الجامعة العربية تؤجل زيارة مبعوثها إلى ليبيا وتجري المزيد من المشاورات

توقع اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في الجزائر على هامش مؤتمر «عدم الانحياز»

نبيل العربي
TT

قررت الجامعة العربية تأجيل زيارة مبعوثها إلى ليبيا ناصر القدوة لبحث إجراء حوار وطني ليبي شامل، وأوضحت أن التأجيل جاء بناء على طلب من وزير خارجية ليبيا نظرا للتطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة الليبية. وكان الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، قد عين السفير الفلسطيني السابق لدى الأمم المتحدة، ناصر القدوة، مبعوثا إلى ليبيا منذ أربعة أيام وقد بدأ إجراء اتصالات مع الأطراف الليبية تمهيدا لعقد حوار وطني، إلا أن الأحداث سبقته وتوقفت المهمة.

وأعلن القدوة، ظهر أمس، أن هناك اتصالات عاجلة بين وزراء الخارجية العرب والجامعة العربية لعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، موضحا أن الاتصالات مستمرة حتى الآن ولا يوجد موعد محدد، مشيرا إلى أنه على تواصل مستمر مع وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز والجهات الرسمية المعنية هناك، لافتا إلى أنه يريد الاحتفاظ بقدرته على العمل مع كل الأطراف والعمل المشترك مع الأطراف كافة.

وقال القدوة، في مؤتمر صحافي، أمس، إن هناك توجها لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب على هامش اجتماع وزراء خارجية عدم الانحياز المقرر في الجزائر يوم 27 الشهر الحالي.

وأضاف أن «الأمين العام للجامعة العربية يجري المزيد من المشاورات المكثفة مع الأطراف الليبية والدول العربية، وبشكل خاص دول الجوار التي تتأثر بشكل مباشر بالأحداث الليبية والأمم المتحدة لوضع تصور عام وخطة للعمل العربي بشأن ليبيا وما تستطيع الدول العربية تقديمه للشعب الليبي ليبيا».

وقال إن «الوضع يحتاج إلى دفعة قوية من الدول العربية»، مؤكدا «ضرورة أن يكون الجانب العربي جاهزا لتقديم الدعم للأشقاء»، مشيرا إلى أن «الأمين العام كلفه إجراء مشاورات مع مصر وأنه التقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي»، كما أجرى سلسلة من اللقاءات والمشاورات مع السفراء العرب والأجانب، وأوضح أنه كان مستعدا للذهاب إلى ليبيا، لكن بعض المسؤولين الليبيين نصحوه بتأجيل ذلك لحين تشكيل الحكومة الجديدة، وأنه على اتصالات مباشرة مع الحكومة الليبية وعلى رأسها وزير الخارجية، وأنه يحاول الاتصال بجميع الأطراف المعنية بليبيا للوصول إلى حل للأزمة.

وأكد القدوة أن دوره ،بالتعاون مع الجامعة، في الوقت الحاضر، هو المساعدة على العمل المشترك ودفع الأطراف نحو الحوار والتوافق وتجنب استخدام السلاح، لافتا إلى أن دورة ذا طبيعته سياسية لمنع سيل الدماء، لأنه ليس هو الحل سواء في ليبيا أو غيرها.

وكان وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، قد أجرى اتصالات مع وزراء خارجية الولايات المتحدة وليبيا وتونس والجزائر والإمارات والسعودية والأمين العام للجامعة العربية لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن نبيل فهمي، وزير الخارجية، أجرى عددا من الاتصالات الهاتفية مع نظرائه حول الأوضاع المتدهورة في ليبيا، حيث شملت محمد عبد العزيز وزير خارجية ليبيا، وجون كيري وزير الخارجية الأميركي، ومنجي حامدي وزير الشؤون الخارجية التونسي، ورمضان لعمامرة وزير خارجية الجزائر، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات، والدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وناصر القدوة مبعوث الجامعة العربية لليبيا.

وأشار إلى أن الاتصالات تناولت الأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة في ليبيا في ظل الاشتباكات الجارية، وسبل الخروج من المأزق الراهن، وأن محصلة هذه الاتصالات عكست قلقا شديدا لدى جميع الأطراف المعنية إزاء تدهور هذه الأوضاع وضرورة وقف الاشتباكات الحالية، وأهمية مزيد من التنسيق والتشاور بين دول الجوار المعنية لمتابعة هذه التطورات، بصفتها الدول التي يتعين عليها أن تلعب الدور الرئيس في احتواء تداعياتها السلبية المحتملة على الأمن والاستقرار في ليبيا. وأضاف أن الوزير فهمي يواصل إجراء المزيد من الاتصالات مع باقي دول الجوار وعدد من الدول الشقيقة للتعامل مع الموقف الراهن في ليبيا.

وقال المتحدث إن فهمي حرص خلال الاتصالات على تأكيد اهتمام مصر البالغ بمتابعة التطورات الجارية المتسارعة في الجارة والشقيقة ليبيا، وتأييدها حكومة وشعبا حقن دماء الأشقاء الليبيين، مكررا موقف مصر الثابت من أهمية الحفاظ على وحدة التراب الليبي.

وكانت الخارجية المصرية استضافت أمس اجتماعا موسعا برئاسة السفير علي العشيري، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج وبمشاركة كل من سفير مصر في طرابلس وقنصلها العام في بنغازي، بالإضافة لممثلين عن الوزارات والأجهزة المعنية بالدولة، «حيث جرى استعراض أوضاع الجالية المصرية في ليبيا في ضوء التطورات الحالية، والسيناريوهات المحتملة للتعامل مع هذه التطورات بما يكفل سلامة مواطنينا في ليبيا وذلك بالتنسيق التام مع السلطات الليبية».