شلل تام في بغداد بسبب زيارة الإمام الكاظم.. والتفجيرات تحصد عشرات الزوار

«الأمن» البرلمانية: الأجهزة الأمنية تستخدم أساليب فاشلة

عراقيون يعاينون موقع تفجير سيارة مفخخة في حي أور شرق بغداد استهدفت زوار الإمام الكاظم أمس (أ.ف.ب)
TT

لم تمنع الإجراءات الأمنية التي سببت شللا تاما في حركة السير بكل من جانبي الكرخ والرصافة في بغداد بسبب زيارة الإمام موسى الكاظم من استمرار التفجيرات لليوم الثاني على التوالي في العاصمة العراقية بغداد. وفي حين حصدت سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وقعت أول من أمس عشرات القتلى والجرحى في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد فإنه ومع إقدام الأجهزة الأمنية على المزيد من الإجراءات الاحترازية فقد تعرضت مدينة الكاظمية لسقوط قذائف هاون، فضلا عن انفجار عبوة ناسفة أدت إلى مقتل وجرح نحو 11 شخصا. وكانت القوات الأمنية قامت أمس بغلق أغلب الشوارع المؤدية إلى الكاظمية شمال بغداد أمام سير المركبات تحسبا لوقوع هجمات جديدة.

في سياق ذلك، أعلنت وزارة الصحة العراقية، أنها نشرت 53 مفرزة طبية ثابتة ومتحركة، و94 سيارة إسعاف في بغداد تحسبا لأي مشكلة قد يتعرض لها الزوار. من جانبها، أعلنت مديرية الدفاع المدني أنها نشرت 65 مفرزة من فرق المديرية توزعت بواقع 25 داخل الكاظمية، و40 أخرى في جانبي الكرخ والرصافة لمعالجة أي طارئ.

وعدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي الذي توشك ولايته على الانتهاء، أن الإجراءات الأمنية لم تتغير منذ سنوات، وهو ما يؤكد عدم قدرتها على الارتفاع إلى مستوى من التحديات باتت الجماعات المسلحة تفرضه. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي شوان محمد طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأجهزة الأمنية لا تزال تستخدم ذات الأساليب التقليدية التي تستخدمها منذ سنوات في مثل هذه المواسم والمناسبات، وهي على امتداد السنوات الماضية أثبتت عدم فاعليتها في الحد من العمليات الإرهابية التي يذهب ضحيتها المواطنون الأبرياء». وأضاف طه، أن «أسلوب قطع الطرق ووضع المزيد من الحواجز أمام حركة المواطنين لم يعد له تأثير كبير بعد أن عرفت الجماعات الإرهابية هذا الأسلوب منذ فترة طويلة وبدأت تتعامل معه بطريقتها الخاصة».

وأوضح طه، أن «الأمر اللافت للنظر أنه ومع تكرار التفجيرات وطبقا لكل المواسم والمناسبات، فإن الأجهزة المختصة لم تطور إمكانياتها على صعيد المعلومات الاستخبارية، وهو ما يجعلها عاجزة عن معرفة ردود فعل العدو، فضلا عن أن الإجراءات الأمنية والاحترازية هي إما تلي عمليات التفجير عند حصولها، وإما أن الإجراءات التي يجري اتخاذها في المناسبات المعروفة، سواء كانت دينية أم سياسية غالبا ما تتبع طريقة واحدة وهي قطع الطرق وإضافة حواجز جديدة ونشر المزيد من القوات والسيطرات، والتي غالبا ما تتحول هي الأخرى إلى أهداف لعمليات إرهابية».

وعلى الصعيد نفسه، أكد الخبير الأمني الدكتور معتز محيي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك بالتأكيد نقصا هائلا في المعلومات، لا سيما الاستخبارية منها، وهو ما يجعل الطرف المعادي يملك زمام المبادرة فيما يمكن أن يقوم به من أعمال، يضاف إلى ذلك النقص في التدريب، وهو أمر في غاية الأهمية لأن نشر المزيد من القوات والأجهزة غير المدربة يجعلها عرضة لمزيد من العمليات الإرهابية، حيث إن للتدريب أهمية قصوى على الصعيدين المهني والاحترامي، حيث إنه يمنح المقاتل قدرة المطاولة والثبات في مواجهة العدو، وهو ما لم يحصل بسبب ما تعانيه المنظومة الأمنية من ترهل قاد إلى سلسلة من تجارب الفشل خلال السنوات الماضية».

وفيما تبدو الحياة شبه مشلولة في بغداد فإن العمليات المسلحة استمرت شمالا، إذ جرى تفجير 20 منزلا غير مأهولة تعود لأشخاص من بينهم عضو سابق بالبرلمان وعناصر أمنية في ناحية الطوز بمحافظة صلاح الدين. وطبقا لما أعلنته شرطة محافظة نينوى (400 كم شمال بغداد) فإن آمر فوج في الشرطة الاتحادية وتسعة من عناصر الشرطة سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار عبوة ناسفة جنوب الموصل. وقال مصدر في شرطة نينوى في تصريح صحافي أمس، إن «عبوة ناسفة انفجرت ظهر أمس مستهدفة موكب مقدم لواء صولة الفرسان شرطة الاتحادية العميد عماد حسين وآمر فوج اللواء العقيد مازن محمد لدى مروره في منطقة عين الجحش، (70كم جنوب الموصل)، مما أسفر عن مقتل العميد والعقيد وإصابة تسعة من عناصر الشرطة بينهم ضابط برتبة نقيب بجروح متفاوتة».