جان إيف لودريان: القضاء على الإرهاب يتطلب تنسيقا كبيرا بين الجزائر وفرنسا

وزير دفاع فرنسا يؤكد رغبة بلاده في إقامة «مركز للتنصت» بالحدود الجزائرية - المالية

وزير الدفاع الفرنسي يتحدث مع رئيس هيئة الأركان الجزائري لدى وصوله إلى مطار هواري بومديان أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أبلغ وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، المسؤولين الجزائريين، في ختام زيارته للجزائر أمس، رسميا، عزم حكومة بلاده إقامة «مركز للتنصت» بالحدود الجزائرية - المالية، في إطار خطة عسكرية لنشر ثلاثة آلاف عسكري فرنسي بمنطقة الساحل الأفريقي.

وقال مصدر حكومي جزائري لـ«الشرق الأوسط»، إن لودريان طرح مشروع «مركز للتنصت»، أول من أمس، في لقائه نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، ثم مع رئيس الوزراء عبد المالك سلال. وأوضح المصدر أن لودريان «عرض الموضوع على المسؤولين الجزائريين، من زاوية أنه يخدم البلدين، ويصب في مصلحة الشراكة المهمة التي تجمعهما في إطار محاربة الإرهاب». وحرص وزير الدفاع الفرنسي، حسب المصدر نفسه، على تأكيد أن المشروع «غير موجه للتنصت على الاتصالات التي تجري داخل التراب الجزائري، لأن أهدافه أمنية مركزة ضد الجماعات الإرهابية النشطة بالمنطقة».

وتناولت الزيارة، حسب المصدر، تفعيل جهود محاربة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي. وعرض لودريان في هذا الإطار، خطة عسكرية يجري الإعداد لها منذ شهور، تتعلق بنشر ثلاثة آلاف عسكري فرنسي على الحدود المشتركة بين دول الساحل. وهي تدابير مرتبطة بالعملية العسكرية «القط المتوحش»، التي شنتها القوات الفرنسية مطلع 2012 بشمال مالي لإنهاء سيطرة الجماعات الإسلامية المسلحة.

على صعيد متصل، أعلن أول من أمس بباريس تأجيل تنفيذ الخطة «لبضعة أسابيع»، بسبب أعمال عنف اندلعت في كيدال (شمال مالي)، على أثر المواجهة بين السلطة المركزية والطوارق المسلحين. وكان من المرتقب أن ينتقل لودريان يومي السبت والأحد المقبلين إلى مالي وتشاد، لإعطاء إشارة تنفيذ التدابير العسكرية الجديدة.

وصرح لودريان لوسائل إعلام حكومية جزائرية، بعد لقاء جمعه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بأن الإرهاب عدو مشترك، و«القضاء عليه مسألة تخص دول المنطقة وكذلك فرنسا وأوروبا». وقال بخصوص محادثاته مع بوتفليقة: «تطرقنا إلى الوضع الأمني في المنطقة، وأدركنا أننا أمام عدو مشترك يتمثل في الإرهاب، ويجب بذل كل الجهود للقضاء عليه أينما يكون». وأضاف أن زيارته للجزائر «تندرج في إطار أمن الدول المعنية، سواء مالي أو النيجر أو الجزائر، وكذلك فرنسا وأوروبا»، مشيرا إلى أنها « المعركة نفسها والمصالح نفسها التي ينبغي الحفاظ عليها». وتابع: «لقد تطرقنا إلى هذه المسألة بشكل هادئ وحازم».

وعلى مستوى التعاون الثنائي، ذكر وزير الدفاع الفرنسي بنه بحث مع الرئيس بوتفليقة «تنفيذ اتفاق الدفاع بين البلدين الساري المفعول منذ أول فبراير (شباط) الماضي.. وقد تطرقنا كذلك إلى التعاون بشكل عام، على المستوى العسكري وفي مجال التسليح، لأن ذلك يندرج ضمن مسؤولياتي».

وأضاف: «من حيث المبادئ الأساسية، تتوفر الجزائر وفرنسا على اتفاقات واضحة، تؤطر جهود القضاء على الإرهاب والإرهابيين المنتشرين في هذه المنطقة الواسعة الذين يعيثون فسادا في بلدانها.. إن القضاء على الإرهاب يتطلب تنسيقا كبيرا بين الجزائر وفرنسا، ولتحقيق ذلك يجب أن تكون هناك ثقة كبيرة بين البلدين، وتعاونا كبيرا لوسائلنا الاستخباراتية أو عبر الأدوات الدبلوماسية».

وأشار لودريان إلى أنه أبلغ بوتفليقة تهاني الرئيس فرنسوا هولاند بمناسبة فوزه بولاية رابعة في انتخابات الرئاسة التي جرت في 17 من الشهر الماضي. وقال بهذا الخصوص: «أعربت للسيد الرئيس عن تقدير وصداقة وتهاني الرئيس هولاند، الذي كان يحرص كثيرا على أن تجري زيارات الوزراء بعد انتخاب الرئيس بوتفليقة».