الأردن يعلن استكمال الاستعدادات لاستقبال البابا فرنسيس الأول

النسور: عندما يزور المنطقة ستؤلمه هذه الدماء التي تسيل في سوريا

TT

أنهت السلطات الأردنية استعداداتها لاستقبال بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، الذي سيزور الأردن السبت المقبل في زيارة تستغرق يومين في طريقه إلى الأراضي المقدسة في بيت لحم والقدس.

وأكد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، خلال تفقده، أمس، المركز الإعلامي الخاص بتغطية الزيارة، في تصريحات للصحافيين، أن «زيارة قداسة البابا إلى الأردن هي شرف كبير لنا، حيث تأتي هذه الزيارة في العام الأول لسيامته الحبر الأعظم في رحلته إلى الأرض المقدسة». ولفت إلى أن الأردن جزء من الإرث المسيحي، وقال «هذه بلاد ابتدأت بها المسيحية، ونحن نعتز بذلك»، مؤكدا أن العرب هم من نشروا المسيحية في العالم.

كما أكد أن الأردن هو المهد الأول للإسلام، وهو من قبل المهد الأول لديانة سيدنا موسى «ونحن أرض الديانات الثلاث التي تجتمع بصورة إنسانية وأخلاقية متسامحة ومحبة للسلام والعدل والمساواة». وأضاف أن «وجود قداسة البابا بيننا هذه الأيام هو مبعث فخر وسعادة لنا»، مؤكدا أن «شعب الأردن مدعو لاستقبال هذا الضيف الكبير بالحفاوة والاحترام والتقدير الذي يليق به». وقال النسور «نحن فخورون بأن يبدأ قداسة البابا زيارته إلى الأرض المقدسة من الأردن إلى القدس، وفي هذا مغزى لا تخطئه عين»، مؤكدا أن في الزيارة رسائل عميقة جدا عن مكانة هذا البلد.

وردا على سؤال قال إن «قداسة البابا له مكانة رمزية خاصة، فهو رجل دين، والكلمة الطيبة الداعية إلى السلام في العالم»، لافتا إلى أن «قداسته عندما يزور المنطقة ستؤلمه هذه الدماء التي تسيل في سوريا بصرف النظر عن ديانة القاتل أو المقتول، مثلما سيجرحه ويؤلمه عدم الاستقرار في أقطار هذه المنطقة». ولفت إلى أن «هذه المملكة الأردنية الهاشمية، صغيرة الحجم وقليلة الموارد، استطاعت أن تكون شعلة مضيئة في هذه العتمة الموجودة في الشرق الأوسط».

بدوره، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في مؤتمر صحافي، أمس، إن «برنامج الزيارة سيبدأ لدى وصوله إلى مطار الملكة علياء الدولي، حيث سيتوجه مباشرة إلى المكاتب الملكية في منطقة الحمر بعمان، حيث سيجري له استقبال رسمي، وسيلتقي البابا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والملكة رانيا العبد الله، إلى جانب لقائه شخصيات سياسية وإعلامية»، مشيرا إلى أن «البابا سيلقي خطابا أمام الملك والملكة والحضور ردا على خطاب الملك عبد الله الثاني». وأضاف أن «البابا سيقيم القداس الحبري الحاشد في استاد عمان الدولي، حيث من المتوقع أن يحضر 25 ألف شخص من أبناء الطوائف المسيحية»، موضحا أن البابا فرنسيس سيتوجه بعد ذلك لزيارة موقع المعمودية في المغطس، ويلتقي اللاجئين السوريين والعراقيين وذوي الإعاقات في كنيسة اللاتين التي وضع حجر أساسها البابا بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته للمملكة قبل أربعة أعوام، ثم يعود إلى العاصمة عمان ليغادر في اليوم الثاني إلى بيت لحم الفلسطينية.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قال المومني إن قوات من الحرس الملكي والقوات الخاصة والدرك ستنتشر على طول خط سير موكب البابا من المطار إلى عمان وموقع المغطس، والتي تقدر بنحو 90 كيلومترا، إضافة إلى 700 رجل سير وأمن لتسهيل حركة المرور.

وبدوره، قال وزير السياحة والآثار الأردني نضال القطامين إن «المؤشرات السياحية لهذه الزيارة بدأت بالظهور بعد أن قامت الوزارة بعمل مكثف وجاد حول التركيز على السياحة الدينية، ففي الثلث الأول من عام 2014 ارتفع مؤشر السياحة، وبلغ عدد سياح المبيت 864 ألف سائح، بارتفاع 13 في المائة عن نظيره من العام الماضي، وارتفعت نسب المجموعات السياحية وزوار الأماكن السياحية في الأردن، وارتفعت نسبة إشغال الفنادق إلى 70 في المائة، و80 في المائة لفنادق العقبة، ونتوقع زيارات للإخوة اللبنانيين إلى الأردن».

من جانبه، قال الأب رفعت بدر، الناطق الإعلامي باسم الزيارة البابوية إلى الأردن «نحن جاهزون لاستقبال البابا، واللمسات الأخير توضع الآن، ويرافق قداسة البابا 30 شخصا كوفد رسمي، و70 صحافيا، وهناك صحافي عربي واحد»، مشيرا إلى أن «البابا سيلقي في الأردن 3 خطابات رسمية، الأول في حضرة الملك عبد الله الثاني، والثاني في استاد عمان، والأخير في موقع المعمودية. وسيستقبل البابا 200 طفل في ساحة المطار، و2000 على دوار المطار، إضافة إلى 1400 طفل وطفلة سيرتدون الثياب البيضاء ويكونون في استقبال البابا في المغطس، كما سينشد أطفال معاقون وأيتام أناشيد القديس فرنسيس، ومنها (يا رب اجعلني أداة لسلامك)، فمن أرض السيد المسيح سوف ينشر البابا دعوة إلى السلام في العالم».

وردا على سؤال حول تسهيل دخول الكاردينال بشارة بطرس الراعي، راعي الكنيسة المارونية في لبنان، إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، قال إن «الكاردينال الراعي سيدخل إلى إسرائيل بتصريح زيارة دون الحاجة إلى جواز سفر، خاصة أنه لا توجد علاقة بين لبنان وإسرائيل».