المصريون يقترعون في أجواء احتفالية وحراسة مشددة

السيسي يقترب من قصر الحكم.. وحملة صباحي تشكو من «تجاوزات»

مصريون في أحد طوابير الاقتراع أمام إحدى اللجان الانتخابية في الإسكندرية أمس (أ.ف.ب)
TT

توجه ملايين المصريين، أمس (الاثنين)، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي، وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي، وسط أجواء احتفالية أمام لجان مؤمَّنة بقوات من الجيش والشرطة، واشتباكات وكر وفر بين قوات الأمن ومتظاهرين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، في أماكن متفرقة في البلاد.

وتسابق مؤيدون للمشير السيسي لالتقاط صور تذكارية مع منافسه صباحي، خلال إدلائه بصوته في الانتخابات التي يتوقع طيف واسع من المراقبين أن يحسمها قائد الجيش السابق لصالحه بفارق مريح. وقال مصدر قضائي باللجنة العليا للانتخابات الرئاسية إن نسبة المشاركة في أول ساعتين تصويت فقط بلغت نحو خمسة في المائة من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، البالغ عددهم 53 مليونا و909 آلاف و306 ناخبين، مشيرا إلى أن عدد من قام بالتصويت بلغ ثلاثة ملايين و282 ألف ناخب خلال الساعتين الأوليين.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في التاسعة من صباح يوم أمس، ومن المقرر أن تغلق عند التاسعة مساء، على أن يجري استئناف الاقتراع في التاسعة من صباح اليوم (الثلاثاء). وأشار المصدر القضائي إلى أنه لا توجد نية لدى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لمد فترة التصويت ليوم ثالث، موضحا أنه في حالة وجود كثافة عالية من قبل الناخبين في اليوم الأخير لعملية التصويت، فإن اللجنة ستجتمع وستقرر ما تراه في هذا الشأن.

وحثت السلطات المصرية المؤقتة التي تسلمت إدارة شؤون البلاد، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، الصيف الماضي، المواطنين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية بكثافة.

وقال مسؤولون كبار في الدولة إن نسبة المشاركة تمنح الشرعية مجددا لقرار عزل مرسي، الذي أطيح به عقب مظاهرات حاشدة ضده.

ولوحظ وجود إقبال كبير للسيدات وكبار السن على مقار الاقتراع، على امتداد ساعات التصويت، أمس، حيث شكلن طوابير طويلة في كثير من اللجان الانتخابية، مقارنة بقلة نسبية في أعداد الرجال، وهو مشهد تكرر خلال الاستفتاء على الدستور الجديد في يناير (كانون الثاني) الماضي.

واصطفت النساء يحملن الأعلام المصرية، وصورا للمرشح الأوفر حظا السيسي، مع إطلاق الزغاريد، مرددات أغنية «بشرة خير» للمطرب الإماراتي حسين الجسمي، التي جرى إطلاقها قبل أيام لحث المواطنين على التصويت في الانتخابات.

وبث التلفزيون الرسمي جانبا من متابعة إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء لسير الانتخابات داخل غرفة المتابعة بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء بوسط القاهرة. وقال محلب إن الحكومة طبقا للقانون والدستور ستتقدم باستقالتها بعد الإعلان عن الرئيس الجديد، مضيفا أن حكومته بذلت كل ما تستطيع لتسهل للشعب الإدلاء بصوته.

وأشار محلب إلى أنه لم يحدث حتى الآن حالات تعوق عملية الانتخابية، مؤكدا أن الإشراف الدولي أمر جيد، منوها بأنه لم ترد أي ملاحظات سلبية منهم حول الانتخابات، ووجه رئيس الحكومة رسالة إلى الشباب قائلا: «انزل، لا تتردد، حيث إن صوتك مهم لبناء المستقبل».

من جانبها، قالت حملة المرشح صباحي إنها رصدت تدخلا لأفراد الشرطة والجيش في العملية الانتخابية بمنع دخول وكلاء المرشح للجان الانتخابية قبل التحقق من توكيلاتهم، وهو ما يخالف نص المادتين 27 و30 من قانون الانتخابات، التي تخول للجان العامة والفرعية وحدهم صلاحية فحص ومراجعة التوكيلات.

وقالت الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي في تقرير لها، بعد انتصاف يوم الاقتراع الأول، إن الساعات الأولى من عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية شهدت إقبالا متوسطا من الناخبين، وسط تزايد في أعداد السيدات، ووجود دعاية انتخابية في محيط بعض اللجان.

وتابع البيان أن من أهم التجاوزات التي رصدتها الجمعية تأخر فتح بعض اللجان الانتخابية، وذلك في محافظات أسوان وبورسعيد والبحيرة والفيوم والمنيا وبني سويف والمنوفية ودمياط.

وقال المستشار عبد العظيم العشري المتحدث باسم وزارة العدل، إن غرفة عمليات الوزارة رصدت كثيرا من الشكاوى، أبرزها التباطؤ في سير العملية الانتخابية، وتعدى عدد الشكاوى الـ150. وأضاف العشري، خلال مؤتمر صحافي نظمته غرفة عمليات وزارة العدل، أمس، أنه جرى التواصل مع اللجنة العليا للانتخابات، وتبين أن نتيجة الشكاوى هي تكدس المواطنين أمام اللجان، مشيرا إلى أنه جرى تزويد القضاة الاحتياطيين لتذليل العقبات، موجها الشكر لوزارتي الداخلية والدفاع لتأمينهما القضاة.

وشكت حملة المرشح اليساري صباحي مما سمته «وقائع ممنهجة لتدخل أفراد الشرطة والجيش في العملية الانتخابية»، وإلقاء القبض على عدد من وكلاء المرشح، وإعاقتهم عن إثبات المخالفات في محاضر رسمية أمام قضاة اللجان الفرعية.

وقال بيان لحملة صباحي إنه جرى إلقاء القبض على أحمد حنفي أبو زيد عضو اللجنة القانونية لحملة صباحي، واحتجازه بقسم شرطة الوراق (غرب القاهرة)، بعد تحرير محضر له أثناء تدخله للدفاع عن أحد الوكلاء، فضلا عن الاعتداء عليه بالضرب من قوات الأمن.

وأضاف البيان أنه ألقي القبض أيضا على وكلاء صباحي بلجنة مدرسة كفر منصور مركز طوخ بمحافظة القليوبية، والتحفظ على عدد من الوكلاء بمحافظتي السويس والإسماعيلية، مشيرا إلى أن اللجنة القانونية بحملة صباحي قامت بإبلاغ اللجنة العليا للانتخابات بهذه الوقائع.

وتجري الانتخابات التي دُعي إليها نحو 54 مليون ناخب، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث أحيطت اللجان بالحواجز الحديدية، كما جرى وضع السواتر الرملية أمام أبواب مراكز الاقتراع، وانتشرت الدوريات الأمنية المشتركة بين الجيش والشرطة في محيطها. وكان المصريون في الخارج قد أدلوا بأصواتهم، منتصف الشهر الحالي، على مدار خمسة أيام.

وحصد السيسي نحو 96 في المائة من أصوات المغتربين التي تجاوزت الـ300 ألف صوت، وهو ما رجح مراقبون أن يتكرر في انتخابات الداخل أيضا.