مقتل شادي المنيعي أبرز قادة تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء

مصرع ثلاثة محتجين في اشتباكات مع قوات الأمن

طابور من المدرعات المصرية يقترب من منطقة الجورة شمال شرقي سيناء أمس (إ.ب.أ)
TT

قتل شادي المنيعي أبرز قيادات تنظيم بين المقدس الذي يعتنق فكر تنظيم القاعدة، في وسط سيناء فجر أمس، في عملية نوعية نفذتها عناصر بالجيش المصري، قبل يومين من انطلاق السباق الرئاسي في البلاد يوم الاثنين المقبل، وبينما كثفت جماعة الإخوان المسلمين من مظاهراتها احتجاجا على ترشح قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي، في أول انتخابات رئاسية عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، قالت مصادر طبية إن ثلاثة محتجين قتلوا خلال مواجهات مع قوات الأمن في القاهرة والفيوم (جنوب القاهرة).

وقال العقيد أحمد محمد علي المتحدث الرسمي باسم الجيش في بيان مقتضب على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إن «الجيش نفذ عملية أدت إلى مقتل ستة من العناصر الشديدة الخطورة»، ولم يذكر البيان الذي نشر مساء أول من أمس تفاصيل أخرى على العملية، ولا أسماء القتلى.

لكن مصادر أمنية في شمال سيناء قالت إن المنيعي قتل خلال العملية التي أشار إليها المتحدث العسكري في بيانه. ويعتقد أن المنيعي تولى قيادة تنظيم أنصار بيت المقدس، في أعقاب مقتل توفيق محمد فريج زعيم التنظيم في مارس (آذار) الماضي.

وتتخذ جماعة أنصار بيت المقدس من سيناء مرتكزا لها، لكن عملياتها امتدت إلى وادي النيل منذ عزل الرئيس السابق. وأعلنت الجماعة التي صدر بحقها حكم قضائي باعتبارها تنظيما إرهابيا منتصف أبريل (نيسان) الماضي، مسؤوليتها عن تفجير مديريتي أمن القاهرة والدقهلية، كما أعلنت مسؤوليتها عن محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية الحالي اللواء محمد إبراهيم.

وقالت مصادر مطلعة في شمال سيناء إن مقتل المنيعي جاء عبر تعاون بين شيوخ قبائل سيناء وقوات العمليات الخاصة، لافتة إلى أن بعضا من رجال القبائل في سيناء ربما شاركوا في عملية تصفية المنيعي.

وأضافت المصادر أنه قتل خلال العملية النوعية أيضا سليمان الحمادين، شقيق زوجة المنيعي، وسالم الحمادي، وأحد أعضاء التنظيم ويدعى أحمد زايد، مشيرين إلى أن سيارة القيادي المتشدد كانت في طريقها إلى منطقة جبال المغارة بوسط سيناء، حين أطلقت عليها القوات وابلا من النيران أدى إلى احتراقها.

وأحالت السلطات القضائية في مصر 200 يعتقد أنهم أعضاء في تنظيم أنصار بيت المقدس إلى محكمة الجنايات يوم 10 مايو (أيار) الماضي، في اتهامات بارتكاب جرائم قتل الضابط محمد مبروك ضابط الأمن الوطني، واللواء محمد السعيد مدير مكتب وزير الداخلية، والرائد محمد أبو شقرة، وتفجيرات مديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء وعدد من المباني والمنشآت.

ووضعت الولايات المتحدة الأميركية، جماعة أنصار بيت المقدس على لائحة المنظمات الإرهابية في أبريل (نيسان) الماضي. وقالت الخارجية الأميركية في بيان حينها إن تنظيم أنصار بيت المقدس يشترك مع تنظيم القاعدة في الآيديولوجيا، وتعد جماعة متعاطفة مع «القاعدة»، لكنها ليست تابعة بشكل رسمي للتنظيم. وأشار البيان بالخصوص إلى مسؤولية الجماعة عن الهجوم الذي شنته من خلال تفجير حافلة سياحية في شهر فبراير (شباط) في منطقة رفح الحدودية المتاخمة لإسرائيل، مما أسفر عن مقتل السائق المصري وثلاثة سائحين من كوريا الجنوبية.

ويعد المنيعي أحد أبناء قبيلة السواركة أحد أكبر قبائل سيناء، وهو من مواليد عام 1988، حاصل على شهادة الثانوية العامة، وكان والده من المقاتلين مع منظمة التحرير الفلسطينية ضد إسرائيل عام 1970، وأسر وظل بها حتى أطلق سراحه عام 1983، ضمن صفقة التبادل في الثمانينات بإطلاق سراح أكثر من ألف أسير عربي مقابل ثلاثة جنود إسرائيليين، وتوفي في قريته المهدية عام 2012.

وقالت مصادر أمنية في شمال سيناء إن حالة استنفار أعلنت في أعقاب مقتل المنيعي تحسبا لعمليات انتقامية قد يشنها أعضاء التنظيم، ولتأمين يومي الاستفتاء في 26 و27 المقبلين.

وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش في شمال سيناء أحبطت أمس محاولة تفجير رتل أمني على طريق الشيخ زويد الجورة، مضيفا أن مجهولين نصبوا عبوة ناسفة بمنطقة جنوب الشيخ زويد بغرض استهداف قوات الأمن أثناء تحركاتها، وتمكنت القوات بعد وصول معلومات من الأهالي من كشف وجود العبوة الناسفة وتفجيرها دون أي خسائر.

وفي سياق متصل، نفت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ما تردد عن إلغاء الاقتراع باللجان الفرعية في محافظتي شمال وجنوب سيناء والاكتفاء باللجان العامة فقط. وقال المستشار طارق شبل، عضو الأمانة العامة للجنة الانتخابات الرئاسية، إن التصويت سيجري كما هو مرتب له في جميع اللجان الفرعية والعامة بالمحافظتين وأن سبب تلك الشائعة هو أن اللجنة لم ترسل قضاة من القاهرة أو غيرها للإشراف على الانتخابات بمحافظتي شمال وجنوب سيناء.

وميدانيا، قالت مصادر طبية وقيادات في جماعة الإخوان إن ثلاثة متظاهرين قتلوا أمس خلال مواجهات بين أنصار جماعة الإخوان وقوات الأمن في مظاهرات دعت لها الجماعة احتجاجا على ترشح المشير السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقالت مصادر إخوانية إن محتجين اثنين قتلا في محافظة الفيوم برصاص حي، بينما قتل آخر في العاصمة القاهرة خلال مواجهات مع قوات الأمن. وعزل مرسي الصيف الماضي، في أعقاب مظاهرات حاشدة ضد حكمه، مما دفع الجيش وقيادات قوى سياسية ورموزا دينية للتوافق حول خارطة للمستقبل تضمنت تعديل دستور وضع في عهد مرسي، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وكان السيسي حينها قائدا للجيش.