رئيس الاتحاد الأفريقي: الأوضاع في بعض بلدان القارة السمراء مقلقة.. ولا بد من تحقيق الأمن الغذائي

الأفارقة يخلدون الذكرى الـ51 لتأسيس منظمتهم على وقع التحديات الأمنية والتنموية

TT

خلدت أغلب بلدان القارة الأفريقية أمس الذكرى الحادية والخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي تعرف حاليا باسم الاتحاد الأفريقي، في أجواء يغلب عليها الهاجس الأمني والتنموي، حيث تكثر الصراعات المسلحة، وتنشط الجماعات الإرهابية في عدة نقاط من قارة ينتشر فيها الفقر والجوع والمرض.

وفي هذا السياق، قال الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إن مصير عدد من البلدان الأفريقية مهدد بخطر «النزاعات والإرهاب والجريمة العابرة للحدود».

وأبدى الرئيس ولد عبد العزيز قلقه حيال «الأوضاع الصعبة في كل من مالي ونيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى والصومال وجنوب السودان وليبيا»، مشيرا إلى أن هذه الأوضاع تفرض على بلدان القارة السمراء «العمل معا» والتنسيق الأمني فيما بينها.

وقال ولد عبد العزيز، في خطاب رسمي ألقاه أمس من نواكشوط، إن «الحفاظ على النجاحات السياسية والاقتصادية التي حققناها يتطلب استتباب السلم والأمن، فالنزاعات والإرهاب والجريمة العابرة للحدود تشكل جميعها تهديدا مقلقا لعدد من دولنا».

وأضاف: «في هذا الصدد ندين بكل قوة اختطاف التلميذات البريئات في نيجيريا، ونطالب بإلحاح بإطلاق سراحهن وبسرعة دون قيد أو شرط، فمثل هذه الممارسات يتنافى كليا ومبادئ الإسلام، دين التسامح والمحبة والسلام».

وعبر ولد عبد العزيز عن ارتياحه لـ«التقدم المسجل في تنفيذ منظومة السلام والأمن خاصة فيما يتعلق بالقدرات الأفريقية للرد السريع على الأزمات والتطور الجيد الحاصل في مسلسل نواكشوط».

وشدد على أن «أفريقيا تعول على شركائها في المساعدة على رفع تحديات التخلف»، داعيا إلى «إدخال إصلاحات على نظام الأمم المتحدة تأخذ في الاعتبار دور القارة الأفريقية وثقلها».. في إشارة إلى مطالب القارة بالرفع من مستوى تمثيلها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

من جهته، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رسالة إلى القادة الأفارقة بمناسبة تخليد ذكرى الوحدة الأفريقية، قال فيها إن «مفاهيم التحول والنمو والدينامكية والتقدم والشراكة أصبحت من العناصر المركزية في خطاب الاتحاد الأفريقي، وهو يدخل في النصف الثاني من مئويته الأولى»، وأعرب مون عن ثقته في أن الاتحاد الأفريقي سيكون قادرا على تحقيق رؤيته المعروفة باسم «الخطة 2063».

وأشار مون إلى أن «الزراعة والأمن الغذائي، وهما موضوع يوم أفريقيا لهذا العام، ستكون لهما أهمية جوهرية، حيث زاد عدد البلدان التي تستثمر في قطاع الزراعة، وتعهد المانحون بزيادة مبالغ التمويل والمساعدة التقنية التي يقدمونها».

وربط الأمين العام للأمم المتحدة ما بين التنمية والأمن في القارة السمراء، وأشار في هذا السياق إلى جنوب السودان، مبديا قلقه من ارتفاع مخاطر المجاعة في هذا البلد، وهو ما قد يؤدي إلى عدم وقف أعمال القتال وقفا حقيقيا لمنع الفلاحين من زرع محاصيلهم في موسمها.

وحث بان كي مون، في ختام رسالته، القادة الأفارقة وشركاءهم على العمل من أجل تحقيق الأهداف التي وضعوها في إطار «خطة 2063»، وهي خطة تنموية تسعى إلى تحقيق الأمن الغذائي في القارة. وتعهد مون بأن الأمم المتحدة ستواصل تسريع جهودها في سبيل بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية وضمان مراعاة أولويات أفريقيا الواردة في الموقف الأفريقي الموحد ضمن الخطط التنموية.

في غضون ذلك، قال رئيس الاتحاد الأفريقي إن «أفريقيا حققت تقدما كبيرا على طريق التنمية المستدامة إذ سجلت نسب نمو معتبرة»، قبل أن يضيف: «إن أفريقيا قارة جد غنية وفتية لها مقدرات هائلة، مما يشكل عامل دفع وازدهار للمجموعات الإقليمية الاقتصادية التي شهدت تحسنا متزايدا في أدائها من شأنه أن يشجع قيام منطقة قارية للتبادل الحر قوية بعدد مستهلكيها البالغ أكثر من مليار».

وخلص ولد عبد العزيز إلى أن «تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء وتحقيق التنمية الزراعية والصناعية ومحاربة الفقر وسوء التغذية تظل أهدافا لا بد لمنظمتنا من بلوغها من أجل ضمان رفاه شعوبنا وضمان أمننا الغذائي».

تجدر الإشارة إلى أن أول تنظيم يجمع أغلب الدول الأفريقية تأسس في 25 مايو (أيار) 1963. وعرف آنذاك باسم «منظمة الوحدة الأفريقية» قبل أن يتغير اسمه سنة 2002 ليصبح «الاتحاد الأفريقي».