مناصرو «حزب الله» وقوى 8 آذار يشنون حملة «إلكترونية» على سليمان مع انتهاء ولايته

مؤيدوه كانوا بالمرصاد على «تويتر» ورفعوا لافتات «شكرا ميشال سليمان» على الطرقات

TT

لم تنسحب الأجواء التوافقية التي رافقت تولي العماد ميشال سليمان رئاسة الجمهورية في عام 2008 إلى نهاية عهده، فتماما كما غادر الرئيس السابق إميل لحود القصر الجمهوري، بعيد خلاف كبير مع قوى 14 آذار، ترك سليمان القصر، بعد ظهر يوم أمس (السبت)، وسط قطيعة مع قوى 8 آذار، وعلى رأسهم «حزب الله»، الذي لم يحضر ممثلون عنه الحفل الوداعي الرسمي للرئيس.

وعلقت عند مدخل ومخرج منطقة بعبدا شرق بيروت، حيث القصر الرئاسي، وبالتحديد عند نقطة الصياد، لافتات كبيرة كُتب عليها «شكرا.. ميشال سليمان»، مع تعداد إنجازاته بصون سيادة لبنان ووحدة أراضيه.

بالمقابل، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتحديد «تويتر» و«فيسبوك» بالتعليقات والمواقف من عهد سليمان، وشن مناصرو «حزب الله» وقوى 8 آذار حملة إلكترونية عنيفة، أظهرت عمق الخلاف الذي طرأ، قبل نحو عامين، على علاقة حزب الله بالرئيس.

فبعد أن كانت هذه العلاقة ممتازة، قبيل انتخابه، وفي السنوات الأربع الأولى من عهده، تدهورت تباعا مع إعلان أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله قتال عناصر حزبه، إلى جانب النظام السوري، وبعدها على خلفية اتهام الوزير السابق ميشال سماحة، المقرب من النظام السوري بنقل متفجرات من سوريا إلى لبنان، والتخطيط لاستهداف تجمعات شعبية، وما تلاه من تصريح لسليمان قال فيه إنه ينتظر اتصالا من الرئيس السوري بشار الأسد لتوضيح طبيعة الاتهامات الموجهة إلى سماحة.

وتفاقم الخلاف السياسي بين الطرفين بعد أن وصف سليمان أخيرا ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة»، التي كانت في صلب البيانات الوزارية السابقة، بـ«المعادلة الخشبية». ورد حزب الله حينها منتقدا بشدة سليمان بالقول: «ساكن بعبدا لم يعد يميز بين الذهب والخشب»، ولم يغفل أمين عام الحزب حسن نصر الله، في إطلالته الأخيرة، التصويب على سليمان ومواقفه.

وانطلقت معظم الحملات المؤيدة والمعارضة لسليمان، من السجال الأخير الذي دار بين «حزب الله» وسليمان، فانتقد مناصرو حزب الله وقوى 8 آذار على «تويتر» رئيس الجمهورية من خلال «هاشتاغ» (أو عبارة) «من إنجازات أبو خشبة»، في إشارة إلى وصفه المعادلة التي تضم المقاومة بـ«الخشبية».

فكتبت لما غدار على حسابها على «تويتر»: «من إنجازاته أنه لم يقم بأي إنجاز»، بينما اعتبر ستيف قصير أنه وفي عهد سليمان «وصلنا لشفير الحرب الأهلية من خلال دعمه للأسير (الشيخ السلفي أحمد الأسير) في صيدا والمسلحين في طرابلس».

وعدّ جواد جابر أنه من أبرز «إنجازات» سليمان «الطعن بالسلاح الذي بفضله أصبح رئيسا»، في إشارة إلى سلاح «حزب الله». ورأت مريم جواد أن ما لا يُسامح عليه هو «السماح للمحكمة الدولية بالادعاء على وسائل إعلامية، ومحاكمتها خارج الأراضي اللبنانية».

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورتان؛ الأولى حملت رسمين لنصر الله وسليمان، كتب عليها «الأحد 25 أيار يطل الذهب ويغادر الخشب»، حيث إنه سيكون هناك إطلالة لنصر الله في ذكرى التحرير، اليوم (الأحد)، وهو آخر يوم من ولاية سليمان، بينما حملت الصورة الأخرى رسما لسليمان، وكُتب عليها: «دخلت قوي الكف، وخرجت نظيف الكف».

وكان مؤيدو سليمان وسياساته، ومعظمهم من قوى 14 آذار والمستقلين، بالمرصاد للحملة التي شنها معارضو الرئيس، فغردوا بـ«هاشتاغ» (أو عبارة) «شكرا ميشال سليمان».

وكتبت مريم سليمان على صفحتها على «تويتر» تعليقا على مقاطعة حزب الله الحفل الوداعي للرئيس: «وسام على صدر الجمهورية أن لا تطأ أقدام (حزب الله) القصر في يوم الوداع.. شكرا فخامة الرئيس ميشال سليمان».

أما جويس خوري، فكتبت على صفحتها على «فيسبوك»: «شكرا فخامة الرئيس لأنك كنت رئيس دولة ووقفت في وجه من أرادوك موظفا في دويلتهم».

وشكر إيلي محفوض سليمان، لأنه «أول رئيس بعد اتفاق الطائف لم يسعَ للتمديد، وأول رئيس بعد الطائف يغادر قصر بعبدا والناس تذكره بالخير، لا كما خرج غيره بالخزي والعار».

وغرد القيادي في حزب «القوات» شربل عيد قائلا: «ميشال سليمان يوم دخولك إلى القصر أحببناك بحذر وخجل، عند خروجك منه أصبحت تملأ قلوبنا حبا وعقولنا احتراما، وتاريخنا عزة وفخرا ومجدا إلى الأبد».

وعند مغادرة سليمان القصر الرئاسي بعد الظهر، كتبت سوسن أبو ظهر على حسابها على «تويتر»: «بعضهم يمددون ولاياتهم الرئاسية على كرسي متحرك، وآخرون بانتخابات مزورة أو بالبراميل والكيميائي. رئيس عربي يترك منصبه بكرامة».

واخترق معارضو سليمان «هاشتاغ».. «شكرا ميشال سليمان» الذي شارك فيها مؤيدو سليمان، فكتبت مايا نعمة: «شكرا ميشال سليمان لأنك كنت رئيسا منحازا ولم تكن لكل اللبنانيين، شكرا لأنك وصفت المقاومة التي حررت الجنوب بالخشب، وأخيرا شكرا لأنك سترحل».

وردت عليها لوشيانا فغالي: «شكرا ميشال سليمان لأنك لم ترض بأن يكون هناك مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانية، بل كان مبدؤك المساواة، ورفض السلاح غير الشرعي».

أما سوسن نور الله، التي راقبت عن كثب الحرب الإلكترونية بين الطرفين، فكتبت: «الحرب تشتعل على (تويتر) بين المناصرين والمناهضين لسليمان، لكن الاثنين تناسوا تدميره مخيم نهر البارد كاملا، وسكوته عن أحداث (7 أيار)».