أحكام بسجن 16 سعوديا تدربوا في «الفاروق» وأعيدوا من «غوانتانامو»

المدد تراوحت بين سنة وأربع سنوات

TT

أصدرت محكمة سعودية، أول من أمس، أحكاما ابتدائية بحق 13 سعوديا بالسجن بين سنة وأربع سنوات ومنعهم من السفر، لإدانتهم بالانضمام إلى معسكر «الفاروق» التابع لتنظيم القاعدة في أفغانستان، وذلك قبل استعادتهم من معتقل غوانتانامو ضمن الدفعة الثامنة، فيما جرى إصدار أحكام غيابية بحق ثلاثة آخرين بالسجن بين سنتين وأربع سنوات، نتيجة تخلفهم عن حضور جلسة النطق بالحكم. وأدانت المحكمة الجزائية المتخصصة في جدة، المتهمين بالسفر إلى أفغانستان بعد أن حظرت السعودية على مواطنيها الوصول إلى هناك، والتدرب على السلاح والمشاركة في القتال الدائر هناك، دون إذن ولي الأمر، إذ زور اثنان من المتهمين جوازات سفرهما من أجل الوصول إلى هناك.

وكان المدانون الـ16 قبض عليهم بين أفغانستان وباكستان من قبل الجيش الأميركي، إبان حربهم مع طالبان منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2001، بوصفها رد فعل أميركيا على «القاعدة» بعد أحداث 11 من سبتمبر (أيلول) 2001، حيث رحلوا على الفور إلى معتقل غوانتانامو وأمضوا مدة ست سنوات هناك، ثم جرى تسليمهم إلى السعودية بالتعاون مع السلطات المختصة في الولايات المتحدة، حيث وصلوا إلى الرياض عبر طائرة خاصة، كان على متنها فريق طبي وأمني. وأقر أحد المتهمين الذي حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات والمنع من السفر لمدة مماثلة لسجنه، وغرامة مالية قدرت بمائة ألف ريال، أن الغرض من التدريب على السلاح في معسكر الفاروق في أفغانستان، التمهيد للسفر إلى الشيشان، والانضمام إلى القتال الدائر هناك.

وأصدر القاضي الحكم غيابيا على المتهمين 11 و13 و16 من المتهمين بالسجن بين سنتين وأربع سنوات، نتيجة تخلفهم عن حضورهم جلسة النطق بالحكم، خصوصا أن المتهمين الغائبين قدموا أجوبة على الدعوة التي قدمت ضدهم من ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام، وضمنها الإقرارات المصدقة شرعا، حيث يعد ذلك حضورا وتبليغا كون القضية قيد النظر. واعترف المتهم الـ11، وهو سعودي الجنسية، خلال جلسات المداولة الماضية، بأنه سافر إلى أفغانستان عبر جواز السفر البحريني الذي يحمله، من دون إذن ولي الأمر.

وتنص المادة التاسعة من نظام جرائم الإرهاب وتمويله على «أن للمحكمة أن تصدر حكما غيابيا في حق المتهم بارتكاب جريمة من الجرائم المنصوص عليها في هذا النظام، إذا بلغ تبليغا صحيحا عن طريق وسائل التبليغ، أو إحدى وسائل الإعلام الرسمية، وللمحكوم عليه حق الاعتراض على الحكم».

وقررت المحكمة الجزائية المتخصصة الحكم على المتهم الأول والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والعاشر والـ15 بالسجن لمدة سنتين، فيما حكم على المتهم الثاني بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ومنع المتهمين من السفر لمدد مماثلة لسجنهم.

يذكر أن السعودية استعادت مائة معتقل من غوانتانامو على دفعات مختلفة، وذلك بعد التعاون المستمر بين وزارة الداخلية والسلطات المختصة في الولايات المتحدة، حيث تمكن العائدون من الالتقاء مع أسرهم فور وصولهم إلى الرياض، وخضعوا بعد ذلك للتحقيق، ثم عرضوا على مركز محمد بن نايف للرعاية والتأهيل، حيث جرى إطلاق سراح العائدين بكفالة حضورية وذلك بعد التحقق من سلامة أفكارهم، تمهيدا لإقفال ملف القضية أمام القضاء السعودي، وتنفيذ الأحكام بحقهم.