القوى السياسية بإقليم كردستان تتفق على برنامج واحد في مفاوضاتها مع بغداد

تنفيذ المطالب الكردية وأهمها المادة 140 أبرز ما سيجري التفاوض عليه

TT

على الرغم من عدم عقد لجنة التفاوض الكردية مع الأطراف السياسية العراقية لوضع النقاط الأساسية للتفاوض بشأنها مع بغداد، فإن الأطراف والأحزاب المشاركة فيها تؤكد على وحدة الموقف السياسي وتوحيد الأجندة السياسية في العاصمة في المرحلة البرلمانية المقبلة.

وقد كانت الأحزاب والقوى الكردستانية في الإقليم قد اجتمعت الأسبوع الماضي مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، حيث أكدت في الاجتماع على وحدة الخطاب السياسي الكردي فيما يتعلق بالاستحقاقات الانتخابية للكرد في العراق، بالإضافة إلى محاولة توقيع اتفاقية تاريخية لتحسين وضع العراق بشكل عام ومعالجة كل المشكلات العالقة بين الإقليم وبغداد، كما شدد المجتمعون على الحفاظ على وحدة الصف الكردي وبالأخص في التعامل مع المشكلات العالقة مع الحكومة الاتحادية.

القيادي في الجماعة الإسلامية بلال سليمان أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن ما جرى الاتفاق عليه مع رئيس الإقليم كان برضا جميع الأحزاب المشاركة، حيث أكدت جميعها على الالتزام بتوحيد الموقف الكردي في بغداد وبدء المفاوضات ببرنامج واحد وبالأخص فيما يتعلق بالمادة «140» من الدستور العراقي الذي يخص المناطق المتنازع عليها في محافظات كركوك ونينوى وديالى.

ونفى سليمان إمكانية انسياق القوى الكردستانية وراء إغراءات من الممكن أن يقدمها نوري المالكي الأوفر حظا في توليه رئاسة الحكومة العراقية للمرحلة المقبلة، لزعزعة الصف الكردي واستغلال نزول القوائم الكردية في الانتخابات منفردة على عكس انتخابات مجلس النواب في عام 2010، مؤكدا أن هذا الاحتمال بعيد جدا ولا يمكن القبول به من قبل أي من الأحزاب الكردستانية.

كما نفى سليمان أن يكون لعدم مشاركة الحركة الإسلامية في كردستان في الاجتماع الذي عقده رئيس الإقليم مع الأحزاب الكردستانية أثر كبير، مؤكدا على أن عدم مشاركتها في لجنة التفاوض لن يكون له تأثير قوي، لأنها لم تحصل على العدد الكافي من الأصوات التي تؤهلها للتأثير على سير العملية السياسية.

ومع ذلك، انتقد سليمان عدم دعوة الحركة الإسلامية للمشاركة في الاجتماع مع أنها تحصلت على أصوات أكثر من الحزب الاشتراكي والشيوعي والكادحين، مبينا أن حجة رئاسة الإقليم في عدم دعوتهم للاجتماع كانت بسبب إمكانية عدم موافقتهم على المشاركة في الاجتماع لاتخاذها موقف المعارضة من العملية السياسية في الإقليم.

من جهة أخرى، أكد المستشار الإعلامي في برلمان الإقليم طارق جوهر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الأحزاب الكردستانية لن تنفذ غير ما اتفقت عليه في اجتماعها مع رئيس الإقليم دون أن يخرج أي من الأحزاب عما جرى الاتفاق عليه.

وبين جوهر، وهو عضو في الاتحاد الوطني الكردستاني، أن حزبه هو أكثر الأحزاب التي تنادي بوحدة الصف الكردي، وأنه ملتزم بتنفيذ كل ما يقوي وحدة الصف، نافيا أن تكون الأحزاب الكردستانية ستنساق وراء الإغراءات التي من الممكن أن يقدمها المالكي خلال مسيرة تشكيل الحكومة.

ومع أن مسألة المناصب الرئاسية، بما فيها منصب رئيس الجمهورية، الذي ما زال جلال طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني يشغله، لم يجر البت فيها، إلا أن القوى الكردية ما زالت مصرة على أن هذا المنصب هو من نصيب الكرد كاستحقاق قومي كون الكرد القومية الثانية في العراق.

وأوضح النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان الإقليم أوميد خوشناو، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن على الأحزاب الكردستانية الالتزام بتوحيد الخطاب الكردي والحفاظ على المكتسبات التي حصل عليها الإقليم في السنوات الماضية، والتشديد على معالجة المشكلات العالقة بين أربيل وبغداد.

وأضاف خوشناو أن «القوى الكردية يجب أن تتفهم أن هناك محاولات لزعزعة الصف الكردي والقضاء على وحدة الموقف»، مؤكدا على أن هذه القوى يجب أن تكون حذرة من أن أي خطر يصيب أيًّا منها، سيصيب الإقليم كله.