جنوب السودان ينفي وجود أي صفقة أسلحة مع موسكو ويؤكد متانة علاقاته مع واشنطن

نائب وزير الخارجية: لم نطلب من روسيا استخدام حق النقض في حال التصويت على عقوبات

TT

رفضت حكومة جنوب السودان تسمية الزيارة التي يقوم بها وزير خارجيتها إلى موسكو بأنها لعقد صفقة أسلحة أو أنها على حساب علاقاتها مع واشنطن، وأكدت أنها متوازنة في علاقاتها الإقليمية والدولية وتتحرك وفق المصالح المشتركة.

ونفت جوبا بشدة أن تكون قد طلبت من الحكومة الروسية استخدام حق النقض في مجلس الأمن الدولي في حال الاتجاه لفرض عقوبات ضد جوبا، في وقت أعلنت الأمم المتحدة فرار أكثر من 70 ألف شخص منذ توقيع الهدنة بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه السابق قائد التمرد رياك مشار في التاسع من مايو (أيار) الحالي، وأوضحت أن عدد النازحين داخليا يزيد على مليون نازح.

وقال نائب وزير خارجية جنوب السودان، بيتر بشير بندي، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما يتردد حول وجود صفقة بيع أسلحة روسية إلى بلاده خلال الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية، الدكتور برنابا مريال بنجامين، إلى موسكو هذه الأيام، «غير صحيحة إطلاقا»، وأضاف: «ليس هناك أي صفقة أسلحة، والزيارة كان مخططا لها منذ فترة طويلة، لكن الأحداث الأخيرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي كانت وراء تأخيرها»، مشيرا إلى أن موسكو لديها مواقف واضحة وقوية فيما يحدث في جنوب السودان. وأوضح أن الحرب الدائرة هي صراع داخلي لا يحتاج إلى تسليح من أي جهة. وأضاف: «نحن نعمل من أجل السلام، والبحث عن سلاح يعني الاتجاه نحو حرب أخرى، وهذا لا نعمل له». وقال: «هذه الزيارة لتسجيل صوت شكر إلى حكومة وشعب روسيا لمواقفها مع شعب جنوب السودان».

ونفى بشدة أن تكون جوبا قد طلبت من موسكو استخدام حق النقض في حال إحالة ملف بلاده إلى مجلس الأمن الدولي في أي تطور لاحق، وقال: «علاقتنا مع واشنطن أيضا قوية فهي الداعم الرئيس لبلادنا، وليس لدينا أي توتر معها، ونحن لم نصل إلى مرحلة التوتر حتى الآن»، وتابع: «نحن نتمنى من المجتمع الدولي والإقليمي والأمم المتحدة مساعدتنا في تحقيق السلام والاستقرار وليس فرض عقوبات، لأن شعب جنوب السودان يريد السلام».

ونفى بندي وجود رفض أميركي لزيارة مسؤولين كبار من حكومته إلى واشنطن. وقال إن «العلاقة بين البلدين قوية، وليست هناك أفضلية بين دولة وأخرى وإنما قائمة على التوازن والمصالح المشتركة بين الشعوب». وأضاف أن حكومته تقوم بتحرك واسع على المستوى الإقليمي والدولي لشرح ما يحدث في البلاد وحث تلك الدول على المساعدة في تحقيق السلام والأمن. وقال: «خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى جوبا قبل شهر، أوضحت متانة العلاقة بين البلدين، والمصالح المشتركة التي تمتد لأكثر من عشرين سنة قبل تحقيق الاستقلال، أي خلال فترة حرب التحرير».

في غضون ذلك، وجه الرئيس سلفا كير دعوة رسمية إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة جوبا، في إطار تطوير العلاقات بين البلدين. وسلم وزير الخارجية برنابا مريال بنجامين رسالة كير إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال الزيارة التي يقوم بها بنجامين إلى موسكو.

من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أدريان إدواردز، أن أكثر من 70 ألف شخص في دولة جنوب السودان فروا من القتال بين قوات الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه (المتمرد) رياك مشار، منذ توقيع الهدنة بين الطرفين في أديس أبابا في التاسع من مايو الحالي.

وقال إدواردز، في مؤتمر صحافي أمس، إن عدد النازحين داخليا في جنوب السودان قد شهد ارتفاعا خلال الأسابيع الماضية، وإن أعدادهم ربما تزيد على المليون نازح. وقال إن عدد اللاجئين من دولة جنوب السودان الذين فروا إلى الدول المجاورة، إثيوبيا وكينيا والسودان وأوغندا، ارتفع بأكثر من 20 ألف لاجئ ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 370 ألفا، معربا عن قلقه من أن استمرار الصراع، المتواصل منذ قرابة الستة أشهر، قد يؤدي إلى وضع خطير للأمن الغذائي، حيث إن هناك أكثر من أربعة ملايين شخص في هذه الدولة مهدد بخطر المجاعة، وهم يمثلون نصف سكان جنوب السودان.