المشير أكد حاجة مصر للمصارحة والمكاشفة.. ومنافسه دعا إلى «وطن بلا تمييز»

تكثيف الحملات الدعائية للسيسي وصباحي بالمحافظات قبل ساعات من موعد «الصمت الانتخابي»

مصري يمر بجوار ملصقات لحملة حمدين صباحي (رويترز)
TT

كثفت الحملات الدعائية للمرشحين الاثنين للانتخابات الرئاسية في مصر؛ المشير عبد الفتاح السيسي، واليساري حمدين صباحي، من الفعاليات الدعائية في الكثير من المدن والمراكز بالمحافظات، وذلك قبل ساعات من موعد «الصمت الانتخابي»، المقرر له يوما السبت والأحد المقبلان، على أن يجري الاقتراع يومي الاثنين والثلاثاء. وبينما أكد المشير، في لقاء مع الشباب، حاجة البلاد للمصارحة والمكاشفة، دعا صباحي في مقابلة مع ممثلين من أبناء النوبة بجنوب البلاد، إلى «وطن بلا تمييز».

وشارك السيسي في مؤتمر جماهيري للشباب في العاصمة المصرية أمس، وذلك للاستماع لرؤيتهم وأفكارهم حول المستقبل، والدور الذي يمكنهم القيام به للإسهام في بناء الوطن. وأعرب في بداية اللقاء عن سعادته بالتواصل مع القطاعات المختلفة للشباب في القاهرة والمحافظات بصفتهم الأمل الحقيقي والثروة البشرية التي يجب الحفاظ عليها وتوظيفها، مؤكدا أن إشراك الشباب في التنمية بات أمرا ضروريا، ولا يمكن تجاهله.

وأشار السيسي إلى أن هناك مشكلة حقيقية في منظومة الوعي لدى المجتمع المصري في الوقت الراهن، قادت البلاد إلى حالة من عدم القدرة على مجابهة التحديات التي تعرضت لها على مدار السنوات الماضية، مؤكدا أن منظومة الوعي هذه تعرضت لعمليات تزييف غير مسبوقة، كان لها تأثير بشكل مباشر على قدرة الشباب وتعاملهم مع الواقع، وكذلك قدرتهم على استغلال الفرص المتاحة والمساهمة في فهم حقيقي للأوضاع بمصر.

ولفت المرشح الرئاسي، خلال المؤتمر الجماهيري، إلى أن مصارحة المسؤول بكل ما يدور في الدولة من تحديات ومشكلات، أمر يسهم بشكل أساسي في خلق آليات التعامل مع تلك التحديات، مؤكدا أن استدعاء الفهم الحقيقي لدى المواطن حول قضية معينة يشكل جزءا كبيرا من حلها.

وأوضح السيسي أن المجتمع يحتاج إلى نشر قيم الصدق والتسامح مرة أخرى، ووضع شروط ومعايير واضحة في التواصل بين المسؤول والرأي العام، لافتا إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد تواصلا مع القطاعات كافة الموجودة في الدولة، على رأسها المؤسسات المعنية ببناء منظومة الوعي والفهم لدى الناس.

وأكد السيسي أن الشباب هم أمل مصر الحقيقي، الذي يمكن أن يصنع نهضتها وتقدمها في المرحلة المقبلة، مشددا على أنه لا يستهدف سوى العمل الجاد المخلص بشرف وأمانة، وأنه يعتمد بشكل رئيس على الظهير الشعبي والمواطنين، الذين طلبوا استدعاءه لمهمة إنقاذ الوطن، واستجاب إليهم من أجل مصر، وخوفه من أن تنهار الدولة، مع التجارب التي لا تقدر المسؤولية ولا تعرف حجم التحدي الهائل الذي يقف في طريق هذا البلد ويحول دون عبوره إلى المستقبل.

وبدأت حملة السيسي، بالتنسيق مع الكثير من الأحزاب الداعمة له، تكثيف الدعاية الانتخابية في مدن ومراكز وقرى المحافظات. وفي القاهرة، من المقرر أن يعقد حزب الوفد اجتماعا لأكثر من عشرين حزبا من الأحزاب الداعمة للسيسي. وفي الإسكندرية (شمال غربي العاصمة)، نظم حزب النور وجماعة الدعوة السلفية مؤتمرا لدعم السيسي بحضور قيادات الجماعة السلفية والحزب، ووسط مشاركة كثيفة من المواطنين. وقامت القوات الأمنية بتأمين الفعالية التي تعد الأكبر حشدا بالإسكندرية منذ بدء مرحلة الدعاية الانتخابية. وحذر رئيس الحزب، يونس مخيون، جماعة الإخوان المسلمين مما وصفه بجر البلاد لسيناريوهات الفوضى في دول مثل ليبيا وسوريا، موضحا أن اختيار السيسي مرشحا للرئاسة هدفه الحفاظ على الدولة من الانهيار ومن أجل إصلاح المؤسسات عبر الوفاق الوطني.

وعد مخيون كثافة التصويت في الانتخابات الرئاسية للمصريين بالخارج تعكس إرادة الشعب ووعيه ضد ما يتعرض له من خطر. وأوضح أن حزب النور بدأ عمله عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير من أجل مصلحة الوطن بهدف كسب ثقة الشعب، مطالبا المواطنين بضرورة تكثيف المشاركة في الانتخابات الرئاسية لتأكيد توافق الشعب ضد من يتربص به.

ومن جانبه، أكد نائب رئيس مجلس إدارة «الدعوة السلفية»، الدكتور ياسر برهامي، أن تأييد السيسي مرجعه تحقيق مصلحة البلاد العليا لا لاعتباره الورقة الرابحة، محذرا مما يتهدد الدولة المصرية بما يخالف الإرادة الشعبية، وهو ما يدعمه عدد من الموجودين في الداخل لتطبيق أجندات الخارج، مشددا على ضرورة نبذ ما يثار من شائعات وأخبار كاذبة عن «الدعوة السلفية» وحزب النور.

وقال مسؤول «الدعوة السلفية» بالإسكندرية محمود عبد الحميد، إن «الوضع الراهن في مصر بحاجة إلى رجل صاحب خلفية عسكرية يدرك المخاطر التي تتعرض لها حدود الدولة، ويستطيع التعامل مع ملفات الفساد، وعدم السماح بعودة الأنظمة السابقة مرة أخرى»، مشيرا إلى أن «السيسي هو الأقدر على تحقيق المصالحة بوصفه طرفا فيها، فضلا عن قدرته على لم الشمل المصري»، منددا بمحاولات النقد والهجوم على «خارطة الطريق» وانتقاد اختيار جماعة الدعوة السلفية وحزب النور.

وفي مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية (شمال القاهرة)، أكد عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أنه على ثقة بنزول ملايين المصريين للمشاركة في انتخابات الرئاسة، قائلا خلال مؤتمر شعبي نظمته حملة مؤيدة للسيسي إنه يثق بحسن اختيار الشعب رئيسه الجديد، عادا انتخاب السيسي سيحقق لمصر قوة عالمية وسيساعد في تحقيق أفضل خطط التنمية والقضاء على الجهل والمرض، مضيفا أن السيسي عرض حياته للخطر، ويجب أن نقف معه.

وطالب «عبد الحكيم» الجماهير بأن تكون على مستوى المسؤولية وأن تخرج للتصويت يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، «لتقول للعالم كله إن ما حدث في 30 يونيو (حزيران) كان ثورة شعب ضد الظلم والطغيان وضد من سرق الوطن».

ونظمت الحملة مؤتمرا في مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان، بينما تقيم الحملة بمركز «مشتول السوق» في محافظة الشرقية، مؤتمرا للمرأة اليوم (الخميس) لدعم السيسي. وفي مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، أعلنت قبيلة الفواخرية، وهي إحدى كبرى قبائل المحافظة وكبرى قبائل العريش، دعمها السيسي، ودعت أهالي محافظة شمال سيناء للتوجه إلى صناديق الانتخابات واختيار السيسي رئيسا لمصر. وأوضحت القبيلة، في بيان أصدرته أمس، أن دعمها السيسي يأتي لحماية مصر من قوى الشر في الداخل والخارج، ولإحياء روح نصر أكتوبر، وحتى تسترد مصر مكانتها الرائدة بين الأمم، ولمستقبل مشرق لأبناء مصر عامة وأبناء سيناء الشمالية خاصة.

ومن جانبها، واصلت حملة المرشح صباحي، بالتنسيق مع أحزاب «الدستور»، و«التيار الشعبي»، و«التحالف الشعبي»، و«الكرامة»، فعالياتها في خمس محافظات بجنوب وشمال البلاد لدعمه في الانتخابات والتعريف ببرنامجه الانتخابي ولحث الجماهير على المشاركة في العملية الانتخابية لاختيار رئيس مصر المقبل. ونظمت الحملة سلسلة بشرية في محافظة الجيزة وأخرى في الإسكندرية وسوهاج وأسوان مع توزيع منشورات وملصقات دعائية. وكانت حملة «حمدين صباحي رئيسا لمصر» قد أعلنت في وقت سابق تنظيمها مؤتمرا ختاميا للدعاية الانتخابية مساء يوم غد (الجمعة) بميدان عابدين القريب من ميدان التحرير بالقاهرة، وهو آخر يوم للدعاية الانتخابية قبل فترة الصمت الانتخابي التي أقرتها اللجنة العليا للانتخابات.

وكان صباحي التقى وفدا من أهالي النوبة من محافظة أسوان (جنوب البلاد) بمقر حملته في القاهرة الليلة قبل الماضية، وقال خلال اللقاء إنه يريد وطنا من دون تمييز، مشيرا إلى أن أهالي النوبة لهم دور كبير في مصر حينما تخلوا عن أرضهم عن طيب خاطر لبناء السد العالي في ستينات القرن الماضي، مؤكدا أن مطلب إعادة التوطين بالنوبة القديمة وإعادة تسمية القرى أسماءها النوبية الأصلية هو استجابة حقيقية لمطلب متراكم منذ فترة طويلة. وقال إن لديه برنامجا متكاملا للتنمية.

ويختتم المرشحان الجولات الانتخابية الدعائية في كلمات توجه للشعب عبر وسائل الإعلام مساء اليوم (الخميس) ويوم غد (الجمعة)، وهو آخر يوم من أيام الدعاية الرسمية والقانونية، لحث الناخبين على المشاركة في الاقتراع، وذلك قبل يومي الصمت الانتخابي المحظور فيه الترويج للمرشحين. وقال عبد النبي عبد الستار، المتحدث باسم الحملة الشعبية للسيسي، لـ«الشرق الأوسط»، إن مندوبين للحملة سينتشرون حول المقار الانتخابية في يومي الاقتراع لمواجهة أي محاولة للتضييق على الناخبين، خاصة من جانب جماعة الإخوان.