هدوء حذر وتوتر شديد في مدينة كيدال بعد وصول تعزيزات الجيش الحكومي المالي

قادة التمرد في شمال البلاد يدعون إلى ضبط النفس

TT

تواصلت حالة التوتر بين الجيش المالي والمتمردين العرب والطوارق في مدينة كيدال، أقصى شمال شرقي مالي، بعد وصول تعزيزات عسكرية أرسلها الجيش الحكومي أمس إلى المدينة، فيما دعا قادة المتمردين أمس إلى التهدئة وضبط النفس، مؤكدين عزمهم على الدفاع عن أنفسهم إذا تعرضوا لأي اعتداء من طرف الجيش المالي.

وأكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» سماع دوي إطلاق نار كثيف في مناطق من مدينة كيدال صباح أمس، يرجح أنها اشتباكات بين تعزيزات الجيش المالي وبعض المتمردين العرب والطوارق؛ فيما لم تكشف أي مصادر من الطرفين عن تفاصيل حصيلة الاشتباكات التي أعقبتها حالة من الهدوء الحذر؛ وتحدثت بعض الأوساط المحلية عن إمكانية وقوع حالات تمرد داخل الجيش المالي، من طرف جنود ينحدرون من قبائل الشمال رفضوا إطلاق النار على المتمردين.

في غضون ذلك، أكد قادة الحركات المتمردة وهي الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والحركة العربية الأزوادية، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، في ختام اجتماع طارئ عقدوه بكيدال أمس، أن حركاتهم تجدد استعدادها التام للتعاون مع المجتمع الدولي لتهدئة الوضع الحالي المتوتر في المنطقة، والذي قد يقضي على جهود السلام الهشة أصلا؛ جاء ذلك في بيان صادر عقب الاجتماع الذي عقدته الحركات المسلحة الثلاث، تلاه أحد قيادييها في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من كيدال.

وتضمن البيان أن «الحركات السياسية المسلحة في أزواد تعلن للرأي العام المحلي والدولي أنها كانت في موقف دفاع عن النفس خلال الاعتداء الذي وقع على مواقعها في كيدال من طرف الجيش المالي يوم السبت الماضي». ودعت هذه الحركات المجتمع الدولي لمساعدة أطراف النزاع على العودة إلى الهدوء والبحث عن حل سلمي سياسي تفاوضي ينهي الأزمة في إقليم أزواد؛ ودعت إلى ضبط النفس مع احتفاظها بحقها المشروع في الدفاع عن النفس في حالة الاعتداء عليها.

وتسيطر الحركات المسلحة الأزوادية الثلاث على مدينة كيدال، فيما تراجع الجيش المالي إلى الثكنات العسكرية خارج المدينة حيث بدأ يستقبل تعزيزات عسكرية منذ صباح أمس، في ظل احتمالات بتصاعد الأحداث خاصة بعد إعلان مالي الحرب على الحركات المسلحة.

من جهة أخرى، بدأت بعثة الأمم المتحدة في مالي مساعي لتهدئة الوضع، وفرض هدنة على الطرفين، من أجل إعطاء فرصة لاستئناف الحوار الذي ينص عليه اتفاق واغادوغو، الذي وقع عليه الطرفان في يونيو (حزيران) 2013.