تمام سلام: وجدنا كل الدعم والمؤازرة من السعودية

قال إن مؤتمر الطائف أنقذ لبنان من حرب طويلة وأمن لنا دستورنا الجديد

TT

أعرب رئيس وزراء لبنان، تمام سلام، عن شكر وتقدير بلاده، قيادة وشعبا، لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولحكومة السعودية، على الدعم الذي يحظى به لبنان في جميع المجالات وفي مختلف المواقف. وأكد أن عطاء المملكة للبنان كالعادة سخي ويتقدم على كل العطاءات في هذه المرحلة الصعبة، ونحن عهدنا هذا الدعم منذ سنوات.

وقال في مؤتمر صحافي عقد في قصر المؤتمرات بجدة أمس: «إن أول بلد أتوجه إليه هو المملكة العربية السعودية، وهي الزيارة الأولى بعد أن جرى إنجاز ما أنجزناه في لبنان في ظل حكومة المصلحة الوطنية، لما يربط البلدين من علاقة تاريخية عريقة وعميقة، والتي تستحق أن نوليها كل رعاية وعناية إلى جانب الأمور الداخلية والاستحقاقات الداخلية والتعاطف من قبل الإخوة في المملكة، قيادة وشعبا، وهو ما دأبنا عليه في لبنان منذ سنوات طويلة». وأضاف: «إننا في لبنان وجدنا كل الدعم والتأييد والمؤازرة من المملكة، واليوم وجودنا في المملكة هو لتقديم الشكر والتقدير باسم لبنان قيادة وشعبا».

وأشار إلى أن «ما جرى إنجازه في الحكومة الجديدة هو استتباب الأمن وانتشاره في كل أنحاء لبنان بمتابعة وجهد كبيرين من قبل الحكومة، وكذلك ما جرى إنجازه على مستوى التعيينات في مراكز الفئة الأولى الإدارية التي وصلت إلى أربعين تعيينا من أجل إعادة الحياة إلى الدورة الإدارية للدولة، وهذا أخذ وقتا، وبالتالي عندما سنحت الفرصة لأول تحرك خارج لبنان كان لا بد من التوجه إلى المملكة العربية السعودية، وكما قلت إن أبرز ما نعمنا به كان ما تجلى في مؤتمر الطائف الذي أنقذ لبنان من حرب طويلة وأمن لنا دستورنا الجديد الذي بموجبه لبنان باقٍ ومستمر، وأبناء لبنان والقوى السياسية كافة والطوائف جميعها تنعم بديمقراطية وأداء وطني صحيح».

وأضاف: «نعم، اليوم نحن بهذه المناسبة كان لنا لقاء كبير مع خادم الحرمين الشريفين، وكانت مناسبة نتقدم فيها بالشكر بشكل مباشر، كذلك كان لنا لقاء مع سمو ولي العهد، حيث كان التباحث وتناول المستجدات، وأيضا ما يعزز التواصل في العلاقة بيننا وبين المملكة. نعم هي لحظات، هي ساعة عزيزة عليَّ أنا شخصيا لما لي من روابط وعلاقة مع الأسرة الحاكمة في المملكة، وهي مناسبة لنا جميعا لتعزيز العلاقة بين اللبنانيين والسعوديين».

وقال رئيس الوزراء اللبناني: «إن اللبنانيين ينعمون في المملكة بخيرها وعطائها ويشاركون في نهضتها وعمرانها وتقدمها، وهم مثل يقتدى به في أدائهم وعملهم، وأيضا بالنسبة للسعوديين الذين يقصدون لبنان ويعدّونه بلدهم الثاني ويستثمرون فيه ويعززون الروابط والعلاقة، فمن هنا أعد هذه الزيارة واجبة وناجحة والحمد لله، وسيليها مزيد من التواصل والتعاون الذي نأمل أن يكون فيه الخير للبنانيين والسعوديين ولتضامن لبناني سعودي عربي لما فيه مصلحة كل الشعوب».

وبين أنه تداول طرح الكثير من الأمور مع القيادة في المملكة، ومن أبرز تلك الهموم «ما يواجه لبنان اليوم على مستوى الوضع الذي نشأ على صعيد النازحين من الإخوة السوريين الذين تزايد عددهم وأصبح يزيد على المليون، ومرشح لأن يزيد على المليونين في آخر العام الحالي، وهذا هم كبير علينا في لبنان لا يمكننا وحدنا أن نواجهه دون أن نتلقى الدعم والمؤازرة».

وقال: «لا شك أن القيادة في المملكة، وهي في مقدمة من يغار ويهتم بلبنان، ستكون طبعا في مقدمة من يبادر لمساعدتنا في معالجة هذا الوضع والتصدي له من موقع أخوي عربي لبناني سعودي، أما فيما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي فهو شأن لبناني لبناني، وهو استحقاق نسعى إليه ونعمل من أجله ونضع كل ما لدينا من إمكانيات ليتحقق في لبنان، وليس في خارج لبنان، ونحن نستفيد من دعم المملكة ومواكبة المملكة لنا في لبنان، وسمعنا على لسان المسؤولين في المملكة كلام واضح حول هذا الموضوع وصريح يقول إن هذا شأن لبناني داخلي عليكم أنتم أن تسعوا فيه، مع التمنيات بأن يجري هذا الاستحقاق والاستقرار وانتخاب رئيس للجمهورية». وأشار إلى أن استقرار لبنان لا يجري إلا في التوافق الذي حقق هذه الحكومة وإنجازات لهذه الحكومة لينسحب على رئاسة الجمهورية ويعزز الواقع في لبنان وننهض من كبوتنا ويتحسن الوضع السياسي.

وأفاد تمام سلام بأن موضوع التطرف والمتطرفين موجود في كل مكان نعاني منه ويعاني منه العالم.. «ونحن في بلد الاعتدال المملكة ونعرف المواقف الواضحة والصريحة في هذا الموضوع واطلعنا عليها منذ فترة وهي حاسمة لا تقبل الجدل، ومن الطبيعي في مناخنا ووسط تعايشنا لا نحتمل التطرف ولا نتحمل أي شيء حاد أو قاسٍ، نحن دفعنا أثمانا غالية من التطرف والعنف، وبالتالي نعرفه وندركه ونعرف كيف نتعامل معه، ولن نسمح للتطرف بأن يكون له مكان بيننا، وموقف (حزب الله) ودور (حزب الله) في سوريا يمكنني أن أقول إن (حزب الله) مكون سياسي في لبنان يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين وشريك معنا في حكومة المصلحة الوطنية في هذه الحكومة الائتلافية، ونحن في هذه الحكومة كان لنا موقف واضح فيما يتعلق بالأحداث في سوريا وقلنا إننا نعتمد في بياننا الوزاري على النأي بالنفس، و(حزب الله) شريك معنا في الحكومة واعتمد هذا البيان، صحيح أنه بين الموقف وبين الإعلان من جهة، وبين التطبيق من جهة أخرى، هناك فجوة ومساحة غير مكتملة وتتطلب علاجا وملاحقة وسعيا، ونحن نجتهد في ذلك مع (حزب الله) ومع غير (حزب الله) في أن يكون النأي بالنفس عمليا مكتملا على كل المستويات».

وتطرق رئيس الوزراء اللبناني إلى موضوع الشغور في موقع الرئاسة اللبنانية، وقال: «هناك مادة دستورية واضحة، وهي المادة رقم 62، تشير إلى أنه في حال حدث هذا الشغور تناط وكالة سلطة رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء هو مرجعية تنفيذية أساسية في البلد وفيه كل المكونات اللبنانية، وهو الحاضن الأساسي للبنان ولكل اللبنانيين بعد اتفاق الطائف، فلا خوف على أن تكون الأمانة في مكان غير مناسب أو ضعيف، أما الشغور فيمكن أن يتحول إلى فراغ سياسي مزعج في ظل بعض التجاذبات السياسية، لكن نأمل ألا نصل إلى ذلك، وأبرز الخطوط أعلناها في البيان الوزاري، والحمد لله تمكنا من تحقيق أبرزها، وهو الأمن، والذي لم يكن أحد يتوقع تحقيقه، وخصوصا كيف كان وضع الأمن قبل بضعة أشهر، ويبقى علينا أمور أخرى يجب أن نسعى إلى الاهتمام بها».