مودي يسند الحقائب الحكومية الرئيسة إلى قادة حزبه

رئيسا وزراء الهند وباكستان يتفقان على إعادة إحياء الحوار بين بلديهما

مودي (يسار) يمد يده لمصافحة شريف قبل اجتماعهما في نيودلهي أمس (أ.ب)
TT

بعد يوم على تنصيبه رئيسا جديدا للوزراء في الهند، كشف ناريندرا مودي عن تشكيلته الحكومية التي أسند الحقائب الرئيسة فيها إلى ثلاثة من كبار قادة الحزب الحاكم الجديد في البلاد، وعقد من ناحية أخرى اجتماعا مع نظيره الباكستاني نواز شريف بهدف إحياء الحوار المتوقف بين البلدين.

وأوكل مودي حقيبة الداخلية إلى راجناث سينغ (63 سنة)، وهو ثاني أهم منصب في الوزارة. وكان سينغ ترأس حكومة ولاية أوتار براديش، أكبر ولايات البلاد من حيث التعداد السكاني. أما حقيبة الخارجية فأسندت إلى سوشما سواراج (62 سنة)، وهي إحدى الشخصيات الأكثر شهرة في الحزب وزعيمة كتلة المعارضة بمجلس النواب السابق. كما برز المحامي أرون جايتلي (62 سنة) بصفته أحد الوزراء الأوسع سلطة في حكومة مودي، إذ أسندت له حقيبتا المالية والتجارة، إضافة إلى حقيبة وزارة الدفاع بصفة مؤقتة. وكان جايتلي تولى حقيبتي العدل والتجارة في حكومة رئيس الوزراء الأسبق أتال بيهاري فاجبايي في الفترة بين عامي 1998 و2004، وينظر إليه على أنه أحد قادة الحزب القليلين المقربين من مودي.

من ناحية أخرى، عقد رئيس الوزراء الهندي مع نظيره الباكستاني لقاء استمر نحو 50 دقيقة في نيودلهي أمس في محاولة لإحياء الحوار المتوقف بين بلديهما منذ هجمات مومباي في 2008 التي نسبت الهند مسؤوليتها لإسلاميين مسلحين باكستانيين. وعقب اللقاء قال شريف إن وزيري خارجية البلدين سيجتمعان قريبا لدفع محادثات السلام. وأضاف شريف أن اجتماعه مع مودي كان «دافئا ووديا». وتابع رئيس الوزراء الباكستاني للصحافيين: «اتفقنا أن اجتماعنا في نيودلهي فرصة تاريخية للبلدين. إنه يقدم لنا فرصة للوفاء بآمال وطموحات شعوبنا، وسننجح في فتح صفحة جديدة في علاقاتنا. اتفقنا أيضا على اجتماع لوزيري خارجية البلدين يعقد قريبا بهدف مراجعة البرنامج الثنائي».

ومن ناحيته، دعا مودي ضيفه إلى التحرك لمنع تدبير «هجمات إرهابية» في أراضي بلاده تستهدف الهند كما أعلنت وزارة الخارجية الهندية. وطلب مودي من نظيره «احترام تعهده بمنع استخدام أراضيه لتدبير هجمات إرهابية ضد الهند»، كما أفاد وزير الدولة للشؤون الخارجية سوجاثا سينغ.

وكان الزعيم القومي الهندوسي أثار مفاجأة الأسبوع الماضي بدعوة شريف إلى حفل تنصيبه، في بادرة عدت إشارة انفتاح على الدولة المجاورة. وقال وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية: «نريد علاقات سلمية وودية مع باكستان، لكن من أجل الوصول إلى مثل هذه العلاقات من الضروري وقف العنف والترهيب». وأضاف: «أجرينا محادثات حول التبادل التجاري وعبرنا عن استعداد لتطبيع علاقاتنا الاقتصادية والتجارية».

واللقاء بين مودي وشريف هو أول لقاء لرئيسي حكومتي البلدين يعقد على الأراضي الهندية منذ قطع العلاقات الثنائية بعد اعتداءات مومباي التي أوقعت 166 قتيلا عام 2008. ونسبت هذه الاعتداءات إلى جماعة عسكر طيبة الباكستانية التي اتهمت أيضا بشن هجوم يوم الجمعة الماضي على قنصلية هندية في غرب أفغانستان. ووجه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الاتهام إلى عسكر طيبة في هجوم الجمعة، غير أن رجلا قدم نفسه على أنه متحدث باسم المجموعة نفى ذلك في اتصال هاتفي بمكتب وكالة الصحافة الفرنسية في كشمير.

ولا شك أن محادثات مودي وشريف تناولت مسألة المبادلات التجارية بين البلدين وقضية المجموعات المناهضة للهند الناشطة انطلاقا من الأراضي الباكستانية، بحسب المراقبين. ورأى شريف في مقابلة أجرتها معه صحيفة «هندوستان تايمز» أمس، أن وصول مودي إلى السلطة في الهند يشكل فرصة مواتية لتحسين العلاقات بين البلدين. وقال: «إنها فرصة تاريخية حتى نفتح صفحة جديدة. حكومة مودي الجديدة لديها تفويض قوي، وإنني أتطلع لاستئناف العلاقات حيث تركناها مع فاجبايي عام 1999». وكان شريف يشير بذلك إلى العلاقات الجيدة التي كانت تربطه برئيس الوزراء الهندي آنذاك أتال بيهاري فاجبايي الذي كان ينتمي هو أيضا إلى حزب بهاراتيا جاناتا. ووقع فاجبايي عام 1999 اتفاق سلام في لاهور (شرق) أحيا لفترة قصيرة حلم تطبيع العلاقات بين القوتين النوويتين المتخاصمتين.