ضغوط على رئيس نيجيريا لقبول عرض «بوكو حرام» لحل أزمة الفتيات المختطفات

مقتل عشرة أشخاص على الأقل في تفجير سيارة مفخخة في مدينة كانو

TT

لقي عشرة أشخاص على الأقل حتفهم مساء أول من أمس إثر انفجار سيارة مفخخة في مدينة كانو شمال نيجيريا. وضرب الانفجار جزءا مزدحما من منطقة سابونجاري، حسبما ذكرت قناة «تشانيل تي في» التلفزيونية. ولم ترد تقارير فورية عن الجهة التي تقف وراء الهجوم. ويأتي التفجير بعد يوم من إعلان خمس دول أفريقية وفرنسا، بعد اجتماعهم في باريس، «الحرب» على جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتشددة، في أعقاب حادثة خطف أكثر من 200 تلميذة الشهر الماضي بشمال نيجيريا. وقالت الشرطة النيجيرية إن مهاجما انتحاريا في سيارة ملغومة قتل خمسة أشخاص في شارع مليء بالحانات والمطاعم الشعبية في مدينة كانو بشمال نيجيريا مساء أول من أمس في منطقة أغلب سكانها من المسيحيين الجنوبيين.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، إلا أنه سيلقى باللوم على جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتشددة التي قامت بهجمات مشابهة من قبل في كانو. ويأتي ذلك في وقت ما زالت السلطات النيجيرية تبحث عن أكثر من 200 تلميذة اختطفن بواسطة «بوكو حرام».

واختطفت الفتيات، وهن خليط من المسيحيات والمسلمات في الرابع عشر من شهر أبريل (نيسان) الماضي. ولا يعرف بعد مكان اختطافهن. ويتعرض الرئيس النيجيري لضغوط بسبب فشل الحكومة في العثور على مكان الفتيات حتى الآن، لكنه يستبعد أيضا وجود صفقة لتبادل الفتيات مع أعضاء من الحركة. وتطالب الجماعة الإسلامية المتشددة بالإفراج عن أعضاء من الحركة تحتجزهم الحكومة مقابل إطلاق سراح الفتيات، وهو ما ترفضه الحكومة بشدة. يذكر أن باريس استضافت السبت قمة شارك فيها رؤساء الدول المجاورة لنيجيريا ومن بينها بنين، والكاميرون، والنيجر، وتشاد، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين من بريطانيا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي. وناقش المشاركون في الاجتماع «استراتيجيات جديدة للتعامل مع التهديد الأمني الذي تشكله (بوكو حرام) وغيرها من الجماعات الإرهابية في غرب ووسط أفريقيا»، وفقا لبيان صدر عن الحكومة النيجيرية.

من جهة أخرى، يتعرض الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان لضغوط من قبل مسؤولين نيجيريين وبعض مساعديه للقبول بعرض جماعة «بوكو حرام» المتمثل في إطلاق سراح أعضاء الجماعة المعتقلين بالسجون النيجيرية، مقابل إطلاق سراح أكثر من 200 فتاة جرى اختطافهن من داخل مدرسة ببلدة (شيبوك) بولاية (بورنو) شمال شرقي البلاد الشهر الماضي على يد عناصر تابعة للجماعة».

وذكرت صحيفة «بونش» النيجيرية أمس، أنه رغم أن الرئاسة استبعدت في وقت سابق عرض الجماعة فإن بعض المسؤولين بينهم وزير الإعلام لبران ماكو أكد استعداد الحكومة لأي حل وسط يؤدي إلى إطلاق سراح الفتيات. يذكر أن زعيم «بوكو حرام» أبو بكر شيكاو ظهر في شريط فيديو منذ أيام، ليعلن مسؤولية الجماعة عن اختطاف الفتيات.. الأمر الذي أثار حفيظة الحكومة وأولياء الأمور الذين اتهموا السلطات بالتقاعس عن إنقاذ الفتيات، وطالب شيكاو في الشريط بإطلاق سراح أعضاء الجماعة مقابل الإفراج عن الفتيات».

وأظهرت كثير من دول العالم والمنظمات والهيئات الدولية، كالأمم المتحدة واليونيسيف ومنظمة التعاون الإسلامي والأزهر الشريف، تعاطفا غير مسبوق مع الحكومة النيجيرية بعد اختطاف الفتيات.

وقد تمثل هذا التعاطف في إعلان الولايات المتحدة الأميركية والصين وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى استعدادها لمساعدة السلطات النيجيرية في البحث عن الفتيات المختطفات اللاتي لم يعرف مصيرهن حتى الآن بسبب نقلهن إلى الغابات المجاورة للكاميرون، وأفادت الأنباء بأن الخاطفين نقلوا بعضهن إلى دول مجاورة مثل الكاميرون وتشاد والنيجر.