البراميل المتفجرة تحصد 67 قتيلا في حلب خلال يومين.. والمعارضة تستهدف أحياء النظام

حركة «حزم» تعلن عن استعدادها لحماية البعثة الدولية للتحقيق في الكيماوي

سوريون يعاينون الدمار الذي الحقته البراميل المتفجرة في حلب أمس (رويترز)
TT

تصدرت مدينة حلب، شمال سوريا، أمس، واجهة التطورات الميدانية بسقوط 67 قتيلا فيها خلال يومين، إثر قصف بالبراميل المتفجرة استهدف أحياءها الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد أيضا أن قوات المعارضة واصلت تقدمها في ريفي حماه وإدلب، في حين أعلنت حركة «حزم» المعارضة استعدادها لحماية فرق بعثة تقصي الحقائق بالأسلحة الكيماوية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأعلن المرصد السوري ارتفاع عدد القتلى الذين قضوا بقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في حي المغاير، أمس، إلى 21 بينهم ثلاثة أطفال ومواطنتان وشخص مجهول الهوية، مشيرا إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، لافتا إلى وجود جثث تحت الأنقاض.

وانضم هذا العدد إلى 47 شخصا، على الأقل، قتلوا أول من أمس في قصف لقوات النظام، غالبيته بالبراميل المتفجرة استهدفت أحياء القطانة وبستان القصر وطريق الباب وبني زيد والمغير والليرمون. وأوضح المرصد السوري، أن 17 مقاتلا من الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية بينهم قيادي في كتيبة إسلامية، قتلوا خلال قصف واشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في مدينة حلب ومحيطها، بينما بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا بالقصف 30 مواطنا قضوا في حي بستان القصر وطريق الباب، وحي بني زيد وبلدة مارع، وحي المغير، ومنطقة الأشرفية. وفي المقابل، استهدفت قوات المعارضة أحياء خاضعة لسيطرة النظام في حي الإسماعيلية ومحيط الدوار الأول بحي الأشرفية وحي جمعية الزهراء. وترافق هذا القصف العنيف مع اشتباكات، قال ناشطون إنها اندلعت في منطقة معبر كراج الحجز في حي بستان القصر، أيضا كما وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعومة بكتائب البعث من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى، في محيط قلعة حلب في حلب القديمة.

في غضون ذلك، كثفت القوات الحكومية من وتيرة القصف لريفي إدلب وحماه، بالتزامن مع تقدم المعارضة في نقاط عسكرية تشغلها القوات الحكومية. وأعلن ناشطون، أن الطيران المروحي النظامي استهدف قرية اللطامنة بريف حماه الشمالي ببرميلين متفجرين، مما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف المدنيين.

من جانب آخر، أفاد الطبيب حسن الأعرج، مدير المستشفى الميداني في بلدة كفرزيتا بريف حماه الشمالي، بأن الطيران الحربي التابع للجيش النظامي استهدف المستشفى بصاروخ فراغي، مما تسبب بتهدم جزئي في بنائه من الجهة الغربية، إضافة إلى تدمير سيارات الإسعاف التابعة للمستشفى.

وفي قرية مورك بريف حماه الشمالي، تواصلت الاشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات الجيش النظامي، وذلك في محاولة من قوات النظام لاقتحام القرية، التي تجدد استهدافها بالبراميل المتفجرة، ما خلف دمارا في الأبنية.

من جهته، أفاد المرصد بتنفيذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة طيبة الإمام، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماه الشمالي.

وفي مواكبة لعرقلة عمل بعثة «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» والأمم المتحدة لتقصي الحقائق حول استخدام غاز «الكلور» السام في سوريا، أعلنت حركة «حزم» دعمها الكامل لمهمة البعثة، مؤكدة التزامها بحمايتها في المناطق التي تحميها الحركة لتسهيل مهمتها بما يحقق أهدافها. وجاء هذا الإعلان غداة تعرض ستة من مراقبي البعثة للخطف، قبل إطلاق سراحهم ووصولهم إلى كفرزيتا بريف حماه.

وفي ريف حمص الشمالي، نفذت مقاتلات من طراز ميغ عدة غارات جوية على قرية الحولة بريف حمص الشمالي خلفت الكثير من الجرحى، بالإضافة إلى إحداثها دمارا في الأبنية السكنية.

وأفاد ناشطون في الحولة بأن قوات النظام المتمركزة في مؤسسة المياه جنوب الحولة قصفت منازل المدنيين أيضا، مستخدمة المدفعية الثقيلة والمدافع من طراز 2S1 فوزديكا.

وتأتي هذه التطورات شمالا، بموازاة تصعيد للقوات النظامية في الزبداني بريف دمشق، حيث أفاد ناشطون بتكثيف القصف المدفعي والجوي على المدينة في محاولة لاقتحامها، كما أفاد ناشطون بتصعيد القوات الحكومية من وتيرة قصفها لبلدة المليحة بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وفي درعا، جنوب البلاد، أفاد ناشطون بتعرض أحياء في درعا البلد لقصف بالبراميل المتفجرة، حيث استهدفت أبنية سكنية يقطنها نازحون من مناطق مجاورة. وأشار هؤلاء إلى أن وحدات من الجيش النظامي تقدمت باتجاه السهول الشرقية في محيط مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين من جهة فرع المخابرات الجوية، واعتقلت عائلة كاملة بينهم أطفال. وتشهد المنطقة التي يرابط فيها مقاتلون من المعارضة اشتباكات مستمرة بين الجيش النظامي وكتائب المعارضة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 12 شخصا وإصابة 20 آخرين في انفجار وقع بسوق المازوت بمعرة النعسان، في محافظة إدلب. وقال المرصد إن «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود ما لا يقل عن 20 جريحا، بعضهم في حالات خطرة، بالإضافة لوجود عدد من المفقودين». وكانت تقارير تحدثت عن تصاعد أعمدة دخان ناجمة عن انفجار سيارة.