جدل بعد تصريحات نتنياهو حول ضم أراض من الضفة لإسرائيل

ليفني تقول إنها ستمنع نتنياهو من اتخاذ خطوات أحادية.. وواشنطن ترفض أفكاره

TT

دخلت وزيرة القضاء الإسرائيلي تسيبي ليفني، في حرب كلامية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد تصريحاته المثيرة للجدل التي قال فيها إنه يدرس اتخاذ خطوات أحادية ضد الفلسطينيين بديلا لعملية التفاوض.

وقالت ليفني إنها لن تسمح لنتنياهو باتخاذ مثل هذه الخطوات، ما زالت هي تشغل منصبها وزيرة في الحكومة الإسرائيلية ومسؤولة ملف المفاوضات.

وأضافت ليفني للقناة الإسرائيلية الثانية: «اتخاذ خطوات أحادية الجانب، هو ما يسعى له اليمين المتطرف.. إذا كان يجب اتخاذ خطوات أحادية، فيجب أن تكون بتجميد الاستيطان ونقل المستوطنين من المستوطنات البعيدة إلى الكتل الاستيطانية الكبيرة، هذه هي الخطوات التي ستضمن لنا تأييد العالم».

ورفعت ليفني من سقف التحدي مع نتنياهو، مؤكدة أنها ستعود لتلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلما اقتضت الحاجة ذلك.

وكان نتنياهو حذرها مباشرة من مثل هذه الخطوة، وكاد يوقع الأسبوع الماضي قرارا بإقالتها من الحكومة، بسبب لقائها مع عباس في لندن، ثم عاد واجتمع بها وأبلغها قرارا بعدم الاجتماع مع أي مسؤول فلسطيني.

وجاءت تصريحات ليفني، ردا على ما قاله نتنياهو لوكالة الأنباء الأميركية «بلومبرغ»، من أنه يدرس اتخاذ خطوات أحادية الجانب بعد وقف المفاوضات مع الفلسطينيين.

وقال نتنياهو: «لا يمكن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، كثير من الإسرائيليين يدرسون اتخاذ خطوات أحادية»، مضيفا: «المفاوضات هي الأنسب، ولكن فشل ستة رؤساء حكومة منذ أوسلو في محاولة الوصول إلى تسوية متفق عليها. كلما ظنوا أنهم يقتربون من النجاح، انسحب عرفات، وانسحب عباس، لأنهما لم يستطيعا التوصل إلى اتفاق في المحادثات».

وأضاف: «لا يوجد قيادة فلسطينية تستطيع فعل ذلك. لا يستطيع الفلسطينيون الموافقة على أدنى حد من الشروط التي تضعها كل حكومة إسرائيلية. لا يهم أي وسيلة سيستخدمون لإلقاء اللوم على إسرائيل، هل نتوقع حقا من أبي مازن، الذي يحتضن حماس، أن يتوصل إلى اتفاق من خلال المفاوضات؟ لا لن يحدث ذلك».

وتحدث نتنياهو عن حلول دون مفاوضات، قائلا: «إن فكرة الخطوات من جهة واحدة تحظى بدعم متزايد في إسرائيل. بدءا بمركز اليسار ووصولا إلى اليمين. يسأل كثير من الإسرائيليين أنفسهم إن كانت هناك خطوات من جهة واحدة يمكن أن تكون منطقية، من ناحية نظرية (..) لماذا يمكن أن يكون الحل من جهة واحدة إشكاليا؟ نحن لا نريد دولة ثنائية القومية، ولكننا أيضا لا نريد دولة فلسطينية - إيرانية على مدخل بابنا».

وأكد نتنياهو أنه يجري مشاورات مع شركائه في الائتلاف الحكومي، وجهات أخرى لاستكشاف ما هي الخيارات السياسية المتاحة في هذه المرحلة.

وفسر كلام نتنياهو في إسرائيل على أن المقصود به هو ترسيم للحدود من جهة واحدة، ويشمل ضم أراض ومستوطنات في قلب الضفة الغربية، لإسرائيل.

وفورا قال رئيس حزب البيت اليهودي، وزير الاقتصاد، نفتالي بينت، إنه يؤيد اتخاذ إجراءات أحادية الجانب. مضيفا: «هذا يعني ضم أراض جديدة.. أنا أؤيد ذلك، يجب تطبيق القانون الإسرائيلي على كل مناطق الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية بما فيها غوش عتصيون وإرئيل وغور الأردن ومعاليه أدوميم وعوفرا، ومحيط مطار بن غوريون كذلك».

وتابع: «سأبذل قصارى جهدي حتى يتحقق ذلك وسيتحقق».

وأردف: «العرب كسروا قواعد اللعبة، إنهم يقومون بخطوات أحادية الآن، وحان الوقت لكي نفعل ما هو لصالح إسرائيل».

كما أيد وزير المواصلات يسرائيل كاتس، أفكار نتنياهو، وراح يدعو إلى ضم مستوطنات غوش عتصيون (كتلة استيطانية كبيرة جنوب بيت لحم) ومعالية أدوميم (كتلة استيطانية كبيرة شرق القدس) وجفعات زئيف (مستوطنة كبيرة شمال القدس) إلى ما وصفه القدس الكبرى.

ولم تتضح بعد شكل الخطوات التي يمكن أن يلجأ لها نتنياهو في ظل أنه يعارض انسحابا أحاديا من الضفة الغربية.

وهاجمت رئيسة حزب «ميريتس» زهافا غالؤون، كل من نتنياهو وبينت وكاتس، قائلة إن رئيس الحكومة يستخدم حيلة جديدة من أجل «صرف الأنظار عن مسؤوليته عن فشل المفاوضات».

وأضافت: «مثل هذه المبادرات تقوي وتعطي شرعية لهلوسات وزراء اليمين المتطرف أمثال بينت وكاتس».

وتابعت: «على نتنياهو استخلاص العبر من الانفصال أحادي الجانب عن قطاع غزة والسعي وراء الحوار والاتفاق مع الفلسطينيين».

كما حذر رئيس المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، من مغبة تبني الاقتراحات بضم أراض في الضفة الغربية، واصفا إياها بأفكار خطرة يطلقها اليمين المتطرف.

ورأى هرتسوغ «أن الحل الوحيد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو تسوية سياسية تشمل ترسيم الحدود الدائمة لدولة إسرائيل مع احتفاظها بالكتل الاستيطانية».

وانضمت الإدارة الأميركية لمعارضي أفكار نتنياهو، وقالت الناطقة بلسان الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ترى أنه يجب على الطرفين تجنب اتخاذ إجراءات أحادية الجانب من شأنها أن تمس بالجهود المبذولة لبناء الثقة اللازمة لاستئناف المفاوضات، بل القيام بخطوات تتيح ذلك.

وأضافت: «نحن نريد استئناف المفاوضات ويجب اتخاذ خطوات تدعم ذلك وليس العكس».

واضطرت مصادر رفيعة في مكتب نتنياهو إلى التوضيح أنه عندما تحدث عن خطوات أحادية الجانب أمام الفلسطينيين، لم يقصد إخلاء مستوطنات، في إشارة إلى أنه لا ينوي تسليم أي جزء من الضفة للفلسطينيين.