روسيا تقدم 200 مليون يورو لسوريا والمعارضة تعدها محاولة لتجميل صورتها

عضو في الائتلاف: لو كانت لمساعدة الشعب السوري لقدمت عبر الأمم المتحدة

TT

قدمت الحكومة الروسية أمس مبلغ 240 مليون يورو منحة مالية لحل القضايا الاجتماعية في سوريا خلال العام الحالي، حسبما ذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أمس. ورأت المعارضة السورية في هذه الخطوة تجميلا لصورة روسيا التي لا تزال تدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

وبينما نقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في الحكومة الروسية قوله إن «المنحة جاءت استجابة لطلب تقدمت به الحكومة السورية»، شكك عضو الائتلاف الوطني المعارض هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» بأن تصل هذه الأموال للشعب السوري، موضحا أنه «لو كانت الحكومة الروسية تريد مساعدة الشعب السوري المنكوب بسبب الحرب التي يشنها نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد عليه لكانت قدمتها عبر الأمم المتحدة التي تجمع عادة مبالغ مالية وتبرعات ضمن اجتماعات خاصة لمساعدة المتضررين السوريين».

ووضع مروة الخطوة الروسية في سياق «محاولة روسيا تجميل صورتها أمام الشعب السوري وتقديم نفسها في موقع الذي يساعده ويقدم له الأموال»، مضيفا: «مهما فعل الروس فإنهم سيظلون في نظر الشعب السوري حلفاء نظام مجرم لا سيما أنهم رفضوا إحالة ملف الجرائم التي ارتكبتها قوات الأسد على محكمة الجنايات الدولية عبر الفيتو الروسي المتكرر في الأمم المتحدة». كما لفت إلى «تعذر تعاون روسيا مع المجتمع الدولي للضغط على النظام للانصياع إلى تنفيذ مقررات (جنيف 1) وتسيلم السلطة إلى حكومة انتقالية»، مؤكدا أن «روسيا تقدم أيضا السلاح للنظام في سوريا». ورجح مروة أن «تستخدم الأموال الروسية المقدمة إلى النظام في الحرب ضد الشعب السوري عبر صرفها على المسائل اللوجيستية العسكرية».

وتأتي المنحة الروسية بعد تقارير إعلامية أشارت إلى أن «موسكو تعتزم تسليم النظام في سوريا 36 طائرة عسكرية من طراز (ياك - 130) وفق جدول زمني يبدأ من العام الجاري».

ونقلت التقارير عن مصدر من شركة تصدير الأسلحة الروسية «روس أوبورون أكسبورت»، أنه من المتوقع أن يتسلم النظام السوري قبل نهاية العام الجاري أولى دفعات طائرات روسية من طراز «ياك - 130»، من أصل 36 طائرة تعاقد نظام الأسد على شرائها النظام في عام 2011، وأضاف المصدر أن «روسيا ستسلم النظام تسع طائرات قبل نهاية العام الجاري، على أن تسلمه 12 طائرة في عام 2015، و15 طائرة في عام 2016». كما لفت المصدر الروسي أن «طائرة (ياك - 130) صممت لتدريب الطيارين وتعليمهم قيادة الطائرات المقاتلة الحديثة، كما يمكن استخدامها كطائرة مقاتلة أيضا».

وكان النظام السوري قد تعاقد على شراء 36 طائرة، من طراز «ياك - 130» في نهاية عام 2011، أي بعد اندلاع الحراك الشعبي ضده بثمانية أشهر، وفي يونيو (حزيران) 2013 سدد النظام مستحقات هذه الطائرات بمبلغ يصل إلى 100 مليون دولار.