إلقاء القبض على ثلاثة عناصر إرهابية والكشف عن مخزن للأسلحة جنوب شرقي تونس

رئيس الحكومة يتوعد الإرهابيين برد صارم

TT

أشرف المهدي جمعة، رئيس الحكومة التونسية أمس على اجتماع وزاري طارئ عقده في الثكنة العسكرية «العوينة» القريبة من العاصمة لتناول آخر المستجدات بشأن مكافحة الإرهاب. وحضر الاجتماع لطفي بن جدو، وزير الداخلية، ورضا صفر الوزير المكلف الأمن لدى وزير الداخلية، والمنجي الحامدي وزير الخارجية، وتوعد جمعة الإرهابيين برد صارم وبمواصلة محاربتهم في كل المواقع خاصة بعد إعلان قوات الأمن والجيش عن إلقاء القبض على ثلاثة عناصر إرهابية فجر أمس الأحد، والكشف عن مخزن للأسلحة في مدينة بن قردان القريبة من الحدود التونسية - الليبية.

وقال جمعة، في تصريح إعلامي إثر الانتهاء من الاجتماع، إن الإرهاب لن يمر ولن يكتب له الاستمرار في تونس، وإن مصيره الفشل والفناء. وأضاف: «كان لنا الرد المناسب بالقبض على العناصر الإرهابية وسيكون ردنا صارما تجاه هذه المجموعات الإرهابية».

وطلب رئيس الحكومة المغربية من التونسيين «معاضدة جهود قوات الأمن والجيش والوقوف الجماعي سدا منيعا ضد تغلغل الإرهاب في تونس»، على حد تعبيره.

وبشأن مخزن الأسلحة الذي جرى الكشف عنه صباح أمس بمدينة بن قردان، قال العميد توفيق الرحموني، المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية، في تصريح لوسائل الإعلام التونسية، إن قوة عسكرية مكونة من دبابات خفيفة ومشاة مجهزة برشاشات ثقيلة مدعومة بقوات من الحرس الوطني، داهمت في حدود الساعة الواحدة من صباح أمس مكانا مشبوها يقع على بعد ستة كيلومترات غرب مدينة بن قردان من ولاية (محافظة) مدنين جنوب شرقي تونس. وأضاف أن تلك القوة العسكرية والأمنية ألقت القبض على ثلاثة عناصر إرهابية وتمكنت في الوقت نفسه من تطويق المكان والعثور على سبعة ألغام مضادة للدبابات وقوالب متفجرة من نوع «تي إن تي» وصواعق وأجهزة تفجير عن بعد وأحزمة ناسفة. وقال أيضا إن الموقع كان عبارة عن مطمور على عمق مترين ويحتوي على كمية كبيرة وخطيرة من المواد المتفجرة.

وتتحسب السلطات التونسية لهروب مجموعات إرهابية من المواجهات المسلحة في ليبيا المجاورة، وبالتالي استغلال الانفلات الأمني للتسلل إلى التراب التونسي، وتنفيذ أعمال إرهابية لتخفيف الضغط على المجموعات المتشددة المنتشرة في ليبيا. وألقت قوات الأمن التونسي خلال الأيام القليلة الماضية القبض على ثمانية عناصر إرهابية بعد تسللها من ليبيا، وقالت إنها من العناصر الإرهابية الخطيرة، كما نشرت وزارة الداخلية صور 19 متهما بالإرهاب وأعلنت تعقبها لهم.

وأدى انفجار لغم في المنطقة المغلقة بجبال الشعانبي (وسط غربي البلاد)، أول من أمس، إلى وفاة عسكريين وجرح ستة آخرين. وتواجه تونس مجموعات إرهابية متحصنة في جبال الشعانبي منذ أكثر من سنة، وتعتمد تلك المجموعات المسلحة على زرع الألغام التقليدية في مواجهتها لقوات الأمن والجيش.

في السياق ذاته، أكد العميد توفيق الرحموني، المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني سيطرة قوات الجيش التونسي على مسالك السفح الجنوبي لجبل الشعانبي بصفة شبه كلية. وقال إن الوحدات العسكرية تراقب المنطقة بأكملها وبإمكانها رصد كل التحركات المشبوهة، وتعد بتطهير الجبال التونسية من المجموعات الإرهابية.

وبشأن تواصل انفجار ألغام على الرغم من إعلان جبال الشعانبي والمناطق القريبة منها «منطقة عسكرية مغلقة»، قال المصدر ذاته إن انفجار يوم الجمعة الماضي ناجم عن لغم تقليدي، وأقر بصعوبة التفطن إلى الأنواع التقليدية من الألغام باستعمال أي نوع من المعدات والتجهيزات. وأضاف أن الجيش يعتمد على طاقاته في اختصاص الهندسة العسكرية، وعناصره المختصة في تفكيك الألغام لإبطال مفعولها، وأكد تفطن الوحدات العسكرية في مناسبات عدة لألغام زرعت في طريقها، وتمكنت من تفكيكها أو تفجيرها.