المرصد السوري: يستبق «مهزلة» الانتخابات بتوثيق مقتل ألفي مدني بحلب خلال العام الجاري

الرئاسة السورية تشكر المشاركين بالانتخابات في الخارج

TT

شكرت رئاسة الجمهورية السورية السوريين الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية في الخارج على «مشاركتهم الواسعة» وقالت الرئاسة في منشور لها على موقع (فيسبوك) بأن «إقبال المواطنين الكثيف في الخارج على مراكز الاقتراع.. دليل على الوعي الوطني الكبير الذي تميز به السوريون عبر تاريخهم.. وتطلعهم لبناء سوريا المستقبل من خلال ممارستهم لحقهم الدستوري بالاقتراع في السفارات السورية في الخارج أو المشاركة بدعم هذا الاستحقاق بالمسيرات والوقفات الوطنية وغيرها من الطرق في الدول التي لا توجد فيها سفارات أو تلك التي لم تسمح بإجراء الانتخابات على أراضيها». وكان السوريون المقيمون في الخارج أدلوا بأصواتهم الأربعاء في 43 سفارة في الدول التي سمحت بإجراء الانتخابات، فيما منعت دول أوروبية وعربية داعمة للثورة السورية تنظيم الانتخابات التي تصفها بـ«المهزلة»، على أرضها. فيما دعت قوى المعارضة السورية إلى مقاطعة الانتخابات. وستقتصر الانتخابات المقررة الثلاثاء المقبل على المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام. وجاء شكر رئاسة الجمهورية للمشاركين بالانتخابات في الخارج ذلك قبل ثلاثة أيام من موعدها في الداخل، في ظل تواصل العمليات العسكرية لقوات النظام في مناطق كثيرة من البلاد وفي الوقت الذي كشف فيه تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو ألفي مدني سوري قتلوا بينهم أكثر من 500 طفل منذ بداية العام الجاري في غارات لقوات النظام غالبيتها بالبراميل المتفجرة على حلب. وأوضح المرصد أن عدد القتلى المدنيين الذين تمكن من تسجيلهم بلغ «بلغ 1963 شهيدا» سقطوا جراء القصف بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي، على مناطق في مدينة حلب وريفها منذ مطلع العام الجاري وحتى 29 مايو (أيار). بينهم «567 طفلا دون سن الثامنة عشرة، و283 امرأة، و1113 رجلا فوق سن الثامنة عشرة». ولا يشمل هذا الإحصاء القتلى في صفوف المقاتلين ضد النظام الذين غالبا ما تستهدفهم الغارات الجوية.

والبراميل المتفجرة عبارة عن حاويات تملأ بمتفجرات وبقطع حديدية، وتقوم بإلقائها طائرات مروحية من دون نظام توجيه يتيح تحديد أهدافها بدقة.

وقال المرصد بأنه ينشر هذه الحصيلة في هذا التوقيت قبل ثلاثة أيام من «مهزلة» الانتخابات الرئاسية «كنموذج عن جرائم الحرب التي ترتكب في سوريا، وإنجازات الرئيس بشار الأسد» المتوقع بقاؤه على كرسي الرئاسة إلى أجل غير مسمى. وجدد المرصد الدعوة إلى إحالة «ملفات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا إلى محاكم دولية مختصة».

ميدانيا، قتل مدنيان وأصيب تسعة آخرون بجروح، أمس الجمعة، إثر سقوط بقذيفة هاون على مخيم «خان دنون» بريف دمشق جنوب البلاد. ونقلت (سانا)، عن مصدر في قيادة شرطة دمشق، أن قذيفة هاون سقطت على مخيم خان دنون في منطقة الكسوة بريف دمشق، ما أدى إلى مقتل مواطن وطفل يبلغ من العمر 4 سنوات، وإصابة 9 آخرين بجروح، إضافة إلى وقوع أضرار مادية في الممتلكات المحيطة بمكان سقوط قذيفة الهاون. من جانب آخر قتل مدني وأصيب خمسة آخرون جراء قصف طائرات قوات النظام الذي استهدف بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي. بحسب ناشطين أفادوا بوقوع عدد من الإصابات في قصف مماثل على مدينة أعزاز وبلدة عندان. كما ألقت طائرات النظام برميلا متفجرا على مدينة حريتان، في المقابل قتل خمسة عشر جنديا من قوات النظام، خلال اشتباكات سيطر فيها الجيش الحر على حاجز «اللحايا»، جنوب مدينة مورك بريف حماه. وأفاد شبكة «سمارت» المعارضة أن الجيش الحر تمكّن في المواجهات من أسر عنصرين، وتدمير دبابتين، إضافة للاستيلاء على أسلحة وذخائر، فيما جرح ستة من مقاتلي الجيش الحر. الذي استهدف بمدفع «جهنم»، تجمعا لقوات النظام عند أطراف مدينة اللطامنة، فيما جرح عدد من المدنيين إثر إلقاء طيران قوات النظام براميل متفجرة على المدينة. وفي ريف دمشق استهدفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة، الأحياء الشمالية في مدينة داريا، ما أدى إلى جرح ثمانية مدنيين، بينهم امرأة. كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة وسط المدينة، مخلّفا أضرارا مادية.

في شمال البلاد قام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، بقتل خمسة عشر كرديا بينهم سبعة أطفال، في هجوم على قرية رأس العين (600 كم شمال شرقي دمشق) في محافظة الحسكة. بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. الذي ذكر أيضا أن (داعش) اختطف نحو مائتي مواطن كردي تتراوح أعمارهم بين 17 و70 عاما من بلدة قباسين في ريف مدينة الباب في محافظة حلب. وأشار المرصد إلى أن تنظيم (داعش) غالبا ما ينفذ عمليات «قتل عشوائية» في حق عدد من معتقليه. ويسيطر تنظيم (داعش) على محافظة الرقة في شمال سوريا وعلى بعض المناطق في محافظات الحسكة (شمال شرق) ودير الزور (شرق) وبعض أجزاء من الريف الشمالي الشرقي لحلب (شمال).