أمن الحدود مع سوريا يشكل جزءا من الأهداف التدريبية

تمرين «الأسد المتأهب» المشترك يهدف إلى رفع الجاهزية العملياتية ولا علاقة له بالأحداث الدائرة في منطقة الشرق الأوسط

TT

قال مدير تمرين «الأسد المتأهب» العسكري المشترك، العميد فهد الضامن، إن التمرين الذي انطلق رسميا يوم الأحد الماضي، بمشاركة نحو 13 ألف جندي من 22 بلدا عربيا وأجنبيا، يهدف إلى رفع الجاهزية العملياتية للقوات المشاركة فيه، ولا علاقة له بالأحداث الدائرة في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح الضامن، خلال مؤتمر صحافي مشترك، أمس، مع الجنرال روبرت كتالونوتي، مدير التدريب الجيش الأميركي، أن الأمر يتعلق بتمرين دوري، ينظم للمرة الرابعة في الأردن، بالتعاون مع الولايات المتحدة، وهو «مصمم لتقوية العلاقات العسكرية بين الجيوش، وزيادة التشاركية العملياتية، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي عن طريق استخدام سيناريوهات التمرين المبنية على سيناريوهات الحماية الواقعية الحديثة».

وأضاف أن التمرين الذي يندرج ضمن الاستراتيجية التدريبية للقوات المسلحة الأردنية، يهدف أيضا إلى تطوير قدرات المشاركين على التخطيط في بيئة عملية غير تقليدية، وكذلك تعزيز العلاقات العسكرية للأردن مع شركائه على صعيد العالم، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، التي تعد شريكا استراتيجيا له على مختلف المستويات، مؤكدا أن التمرين يعد أحد أهم نتائج هذه الشراكة.

وأكد الضامن أن الجيش الأردني ذو خبرات واسعة يستطيع مشاركتها مع نظرائه، ودلل على ذلك بأنه دوما محط الاختيار والإعجاب في عمليات حفظ السلام الدولية، كما عبر الضامن عن فخره بقوات حرس الحدود الأردنية التي شهدت وأدارت باقتدار أكبر عملية لجوء في المنطقة.

وفي معرض رده على سؤال حول ضبط متسللين وتهريب الأسلحة عبر الحدود الأردنية - السورية، أوضح الضامن أن أمن الحدود يشكل جزءا من الأهداف التدريبية للتمرين، مؤكدا أن قوات حرس الحدود الأردنية لن تتردد في استخدام أي قوة مناسبة ضمن قواعد الاشتباك المتاحة لحماية حدود المملكة، وعدم السماح بدخول أو خروج أي أحد من النقاط الحدودية غير المشروعة.

وقال الضامن إنه لن يجري استخدام الأسلحة الكيماوية خلال التمرين، بل سيجري التدريب على كيفية التعامل معها.

ونفى الضامن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول وجود قوات إسرائيلية مشاركة في تمرين «الأسد المتأهب»، وأكد أن إسرائيل لم تشارك نهائيا ولا بأي شكل من الأشكال.

وحول وجود القوات الأميركية في الأردن، بين الضامن، أن أميركا لن تترك أي جندي موجود على الأراضي الأردنية، وإما سيتم ترحيلهم إلى بلدهم أو توزيعهم على القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.

من جانبه، قال الميجور جنرال كتالونوتي، إنه فخور بأن يكون ضابطا مشاركا في هذه العمليات إلى جانب القوات الأردنية، كون هذا التمرين تمرينا يجمع القوات الأميركية بشركائها من الأردن والدول الصديقة، مؤكدا عمق العلاقات بين البلدين.

وأضاف كتالونوتي، أن التمرينات تشارك بها أربع قطع بحرية من القوات البحرية الأميركية في العقبة جنوب الأردن، وأنه لن تبقى في الأردن أي قوات أو قطع عسكرية أميركية بعد انتهاء العمليات.

وردا على سؤال أكد الجنرال كتالونوتي، أن التدريبات لن تشمل أي أسلحة كيماوية، وأن ذلك لم يحدث قبلا ولن يحدث بعد ذلك، لكن التمرينات تشمل التدريب على التعامل مع آثار الكثير من أنواع الأسلحة ومنها الكيماوية.

وأكد أن التمرين لا يشتمل على تحضيرات لتوجيه ضربة لأي دولة، وأنه يروم تعزيز المواءمة بين المنظومات العسكرية المتشابهة، وكذلك تعزيز «قدراتنا على العمل المشترك عند حدوث أي طارئ».

وتابع أن التمرين الذي يستمر لمدة أسبوعين، ستشارك فيه أربع سفن بالعمليات البحرية للتدريب على محاربة القرصنة، بالإضافة إلى قوات برية خاصة تستخدم المدرعات والمدفعية، تساندها طائرات مقاتلة ونفاثة، مشيرا إلى أن التمرين يتضمن أيضا تدريبا على كيفية التعامل مع المواد الكيماوية.

وحسب بيان وزع على الصحافيين، فإن التمرين الذي يستمر حتى الثامن من يونيو (حزيران) المقبل يتضمن استخدام مختلف أنواع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية في تمارين متعددة الأهداف وتشمل بعض المناطق. وتهدف المناورات إلى المساهمة في ضمان السلام في المنطقة، من خلال تعزيز التدريب على التحرك المشترك، لإجراء عمليات جوية وبحرية وبرية، وتعزيز التعاون بين القوات متعددة الجنسيات. كما تهدف المناورات إلى تطوير قدرات المشاركين على تنفيذ العمليات المشتركة بالتركيز على تعقيدات الحرب غير النظامية مثل مكافحة الإرهاب والتمرد وعمليات الانتقال وإعادة الإعمار ومواجهة الجريمة العابرة للحدود وفرض النظام والعمليات المدنية - العسكرية. ويشارك في التمرين وفود عسكرية من كل من الأردن وكازاخستان، والكويت، وقطر ولبنان والسعودية ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والنرويج، وباكستان، وبولندا، وفيلق الناتو للاستجابة السريعة وأستراليا، وبلجيكا، وبروناي، وجمهورية التشيك، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، وكندا، والولايات المتحدة الأميركية. ويقام التمرين في مختلف مناطق التدريب ومدارس ومراكز معاهد القوات المسلحة، وسيشارك في فعاليات هذا التمرين أكثر من 12.5 ألف جندي من مختلف الصنوف البرية والجوية والبحرية وباستخدام أحدث الأسلحة والمعدات والتكنولوجيا المتطورة. وحسب البيان تشارك قوات أميركية قوامها ستة آلاف جندي في التدريبات العسكرية لتجسيد الالتزام الأميركي إزاء الأمن والاستقرار في المنطقة وسيشارك نحو ثلاثة آلاف جندي من الأردن، ونحو 3200 جندي من أكثر من 20 دولة في المناورات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة الأردنية للعام الرابع على التوالي.