أبو هريرة انتحاري إدلب.. أميركي ترعرع في فلوريدا

قاتل في صفوف «جبهة النصرة» في سوريا.. ومخاوف من تكرار نفس السيناريو في الغرب

TT

ذكرت مصادر أميركية أن مواطنا أميركيا يعمل في سوريا مع «جبهة النصرة» يعتقد أنه تورط في هجوم انتحاري وقع شمال سوريا في أول حالة من نوعها. وأكد مسؤولان بالحكومة الأميركية أنّ المقاتل المتشدد الذي نفذ العملية الانتحارية ضد حاجز للجيش السوري، هو مواطن أميركي بالفعل.

وقدمت «كتيبة صقور الشام»، في شريط فيديو بثّ على موقع «يوتيوب»، الانتحاري الذي فجّر شاحنة محمّلة بـ17 طنا من المتفجرات في حاجز للجيش السوري بإدلب، بكنيته «أبو هريرة الأميركي». وقال أبو فاروق الشامي، الناطق باسم كتيبة «صقور الشام» للشبكة، إنّ العملية جرت بالتنسيق بين كتيبته وتنظيم «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأوضح المسؤولان الأميركيان بأنّ الانتحاري ترعرع في فلوريدا، إلا أنّهما رفضا الكشف عن هويته الحقيقية، بدعوى أنّ التحقيقات لا تزال جارية مع أفراد عائلته. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مواقع جهادية أن الرجل الذي يلقب بـ«أبي هريرة الأميركي»، قاد إحدى الشاحنات التي تحمل نحو 17 طنا من المتفجرات خلال هجوم شمل ثلاث شاحنات تحمل متفجرات في إدلب وكان مسؤولون أميركيون اعترفوا بأن 70 أميركيا توجهوا إلى سوريا للمشاركة في عمليات القتال الجارية هناك.

وقال مسؤولون أميركيون إن وزارة العدل اختارت، في الثالث والعشرين من مايو (أيار) أيار، مدعيا مخضرما لإجراء تحقيق بشأن تدفق مقاتلين أجانب بينهم أميركيون ينضمون لمقاتلي المعارضة في سوريا، وذلك في علامة على الانزعاج المتزايد من خطر المقاتلين المتشددين العائدين إلى أوطانهم. وأبدت وكالات تنفيذ القانون ووكالات الأمن الأميركية قلقا متزايدا على مدى شهور من التدفق المتواصل لمتشددين غربيين بينهم أميركيون يتجهون إلى سوريا. وينضم معظم الأجانب إلى الفصائل الأكثر تطرفا التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ومنها جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام.

ويقول مسؤولون أميركيون ومن الحلفاء إن تخوفهم الرئيسي هو أن يبدأ المقاتلون المخضرمون، الذين زادتهم تجربتهم في سوريا تشددا، في شن هجمات إرهابية بعد عودتهم إلى بلدانهم. وتقول السلطات في أوروبا الغربية إنهم اكتشفوا مؤامرات لمقاتلين عائدين من سوريا.

وعينت وزارة الخارجية، أواخر مارس (آذار) آذار، الدبلوماسي المخضرم روبرت برادتك للتعامل مع الخطر، وقالت متحدثة باسم الوزارة إن برادتك سيكون هو الدبلوماسي الأميركي الرئيسي في «التواصل مع شركاء أجانب لمنع أو اعتراض سفر المتطرفين الأجانب إلى سوريا».

وكان مسؤولو المخابرات الأميركية يقدرون حتى وقت قريب أن نحو سبعة آلاف مقاتل أجنبي انضموا منذ عام 2012 إلى نحو 23 ألفا من مقاتلي المعارضة، وأن أغلبهم انضموا للجماعات الأكثر تشددا المناهضة للأسد.

لكن جين ساكي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، قالت في وقت سابق إن العدد المقدر الآن يصل إلى تسعة آلاف مقاتل أجنبي سافروا إلى سوريا منذ بدء الحرب.

وقتل أكثر من 150 ألف شخص في الصراع السوري. وفر نحو 2.5 مليون شخص خارج البلاد ونزح تسعة ملايين آخرون داخل البلاد وهم بحاجة للمساعدة بمن فيهم 3.5 مليون شخص ليس لديهم القدرة على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية.

وتسيطر قوات المعارضة على جميع المعابر الحدودية الشمالية مع تركيا، في حين تتوزع السيطرة على المعابر الحدودية الشرقية مع العراق والجنوبية مع الأردن، في حين يسيطر النظام بشكل كامل على المعابر النظامية مع لبنان.

ويقول مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن مئات آخرين من بريطانيا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا وبلدان أخرى يمنح مواطنوها دخولا سهلا إلى الولايات المتحدة حاربوا أيضا في سوريا.

ووجهت السلطات الأميركية اتهامات بالفعل إلى عدد من الأفراد للاشتباه في مشاركتهم في الحرب السورية وغالبا في اتهامات بتقديم الدعم المادي للجماعات المتشددة. وقتل مواطن أميركي واحد على الأقل في سوريا العام 2013 هو نيكول مانسفيلد من ولاية ميتشيغان، ويقال: إنه قتل بينما كان يقاتل في صفوف القوات المعادية للأسد.