توافد المراقبين الدوليين منذ فجر الجمعة الماضية، لافتا إلى أن مطار القاهرة الدولي، استقبل أمس أعضاء من بعثة الاتحاد الأفريقي لمتابعة سير الانتخابات الرئاسية.