الرئيس المصري يدعو المواطنين للمشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية

قال إن من يعزف عن المشاركة سيكون عرضة لأن يُحكم بمن لا يرعى مصالحه

الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور يلقي كلمته في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

وجه الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور كلمة إلى الشعب المصري، أمس، قبل ساعات من بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية التي تنطلق اليوم (الاثنين)، داعيا المواطنين إلى المشاركة في صياغة مستقبل هذا الوطن، وفي تشييد بنائه الديمقراطي، مشددا على أن من يعزف عن المشاركة سيكون عرضة لأن يُحكم بمن لا يرعى مصالحه.

وأضاف منصور في كلمة بثها التلفزيون الرسمي قائلا إن «الديمقراطية عملية مستمرة متطورة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يجري اختزالها اختزالا مخلا في إسقاط أنظمة الظلم والاستبداد؛ وإنما يتعين أن تتطور وتنضج ليجني الشعب ثمارها من خلال اختيار حر واع ومسؤول لمن سيمثل رأس السلطة في هذا البلد، رئيس مصر القادم، بكل ما تحوزه هذه الدولة من عظمة تاريخها وسمو حضارتها، وبكل ما تواجهه من مشكلات حالية، وبكل ما تتطلبه من استراتيجيات لبناء مستقبلها».

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية التي تنطلق اليوم قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي، وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي. وتعد تلك الانتخابات ثاني استحقاقات خريطة المستقبل التي وضعها الجيش بالتوافق مع قوى سياسية عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين الصيف الماضي.

وقال منصور، الذي تولى رئاسة البلاد لفترة انتقالية في يوليو (تموز) الماضي، موجها خطابه لجموع الناخبين «هلموا بنا نكمل البنيان، نعمق معاني المشاركة السياسية، ليس فقط بالتعبير عن آرائنا بحرية، تأييدا أو معارضة، ولكن أيضا من خلال أصواتنا التي يتعين أن ندلي بها، فهي أمانة ومسؤولية، أردناها لأنفسنا تحقيقا لديمقراطية طالما نشدناها، فليكن كل منا فاعلا في وطنه، مشاركا ومؤثرا في مستقبله، فمن يعزف عن المشاركة في الحياة السياسية سيكون عرضة لأن يُحكَم بمن لا يرعى مصالحه». وأضاف الرئيس المصري «لننزل جميعا (...) لنعبر عن خيارنا الحر، لنختار، من دون توجيه أو إملاء، من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وإدارة الدولة، أيا كان هو، لنحكم عقولنا، ولنستفت قلوبنا».

وأشاد منصور بالإقبال الذي شهدته الأيام التي خصصت لاقتراع المصريين المغتربين قبل عشرة أيام، قائلا «كانت سعادتي غامرة، وأنا أتابع أبناء الوطن في الخارج، وحرصهم على الإدلاء بأصواتهم أكثر من أي وقت مضى في تاريخنا المعاصر، فشكرا لهم، فقد أدوا الأمانة تجاه وطنهم الأم، ولم يتخلوا عنه وقت الحاجة، وأثق أن عطاءهم سيستمر في مرحلة البناء المقبلة». ودعا منصور «كل مصري ومصرية، كل شاب وشابة، كل أب وأم، إلى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، للمساهمة في صياغة مستقبل هذا الوطن، وفي تشييد بنائه الديمقراطي، وإقامة قواعد حكمه، على أسس من العدالة والمساواة، والحقوق المشروعة للجميع». وطالب الرئيس المصريين جميعا بالبرهنة للعالم على أن ما شهدته مصر «لم يكن فورة مؤقتة، استهدفت إسقاط نظام مستبد أو فاشل، وإنما هي ثورة شعبية، ناضجة ومكتملة، تستهدف النجاح والبناء».

وشدد منصور على أن مؤسسات الدولة الرسمية، وفي القلب منها مؤسسة الرئاسة، تقف على مسافات متساوية من مرشحي الرئاسة المصرية، مؤكدا أن تلك المؤسسات «لم ولن توجه مواطنا أو مواطنة لاختيار معين، وإنما تحرص على تأمين مشاركة شعبية واسعة، تعمق معاني الديمقراطية، وتثري العملية السياسية في مصر، وتتناسب مع حجم التضحيات والتطلعات التي قدمها وطالب بها الشعب المصري في ثورتيه العظيمتين (في إشارة لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 التي أنهت ثلاثة عقود من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وثورة 30 يونيو/ حزيران، التي أنهت حكم مرسي).

وأعرب منصور عن ثقته في إنجاز بلاده ثاني استحقاقات «خريطة المستقبل»، واصفا يومي الاقتراع بأنهما «يومان جديدان من أيام ملحمة الديمقراطية الوطنية»، مثمنا ما عده مثالا ضربه الشعب المصري في «التحضر والوعي السياسي»، قائلا إن «هذا المسلك الذي سلكه شعبنا الأبي، وإن كان الأصعب، إلا أنه المسار الصحيح، الذي سيكتمل بإذن الله وسيتوج بالنجاح، لتبدأ مرحلة جديدة من عمر هذه الأمة، مرحلة البناء والتمكين، التي تتطلب عملا جادا دؤوبا متواصلا، يحقق الصورة التي رسمناها لوطننا، بمداد ثورتينا ودماء شهدائنا وعرق شبابنا ودموع الأمهات المصريات».