ولد عبد العزيز: استعادة الأمن في ربوع مالي لن تتحقق بالحرب.. ولا بد من الحوار

رئيس الاتحاد الأفريقي يزور كيدال للتوصل إلى وقف إطلاق النار

TT

زار الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، وهو الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، أمس، مدينة كيدال في أقصى شمال شرقي مالي، معقل الانفصاليين الطوارق، في إطار مساعٍ للحصول على قرار بوقف إطلاق النار من طرف الحركات الانفصالية التي ألحقت الهزيمة بالجيش الحكومي في معارك دارت في كيدال الأربعاء الماضي.

وبحسب ما أعلنته الوكالة الموريتانية الرسمية للأنباء، فإن ولد عبد العزيز يزور كيدال «في إطار جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار وعودة الأطراف إلى الحوار»، ويرافقه في المهمة كل من ألبرت كامبيرس، الممثل الخاص للأمم المتحدة وقائد قوتها في شمال مالي، وأناتول كازادي، الممثل الخاص المساعد للاتحاد الأفريقي في مالي.

وكان الرئيس ولد عبد العزيز الذي يشغل منصب الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي منذ عدة أشهر، قد وصل إلى باماكو أول من أمس، حيث أجرى محادثات مع الرئيس إبراهيما ببكر كيتا، قبل أن يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا، أعلنا خلاله تمسكهما بالحوار لإنهاء الأزمة في البلاد.

وقال كيتا، إن «الحكومة المالية منفتحة دائما على الحوار بين الأشقاء، ولهذا الغرض أوفدت رئيس الحكومة إلى كيدال»، مضيفا أن رؤية مالي لهذا الحوار تتمثل في أن يكون شاملا وعادلا ومنفتحا، وخلص إلى أنه لا مجال للتفرقة بين الماليين وتصفية الحسابات بينهم، داعيا إلى «ضبط النفس والتعاون مع الإخوة الذين جاءوا لمساعدتنا خاصة في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي، ووحدات الجيش الفرنسي (سيرفال)».

من جهته، قال ولد عبد العزيز، إنه «علينا أن ندرك أن معالجة هذه المشكلة واستعادة الأمن في ربوع مالي ليس بالدخول في حرب، لأنه لا بد من الحوار، وهذا ما نعمل من أجله إلى جانب مالي لاستعادة الأمن والاستقرار»، قبل أن يشير إلى أن «حالات انعدام الأمن التي تشهدها بعض الدول الأفريقية لا بد من تجاوزها بالحوار والنقاش واللقاءات».

وشدد ولد عبد العزيز على أن الوضع في مالي «لا يتطلب تنازلات بقدر ما يتطلب جهودا لاستعادة السلام والاستقرار»، مؤكدا أن «الأمن والاستقرار في مالي ينعكس إيجابا على منطقة الساحل بأسرها، وعلى أفريقيا والعالم، لذا علينا القيام بما يلزم من جهود كل من موقعه للوصول إلى هذا الهدف»، داعيا إلى «تجنب تحميل المسؤولية لأي طرف».

وغادر ولد عبد العزيز غادر باماكو صباح أمس على متن طائرة صغيرة تابعة لبعثة حفظ السلام الأممية متوجها إلى مدينة غاو، كبرى مدن شمال مالي، حيث التقى السلطات العسكرية والمدنية فيها، قبل أن يتوجه إلى كيدال (1500 كلم شمال شرقي العاصمة باماكو)، على متن مروحية تابعة لقوات الأمم المتحدة وتحت حماية الأخيرة.

على صعيد متصل، أعلن مسؤول كبير في الأمم المتحدة، أول من أمس، أن مهمة قوات الأمم المتحدة المنتشرة في مالي ليست المشاركة في القتال، بل لـ«تسهيل الوصول إلى مخرج للأزمة السياسية»، مؤكدا أن الأولوية لوقف إطلاق النار واستئناف الحوار بين باماكو والمتمردين الطوارق.

وقال رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، إيرفيه لادسوس، إن «ما يجب فعله الآن هو وقف لإطلاق النار والعودة سريعا إلى الوضع السابق للمعارك التي اندلعت في 17 مايو (أيار) وإطلاق العملية السياسية المنصوص عليها في اتفاق واغادوغو المرحلي»، مضيفا أن اتفاق واغادوغو الذي أبرم في يونيو (حزيران) 2013 كان الحل الوحيد الذي وافق عليه كل أطراف النزاع، بمن فيهم المتمردون الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد الذين يخوضون حاليا معارك مع الجيش المالي في شمال البلاد.

من جهته، أكد متحدث باسم الأمم المتحدة، أمس، أن المتمردين الطوارق استعادوا السيطرة على مدينتي كيدال وميناكا في شمال مالي. وأقرت السلطات المالية أول من أمس بخسارة كيدال، موضحة أن ميناكا «تحت ضغط» المجموعات المسلحة.

ومثلت خسارة كيدال هزيمة فادحة للسلطات المالية التي أجبرت على «وقف إطلاق نار فوري» مهين، وعلى طلب دعم القوة الفرنسية المنتشرة في المنطقة.