الجيش يفشل هجوم «حوثيين» بعمران

خطة أمنية احترازية بصنعاء تحسبا لهجوم إرهابي

TT

أفشل الجيش اليمني أمس هجوما عنيفا لجماعة الحوثيين الشيعية في مدينة عمران، شمال البلاد، أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، والجيش، في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية عن خطة أمنية لحماية العاصمة صنعاء من أي أعمال إرهابية محتملة.

وقالت مصادر محلية وعسكرية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على مدينة عمران منذ فبراير (شباط) الماضي نفذوا هجمات متزامنة على مواقع للواء 310 الذي يقوده العميد حميد القشيبي، في الجميمة والجنات، والمرحة، جنوبا، كما هاجموا نقاطا أمنية في منطقة السلاطة، وسحب». وأشارت المصادر إلى توسع المواجهات إلى مناطق جديدة في مديرية عيال سريح (جنوب شرقي عمران)، في مناطق الحائط، وقهال، وروي، وبني الزبير.

وقصف الجيش المتمركز في «جبل ضين» بقرية «بني ميمون»، وهو جبل استراتيجي يطل على عمران وأجزاء من صنعاء، تجمعات للحوثيين في قرى عمد، وبني الزبير، وسحب، وفجر عددا من مخازن الأسلحة لديهم.

وكانت مدينة عمران التي تبعد عن العاصمة صنعاء نحو 40 كيلومترا، شهدت هدوء نسبيا بعد تحذير الرئيس عبد ربه منصور هادي للحوثيين، الأربعاء الماضي، وإعلانه عن إجراءات سيتخذها لمعالجة الأوضاع فيها.

وفي سياق آخر، قالت وزارة الداخلية إنها وضعت خطة أمنية لحماية العاصمة صنعاء من أي أعمال إرهابية محتملة، وذكرت الوزارة في بيان صحافي أن هذه الخطة «تخضع لتقييم شبه يومي ولمراجعة دائمة ومستمرة لمنع حدوث أي خرق أمني»، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية تراقب «على مدار الساعة العناصر المشبوهة لإحباط الجرائم الإرهابية قبل وقوعها، وأن هناك الآلاف من رجال الأمن يسهرون على أمن العاصمة صنعاء واستقرارها في إطار خطة أمنية وضعت لهذا الغرض».

إلى ذلك نفت وزارة الدفاع اليمنية وصول طائرة أميركية إلى قاعدة العند العسكرية، في محافظة لحج جنوب البلاد، وأوضحت الوزارة في بيان نشره موقعها الإلكتروني أن ما نشر «مزاعم ومجرد أقاويل وادعاءات كاذبة ولا تمت إلى الحقيقة». ونشرت مواقع إعلامية محلية أنباء عن وصول «طائرة عسكرية أميركية إلى العند، ونقلت الجنود الأميركيين، هناك بعد تمرد عسكري لجنود اللواء 201». وعدت وزارة الدفاع ما نشر «حملة شعواء تستهدف القوات المسلحة».

وفي مأرب (شرق اليمن) تمكنت الفرق الفنية بوزارة النفط من إصلاح أنبوب النفط في نقطة كيلو 39 بمنطقة الدماشقة في مديرية الوادي، بعد تفجيره من قبل مسلحين قبليين، منتصف الشهر الجاري. وخسر اليمن بسبب الاعتداءات المتكررة على أنبوب النفط قرابة 400 مليون دولار خلال الربع الأول من العام الجاري، بحسب وزارة الداخلية.

وفي جانب يمني آخر، أعلن برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، أمس، أن نحو نصف الشعب اليمني يعاني الجوع، مشيرا إلى أنه سيزيد المعونات الغذائية للبلد الفقير. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أشار البرنامج إلى أن أكثر من عشرة ملايين من سكان اليمن البالغ عددهم نحو 25 مليونا، يعانون إما نقصا شديدا في الأمن الغذائي (أي أنهم يحتاجون إلى مساعدات غذائية لأنهم لا يستطيعون تأمين كميات كافية من الطعام لأنفسهم) أو أنهم يقتربون من الاحتياج إلى تلك المساعدات.

وصرحت المتحدثة باسم البرنامج إليزابيث بايرز قائلة: «إن اليمن يعاني واحدا من أعلى مستويات سوء التغذية في العالم بين الأطفال، حيث يعاني نحو نصف عدد الأطفال ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات (أي نحو المليونين) نقص النمو.. ومليون طفل من هؤلاء الأطفال يعانون سوء تغذية شديدا».

ويعاني اليمن من انتشار الفقر وعدم الاستقرار السياسي ونزوح أعداد كبيرة من اليمنيين وتدفق اللاجئين من دول أخرى، إضافة إلى النزاعات المدنية وانعدام الأمن.

وفي الوقت ذاته، تعاني البلاد من ارتفاع أسعار الأغذية عالميا نظرا لأنها تستورد ما يصل إلى 90 في المائة من احتياجاتها من الأغذية الأساسية مثل القمح والسكر، بحسب المتحدثة.

وأكدت المتحدثة بايرز أن البرنامج وفي مسعى للسيطرة على الوضع، زاد من مساعداته الغذائية لليمن، حيث قدم الشهر الماضي المساعدات لنحو 839 ألف يمني.

وابتداء من يوليو (تموز) يعتزم البرنامج إطلاق «عملية إنقاذ» خاصة تستمر عامين بهدف معالجة مشكلة الجوع الطويلة الأمد والمساعدة على ضمان الاستقرار الغذائي لنحو ستة ملايين شخص.

وفي إطار العملية سيقوم البرنامج الدولي بتوفير سبل منع سوء التغذية والعلاج منه، ومنح 200 ألف تلميذة حصصا غذائية يأخذنها إلى منازلهن، وسيساعد على خلق وظائف في المناطق الريفية وتحسين الزراعة والإمدادات المائية، بحسب المتحدثة. وأكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة أن زيادة المساعدات ستكون مكلفة حيث يقدر البرنامج أن تصل تكلفة العملية التي تستمر عامين نحو 491 مليون دولار (360 مليون يورو).

وحتى الآن لا يزال البرنامج يحتاج إلى 117.5 مليون دولار إضافية لتغطية عملياته حتى نهاية هذا العام، بحسب المتحدثة.