بوروشينكو يعلن فوزه بالرئاسة في أوكرانيا ويتعهد بالتوجه نحو أوروبا

ميدفيديف يزور القرم تزامنا مع الانتخابات ويثير غضب كييف

لوحة تظهر النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في مقر المرشح بوروشينكو بكييف مساء أمس (رويترز)
TT

أعلن بيترو بوروشينكو فوزه بالرئاسة الأوكرانية مساء أمس بعد أن أظهرت استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع حصوله على أغلبية مطلقة واضحة في الجولة الأولى وتعهد بقيادة بلاده نحو أوروبا.

صرح الملياردير البالغ من العمر 48 عاما والذي يتمتع بخبرة طويلة في الحكومة: «كل الاستطلاعات تشير إلى أن الانتخابات اكتملت في جولة واحدة وأصبح للدولة رئيس جديد». وأضاف للصحافيين في مقر حملته أن «غالبية الأوكرانيين منحوه تفويضا لمواصلة مسار التكامل مع بقية أوروبا»، لكنه قال إن «الأولوية بالنسبة له ستكون السفر إلى شرق أوكرانيا لإنهاء الحرب والفوضى» التي أثارها الانفصاليون المؤيدون لروسيا.

وتوجه الأوكرانيون بأعداد كبرى أمس للإدلاء بأصواتهم، باستثناء المناطق الواقعة شرق البلاد، لانتخاب رئيس جديد ستكون مهمته وضع حد لحركة التمرد الموالية للروس وتطبيع العلاقات مع روسيا. وكانت استطلاعات الرأي قد أشارت الى تقدم بوروشنكو منذ صباح أمس، ليتقدم على يوليا تيموشنكو، أبرز شخصيات الثورة البرتقالية عام 2004. وقال بوروشنكو بعد الإدلاء بصوته وسط كييف أمس «أول شيء يجب القيام به هو حمل السلام إلى كل المواطنين الأوكرانيين.. والمسلحون يجب أن يغادروا شوارع المدينة والبلدات». وكررت تيموشنكو، التي أدلت بصوتها في مسقط رأسها دنيبروبتروفسك، تأكيد السعي إلى «استفتاء حول ضم أوكرانيا إلى حلف الأطلسي من أجل إعادة السلام إليها».

ودعي أكثر من 36 مليون ناخب إلى مراكز الاقتراع في مدينة لفيف المعروفة بنزعتها القومية غربا، والعاصمة السابقة خاركيف، ولؤلؤة البحر الأسود أوديسا. وأعلنت اللجنة الانتخابية المركزية أن أكثر من 40 في المائة من الناخبين أدلوا بأصواتهم حتى الساعة الثالثة عصرا، قبل خمس ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع.

وقال أوليغ، رجل الأعمال البالغ من العمر 38 عاما، أثناء الإدلاء بصوته في لفيف على بعد 80 كيلومترا من بولندا «آمل أن تحمل هذه الانتخابات أخيرا السلام إلى أوكرانيا». وقالت معلمة تدعى إيرينا ميساك، وعمرها 31 عاما، إنها تتوقع من الرئيس المنتخب أن «يقود أوكرانيا للانضمام إلى حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي». وأضافت لوكالة الصحافة الفرنسية «لا ارغب أن أرى بعد اليوم ما يحصل في الشرق»، في إشارة إلى التمرد الموالي لروسيا في المناطق الحدودية التي شهدت معارك مع الجيش الأوكراني أوقعت 150 قتيلا منذ 13 أبريل (نيسان) الماضي.

وفي العاصمة كييف، التي شهدت من نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى فبراير (شباط) الماضيين حركة احتجاج كانت وراء الأزمة السياسية، كان الناخبون ينتظرون في صفوف طويلة للإدلاء بأصواتهم واختيار رئيسهم الجديد وكذلك رئيس بلديتهم الجديد. لكن في الشرق الانفصالي، حيث حذر الانفصاليون من أنهم سيقومون بكل شيء لمنع الاقتراع، لم تكن هناك مؤشرات على فتح مكاتب اقتراع. وبحسب إدارة منطقة دونيتسك فإن أقل من 18 في المائة من مكاتب الاقتراع كانت قد فتحت أبوابها. وقالت اللجنة الانتخابية المركزية إن ثلث المناطق الانتخابية فقط في لوغانسك ودونيتسك تعمل.

وفي معقل المتمردين في دونيتسك، لم يفتح أي مكتب اقتراع أبوابه، وكانت شوارع المدينة مقفرة. وبلغت نسبة المشاركة في المنطقة 9.1 في المائة عند الساعة الثالثة عصرا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الجمعة الماضية في بادرة تهدئة أن بلاده «ستحترم خيار الشعب الأوكراني». وقال بوتين «في المبدأ ووفق الدستور لا يمكن إجراء انتخابات كون الرئيس (فيكتور) يانوكوفيتش (...) هو الرئيس الحالي». لكنه أضاف «نريد نحن أيضا أن يعود الهدوء. في نهاية المطاف سنحترم خيار الشعب الأوكراني»، مؤكدا «مثلما نعمل اليوم مع هؤلاء الذي يسيطرون على الحكم، سنعمل بعد الانتخابات مع السلطات المنتخبة».

لكن بعد التهدئة، أثارت موسكو غضب كييف أمس، إذ زار رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس (آذار) الماضي. ووصفت كييف الزيارة بأنها «استفزاز متعمد» هدفه زعزعة الاستقرار تزامنا مع تنظيم الانتخابات الرئاسية. وحتى عشية الاقتراع، بذلت الحكومة المؤقتة التي انبثقت من مظاهرات ساحة الاستقلال وحركة الاحتجاج التي طردت الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش من السلطة، جهودا شاقة لإقناع الأوكرانيين بأهمية اختيار رئيس «شرعي» للبلاد. واتسمت نهاية الحملة بتصاعد المعارك «على الجبهة الشرقية» في منطقة دونيتسك حيث قتل 26 أوكرانيا معظمهم من الجنود في معارك بين الانفصاليين والقوات الموالية لكييف.

وتشهد مدينة سلافيانسك معقل المتمردين المسلحين الموالين للروس معارك يومية. وفي المنطقة نفسها قتل مصور إيطالي ومترجمه الروسي إثر سقوط قذائف هاون، ليصبح أول صحافي يقتل في شرق أوكرانيا منذ بدء المعارك في أبريل. وأصيب مصور فرنسي بجروح أيضا، في تطور أثار مخاوف مجموعات حقوق الإنسان.