جوبا تؤكد هدوء الأحوال.. ومجموعة تطلق على نفسها كتيبة «فشودة» تنضم للتمرد

المتحدث باسم الجيش لـ«الشرق الأوسط»: لا نملك أدلة على وجود اتصالات بين مشار ومتمردي جيش الرب

TT

أكدت مجموعة عسكرية في جنوب السودان أطلقت على نفسها كتيبة (فشودة) بقيادة تيجوك حاضر المستشار السابق للرئيس سلفا كير انضمامها إلى حركة التمرد بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار، وأعلنت أن قواتها موجودة في منطقة (كاكا التجارية) في ولاية أعالي النيل، في وقت أكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان هدوء الأحوال الأمنية في كافة مناطق القتال بشكل نسبي، نافيا تمرد كتيبة باسم (فشودة) على الجيش الشعبي، كاشفا عن معلومات استخباراتية غير مؤكدة حول وجود اتصالات بين مشار وزعيم جيش الرب للمقاومة الأوغندي جوزيف كوني.

وقال مسؤول الإعلام في كتيبة (فشودة) مزمل أجوك لـ«الشرق الأوسط» بأن مجموعته بقيادة مستشار رئيس جنوب السودان السابق للشؤون الدينية تيجوك حاضر قد انضمت إلى حركة التمرد بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار في منطقة (كاكا التجارية) في ولاية أعالي النيل، مؤكدا أن قواته تضم أبناء قبيلة (الشلك) ثالث قبائل جنوب السودان، وأضاف أن مجموعته تضم أكثر من (ثلاثة) آلاف مقاتل بينهم جنود في جيش جنوب السودان وآخرون كانوا ضمن ميليشيات جنوبية تابعة للجيش السوداني تسمى القوات الوطنية الشعبية وتعرف اختصارا بـ(قوش)، وقال: إن سبب تمرد هذه القوات أن الجيش الشعبي قام بقتل عشوائي في مناطق أعالي النيل واستهدف أبناء (الشلك)، وتابع (لم ندخل في اشتباكات مع قبيلة النوير التي ينتمي إليها رياك مشار وأهدافنا واحدة مع مجموعة مشار وسنواصل معهم حتى نسقط نظام سلفا كير)، متهما الحكومة بتشكيل تحالفات قبلية ومع قيادات لا وزن لها، وقال (جوبا التي كانت على خلاف مع رئيس حزب الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي لام أكول الآن تتحالف معه لأنه ينتمي إلى قبيلة الشلك رغم أنها تعلم أنه لا وزن له)، وأضاف (نحن نسعى إلى رتق النسيج الاجتماعي لكل مكونات شعب جنوب السودان وأن ننبذ العصبية القبلية والتفرقة بيننا).

من جانبه نفى المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير لـ«الشرق الأوسط» وجود كتيبة ضمن قواته باسم (فشودة) انضمت إلى التمرد، وقال (لم تتمرد أي كتيبة في الوقت الراهن أو من قبل تحمل اسم فشودة وأن الاسم أطلق إبان فترة الحرب الأهلية بين الخرطوم وحركة التمرد قبل نحو 22 عاما)، وعد الأخبار التي يرددها البعض عن وجود تمرد جديد داخل الجيش الشعبي محض دعاية تقوم بها جماعة التمرد ولا تمت إلى الحقيقة بشيء، مؤكدا أن الأحوال هادئة بشكل نسبي في كافة جبهات القتال ولم تسجل أي بلاغات بوجود عمليات حربية في معظم أنحاء جنوب السودان، وقال (الوضع الآن أفضل مما كانت عليه في الأسابيع الماضية وذلك بسبب وجود فرق المراقبة الإقليمية والدولية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر كان له أثر إيجابي والوضع يسير بشكل أفضل).

وحول ما تردد عن وجود اتصالات بين مشار وزعيم جيش الرب للمقاومة في أوغندا جوزيف كوني المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، قال أقوير بأن جوبا لا تملك حتى الآن أدلة وجود هذه الاتصالات، لكنه عاد وقال (مشار طبعا كانت له علاقات تاريخية مع كوني منذ أوائل التسعينات عندما انشق مشار عن الجيش الشعبي)، وأضاف (ثم بعد اتفاقية السلام الشامل مع الخرطوم عام 2005 قام مشار باتصالات مع كوني والتقى به في إحدى المناطق في جنوب السودان بدعوى إجراء مصالحة بين كوني وموسيفيني)، وتابع (ما يتردد الآن حول اتصالات بين مشار وكوني معلومات استخباراتية من قبل كمبالا لكن ليس لدينا معلومات مؤكدة من جانبنا وليس لدينا شيء ملموس لنؤكد تلك الاتصالات).

ونفى جيمس قاك المتحدث باسم مجموعة مشار وجود أي اتصالات مع جيش الرب الأوغندي الذي يحارب في الحدود بين شمال أوغندا وجنوب السودان، وعد أن ما تردده كمبالا مجرد دعاية منها للبقاء في بلاده ومواصلة احتلال أجزاء منها ومحاربة قواته، مشددا على أن حركته للمقاومة لديها مبادئ معلنة ومعروفة وتدافع عن حقوق شعب جنوب السودان، وقال: إن زعيمه مشار عمل على تحقيق السلام والاستقرار في شمال أوغندا عندما كان نائبا لرئيس جنوب السودان وكان وسيطا بين حكومة موسيفيني ومتمردي جيش الرب خلال الفترة من (2006 - 2008)، وأضاف (كان بدلا من إطلاق مثل هذه الاتهامات أن يكون ما قام به مشار محل تقدير واعتزاز)، وقال: إن مشار عمل على إبعاد جيش الرب من شمال أوغندا وجنوب السودان وأعاد الملايين إلى مناطقهم.

وكان رئيس هيئة الأركان في الجيش الأوغندي كاتومبا وامالا قد قال في مؤتمر صحافي أول من أمس بأن استخبارات جيشه أوردت معلومات عن تحالف بين زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان رياك مشار وقائد جيش الرب للمقاومة الأوغندي جوزيف كوني.

وظل كوني يحارب حكومة موسيفيني منذ العام 1986 في مناطق شمال أوغندا تحت ادعاء (الوصايا العشر المسيحية) وقام بعمليات اختطاف وقتل عشوائي، مما وضعه تحت اتهامات المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مع أربعة آخرين من قياداته.