رئيس الوزراء العراقي يفتي بـ«الجهاد» ضد «داعش» ويدعو أهل الأنبار إلى مؤتمر وطني

عضو «مجلس أبناء المحافظة» : الحكومة لا تملك الإرادة الكاملة وتتخبط في قراراتها

TT

تعهد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، بالقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قبل حلول شهر رمضان المقبل، فيما دعا أهالي محافظة الأنبار إلى «الجهاد» ضد تنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وقال المالكي، خلال كلمته الأسبوعية أمس، إنه «من أجل عودة أهالي الأنبار ليستقبلوا شهر الطاعة بالصيام وبأمن واستقرار، وأن تنتهي هذه الحالة الاستثنائية التي مروا بها، لا بد لنا أن نعمل شيئا لحقن الدماء ولعودة إخواننا إلى بيوتهم وبناء على ما تقوم به القوات الأمنية ومعها أبناء الأنبار الأحرار من أبناء العشائر والمواطنين جميعا التي بدأت تحاصر الإرهابيين و(داعش) في أكثر من منطقة وتستنزفهم»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «المدة لن تطول لاستئصالهم والقضاء عليهم سريعا». وأضاف رئيس الوزراء العراقي، المنتهية ولايته، أنه «من أجل أن نحقق الغاية الكبرى في تخفيف المعاناة، وعودة العوائل النازحة، وتوفير الخدمات المطلوبة والتعويضات اللازمة للمنازل المتضررة والمصالح التي سببها الإرهاب والإرهابيون -، لا بد من عمل يتلاءم مع المناسبة المقبلة ومع النتائج التي تتحقق على الأرض». وطالب من تبقى من الذين اتضحت لهم الحقيقة ولم يحملوا السلاح بـ«الوقوف مع الأجهزة الأمنية ومع إخوانهم من أبناء الأنبار ومع الحكومة المحلية ومع الحكومة المركزية من أجل تشكيل نسق متكامل من أبناء المحافظة مدعوم من الحكومة المركزية والأجهزة الأمنية، للإسراع بتطهير الأنبار»، داعيا الجميع إلى «التوحد والعودة إلى صف الجهاد والكفاح والنضال ضد (داعش) وتفرعاتها والمتآمرين الذين تلاعبوا بمقدرات أبناء الأنبار ومحافظات أخرى، وأن يتكاملوا بعضهم مع بعض، وأن يعودوا صفا واحدا قويا متماسكا لطرد (القاعدة) والإرهابيين والقضاء عليهم لتعود الحياة طبيعية».

كما دعا المالكي «جميع من يجد بنفسه الرغبة والوعي والقدرة إلى أن يكونوا مع الذين حملوا السلاح أو الذين اتخذوا موقفا، من العلماء الذين أفتوا بضرورة القضاء على (القاعدة)، من العشائر الذين حملوا السلاح، من المواطنين الذين تطوعوا أو التحقوا بالشرطة والجيش من أجل محافظتهم وأهلهم - سأدعوهم جميعا بأسرع وقت من أجل عقد مؤتمر موسع يعلن من خلاله وحدة وطنية في الأنبار من أجل القضاء على (القاعدة)، متناسين الخلافات». ووضع المالكي شرطا واحدا للمؤتمر المزمع عقده وهو أن «لا يجري طرح الخلافات في المؤتمر، وتبقى الخلافات موجودة محترمة ونعمل من أجل حلها». وأكد أن «الضرورة القصوى هي القضاء على (داعش) و(القاعدة)، وضرورة عودة العوائل النازحة، وعودة التعويضات والأعمار والبناء من أجل أن نستقبل شهر رمضان بما يستحقه من استقبال، ومن أجل رفع معاناة أهلنا وعوائلنا في هذه المدينة التي ابتليت بالإرهابيين في أكثر من جولة».

وأعاد المالكي إلى الأذهان ما سماه هزيمة «القاعدة» على يد أهالي الأنبار «في عامي 2006 و2007، واليوم أيضا تهزمهم في 2013 و2014، ونحن جميعا في خندق واحد لمقاتلة الإرهاب في أي محافظة أو مدينة من مدن العراق».

وفي الأنبار حيث لم يصدر بعد موقف رسمي من الحكومة المحلية بشأن دعوة رئيس الوزراء إلى مؤتمر الوحدة الوطنية، إلا أن هناك تناقضا في رؤية عدد من القيادات السياسية والعشائرية في المحافظة. فـ«مجلس أبناء الأنبار» الذي وقف منذ البداية مع الحكومة لمقاتلة «داعش» و«القاعدة» عبر عن استغرابه من هذه الدعوة المفاجئة. وقال عضو «مجلس أبناء الأنبار» فارس إبراهيم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «فوجئنا بدعوة رئيس الوزراء لمثل هذا المؤتمر، الذي نرى - نحن ممن قاتل الإرهاب ومن كان يقف في ساحات الاعتصام داعيا إلى الجهاد ضد الحكومة والجيش - أن هذا المؤتمر يراد منه إعطاء دور وفرصة لهؤلاء الذين قضوا أعمارهم ينتهزون الفرص لكي يقفزوا على استحقاقات ممن ضحوا وقاتلوا ودفعوا ثمنا غاليا». وأضاف إبراهيم أن «ما تريده الأنبار وأهلها هو تحريرها من (داعش) وتوابع (داعش) ممن إذا وجدوا أنفسهم محاصرين جاءوا إلى الحكومة وعرضوا خدماتهم، وهو ما يؤدي باستمرار إلى جعل الموقف يزداد تعقيدا، من أمثال: أحمد أبو ريشة، ومحمد خميس أبو ريشة الذي سبق للحكومة أن أعطت مكافأة قدرها 50 مليون دينار لمن يلقي القبض عليه».

وأوضح إبراهيم أن «الحكومة لا تملك الإرادة الكاملة، وتتخبط في قراراتها إلى الحد الذي بدأت فيه العشائر تتراجع في تأييدها، لأنها قربت من كان يقود المظاهرات ويدعو إلى القتال ضدها ويحرض على الفتنة الطائفية علنا»، عادا «هذا المؤتمر يمكن أن يكون محاولة لجبر خواطر بعض الجهات لإعطائها فرصة على حساب أهالي الأنبار الحقيقيين». في سياق مقابل، أكد الشيخ غسان العيثاوي، أحد شيوخ ورجال الدين بالأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الدعوة مرحب بها، لأننا - وبصرف النظر عن رأي هذا أو ذاك وكيف كان هذا في الماضي وأين أصبح اليوم - نريد أن نحقن الدماء، وحتى يتحقق ذلك فلا بد أن يكون بتقديم تنازلات من قبل الكل والتفاهم على كلمة سواء». وأضاف العيثاوي أن «أهالي الأنبار مع الوحدة الوطنية ووحدة الصف التي تقود في النهاية إلى وحدة العراق» مشيرا إلى أن «الظروف الآن مناسبة لذلك، لأن الناس أدركت حقيقة (داعش) والجهات التي خدعت بها، ومن ثم فإن هذه الدعوة تحتاج إلى جهد حقيقي لأن الحل في النهاية هو بيد أهالي الأنبار وليس من سواهم».