آلاف المتظاهرين ضد زيارة إردوغان إلى ألمانيا

إقالة مستشار لرئيس وزراء تركيا بعد ضربه متظاهرا

TT

تظاهر آلاف الأشخاص في كولونيا (غرب ألمانيا) أمس في مناسبة زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان المثيرة للجدل ونددوا بالفساد والمساس بالحريات في تركيا كما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وبدأ المتظاهرون يتجمعون ظهرا بهدوء في ساحة وسط المدينة بدعوة من مجموعات من الطائفة العلوية الموجودة بقوة في تركيا والمعارضة تقليديا للمحافظين. واعتمر بعضهم قبعات ورش كتب عليها «سوما» كتحية لذكرى عمال المنجم الـ301 الذين قتلوا في حادث منجم الفحم الذي يحمل الاسم نفسه الأسبوع الماضي في غرب تركيا.

وقال أووفك جاكير رئيس جمعية «علويين في رينانيا» شمال ويستفاليا لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مجيء إردوغان اليوم (أمس) يثير انقساما في صفوف الأتراك المقيمين هنا، إنه يحمل سياسة تفرقة ليس فيها مكان للأقليات». وأضاف أن «الأحداث الأخيرة في تركيا وقضايا الفساد واغتيال أفراد من الأقليات الدينية يظهر ضرورة القيام بهذه التعبئة».

ورفعت لافتات كتب عليها «إردوغان شخص غير مرغوب فيه» و«المقاومة ضد الفاشية وحزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا أو حتى «الفساد، الشريعة، السلطنة، إردوغان أنت لست ديمقراطيا».

ومن المفترض أن يلقي إردوغان خطابا أمام آلاف من أنصاره في قاعة مسرح تقع على الجهة الأخرى من المدينة، وتثير زيارته قلقا وانتقادات منذ عدة أيام في ألمانيا.

وكتبت صحيفة «بيلد» الشعبية السبت: «إردوغان.. غير مرحب بك هنا»، مضيفة: «لا نريد سياسيين مثلك»، وذلك في رسالة مفتوحة إلى الرئيس التركي نشرت على موقع الصحيفة الإلكتروني.

وقال رئيس بلدية كولونيا الاشتراكي - الديمقراطي يورغن روترس في مقابلة مع إذاعة «آر بي بي»: «هذه الزيارة الانتخابية لرئيس الوزراء التركي تعد استفزازا»، معبرا عن قلقه من الانقسامات التي يثيرها ذلك في صفوف الجالية التركية في ألمانيا.

كما انتقد الألماني مارتن شولتس رئيس البرلمان الأوروبي مجددا زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان إلى ألمانيا.

وعلى هامش محفل انتخابي في مدينة فرانكفورت استعدادا لانتخابات برلمان أوروبا، قال شولتس الذي يتصدر قائمة مرشحي الحزب الاشتراكي الديمقراطي في هذه الانتخابات: «لدي إحساس أنه (إردوغان) يهرب (بهذه الزيارة) من مشكلات في تركيا».

ويرى الكثير من المراقبين أن تجمع كولونيا يعد تجمعا انتخابيا لإردوغان الذي يفترض أن يعلن قريبا ترشيحه للانتخابات الرئاسية التركية المرتقبة في أغسطس (آب).

من جهة أخرى أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أمس بأنه تمت إقالة مستشار لرئيس الوزراء، إردوغان، بعدما ضرب متظاهرا في موقع كارثة المنجم التي أسفرت عن مقتل 301 عامل في غرب البلاد. وبثت صورة للمستشار يوسف يركل معتديا بالضرب على متظاهر مطروح أرضا يمسك به عنصران من قوات الأمن، ما أثار صدمة في تركيا في غمرة أسوأ كارثة صناعية في تاريخ البلاد وقعت في السادس من الشهر الحالي. وقامت الصحافة الدولية بنشر هذه الصورة.

وقالت وكالة الأناضول إنه تمت الأربعاء إقالة يركل، وهو مدير مكتب رئيس الوزراء الإسلامي المحافظ منذ ثلاثة أعوام، بناء على قرار السلطات.وما زاد في الاستياء الشعبي أن المستشار حصل على تقرير طبي مشكوك فيه يفيد بأنه أصيب بجروح بيد هذا المتظاهر، وهو عامل منجم كان يحتج في السابع من الشهر الحالي على زيارة إردوغان لموقع الكارثة.

وأثار حادث المنجم أيضا مظاهرات تخللتها مواجهات بين الشرطة ومعارضي الحكومة التركية وخصوصا الخميس والجمعة في أحد الأحياء الشعبية في إسطنبول، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين.