الشرطة الفرنسية تفكك مخيمات عشوائية للمهاجرين في كاليه

السلطات بررت الخطوة بالحفاظ على السلامة الصحية للاجئين

مهاجرون حاولوا منع قوات الشرطة من تفكيك مخيماتهم في كاليه بشمال فرنسا أمس (أ.ب)
TT

باشرت الشرطة الفرنسية أمس تفكيك ثلاثة مخيمات عشوائية للمهاجرين تضم 650 شخصا في منطقة كاليه بشمال البلاد، وذلك بعد أيام من فوز حزب «الجبهة الوطنية» المناهض للمهاجرين على الحزب «الاشتراكي الحاكم» في الانتخابات الأوروبية.

ونددت جماعات حقوقية محلية بإخلاء المخيمات، وهو قرار أعلنه مسؤول بجهاز الحكم المحلي قبل أسبوع؛ أي قبل الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي، استنادا إلى أن المخيمات المؤقتة تمثل خطرا على الصحة والسلامة العامة وتهدد بانتشار الجرب.

وتستقطب منطقة كاليه منذ سنوات أعدادا كبيرة من المهاجرين الذين يفرون من الفقر أو الصراع في دول مثل أفغانستان والعراق، ويأملون في عبور القنال (ألمانش) المؤدي إلى إنجلترا بحرا أو باستخدام قطار يمر في نفق تحت البحر.

وقال جلال، وهو عراقي في العشرينات من عمره، تابع المشهد بينما دخلت الشرطة: «هذا أمر محزن ولا يغير شيئا. سأنقل خيمتي إلى مكان آخر، لكنني سأبقى هنا في كاليه. لم آت إلى هنا لأستسلم الآن». وغادر عدد كبير من المهاجرين من تلقاء أنفسهم المخيمات التي أقيمت عشوائيا قبل وصول قوات الأمن قبيل الساعة الثامنة صباحا. ووسط صيحات الاستهجان التي أطلقها ناشطون من بعض الجمعيات، بدأت عناصر الشرطة بمساعدة مترجم في بعض الأحيان، بتفتيش الخيام الواحدة تلو الأخرى وإجلاء الأشخاص المتبقين، خصوصا في أكبر هذه المخيمات المعروف بـ«مخيم السوريين» الذي يضم نحو 400 شخص من مختلف الجنسيات. كما حاولت قوات الأمن طرد عشرات المهاجرين الذين لجأوا منذ يومين إلى مركز توزيع وجبات الطعام، الذي أقام ناشطون أمامه حواجز.

وذكرت السلطات المحلية أنها ترغب في إبعاد المهاجرين عن المخيمات لمنحهم فرصة للاستحمام، والتقاء مسؤولي الهجرة لمناقشة طلبات اللجوء الخاصة بهم. وقال قائد شرطة با دو كاليه دوني روبان لصحافيين: «لن تجري اعتقالات إلا في حال حدوث عصيان من قبل الناشطين». واقترح إيواء المهاجرين من دون تحديد أي عدد ولكن ليس في كاليه، كما وعد «بتحمل مسؤولية اللاجئين الأضعف وإيوائهم».

وتهدف عملية الإخلاء هذه إلى القضاء على انتشار الجرب بين المهاجرين منذ أسابيع، وبدأت معالجة الجرب مساء أول من أمس خلال توزيع وجبات من قبل جمعية «سلام»، كما أكدت سيسيل بوسي من منظمة «أطباء بلا حدود» عدم القيام بتطهير الملابس، وأضافت أنه «لم يعرض عليهم الاستحمام كما كان يجب أن يحدث عند إجلائهم». ووصفت عملية الإخلاء بأنها «غير مهنية».

ودعت قوات الأمن المهاجرين إلى الصعود للحافلات لاستكمال علاج الجرب والاجتماع بموظفين من أجهزة الهجرة، لكن الجمعيات منعتهم. وتضم كاليه حاليا بين 800 و850 لاجئا، وحتى صباح أمس، كان عددهم بين 600 و650 في منطقة المرفأ؛ حيث تضاعف عددهم خلال أسابيع.