كييف تتهم موسكو بشن حملة دعائية لتبرير «عدوانها»

أوباما سيلتقي الرئيس الأوكراني المنتخب في بولندا في إطار جولة أوروبية

امرأة تبكي أثناء حديثها لمسلح موال لروسيا عند نقطة تفتيش في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا أمس (أ.ف.ب)
TT

اتهمت أوكرانيا روسيا أمس بشن حملة دعائية لتبرير عدوانها في الشرق الذي يشهد تمردا انفصاليا مواليا لروسيا ونسف شرعية الرئيس الجديد الموالي للغرب بيترو بوروشينكو.

وفي أعقاب المعارك الدامية في بداية الأسبوع في مطار دونيتسك الدولي، تتزايد الصدامات بين المتمردين والقوات الموالية في المنطقة حيث فقد أثر فريقين من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وتنتقد موسكو عملية «عقابية» تقوم بها كييف وتدعو إلى وقف العمليات العسكرية تمهيدا لإجراء حوار مع الانفصاليين. وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريي دشتشيتسا إن «الكرملين يواصل إصدار بيانات انفعالية واختلاق معلومات بهدف دعم العدوان الروسي». وأضاف في مقالة نشرتها صحيفة «كييف بوست» أن «الحملة الإعلامية الكثيفة التي قام بها الكرملين في الأيام الأخيرة ضد عملية التصدي للإرهاب عبر خطاب مزدوج ومعلومات خاطئة، تؤكد أمرا واحدا: أنها الفرصة الأخيرة لروسيا لمحاولة التأثير على الرأي العام الدولي».

واتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجددا بنظيره الأميركي جون كيري أول من أمس ليطلب منه إقناع كييف بوقف هجومها في الشرق. وكرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأيام الأخيرة دعواته في الاتجاه نفسه، عبر اتصالات هاتفية مع عدد من الزعماء الغربيين، لا سيما نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند أول من أمس. واتهمت موسكو أول من أمس الجيش الأوكراني بانتهاك اتفاقية جنيف 1949 حول حماية المدنيين من خلال استخدام وسائلها العسكرية «عمدا» ضد السكان، وعرضت «مساعدة إنسانية» في الشرق، مشيرة إلى أنها تلقت نداءات لطلب المساعدة. وقال دشتشيتسا، إن «تقديم أسلحة من جهة وأدوية من جهة أخرى أمر أقل ما يقال فيه أنه ينطوي على تناقض».

وإذا كان الحلف الأطلسي قد عد حتى الآن أن روسيا سحبت ثلثي قواتها من الحدود الأوكرانية، فإن كييف تندد بوجود مواطنين روس بين المتمردين، مشيرة إلى أن أسلحتهم، بما فيها الثقيلة، روسية. وأعربت واشنطن من جهة أخرى عن قلقها إزاء وصول مسلحين من جمهورية الشيشان التي تقطنها أكثرية مسلمة من القوقاز الروسي. وأعلن الانفصاليون أنفسهم أن أكثرية القتلى الـ40 في معارك مطار دونيتسك من الجنسية الروسية. وقال وزير الخارجية الأوكراني إن «روسيا تسعى إلى نسف شرعية بيترو بوروشينكو الذي انتخب من الدورة الأولى في 25 مايو (أيار) الماضي».

وسيلتقي بوروشينكو الملياردير الموالي للغرب الرئيس الأميركي باراك أوباما في بولندا في الرابع من يونيو (حزيران) الحالي قبل أن يشارك في احتفالات ذكرى الإنزال في فرنسا في السادس من يونيو، بحضور بوتين، ثم يتسلم مهام منصبه في اليوم التالي.

ويريد أوباما أن يبلغ مباشرة للرئيس المنتخب بوروشينكو التزامه حيال أوكرانيا، كما أوضح نائب مستشار الأمن القومي بن رودوس. وإذا كان بوروشينكو أكد رغبته في إجراء حوار مع موسكو، فإنه وعد أيضا باستخدام أقسى درجات التشدد مع الانفصاليين. وزادت كييف هذا الأسبوع من حدة هجومها في الشرق الذي أسفر عن أكثر من 200 قتيل هم من الجنود والانفصاليين والمدنيين، منذ بدء الحملة في 13 أبريل (نيسان) الماضي.

وأكدت السلطات الأوكرانية أنها كسبت مناطق من الانفصاليين، لكن المعارك ميدانيا كثيرة وتزداد عنفا وعمت الفوضى قسما كبيرا من المنطقة، منها العاصمة دونيتسك. وفقدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الاتصال مع اثنين من فرقها المنتشرة في المنطقة لبسط الأمن. منذ الاثنين أحدهما في منطقة دونيتسك والآخر في منطقة لوغانسك، أي ثمانية مراقبين بالإجمال.

وتجددت الصدامات المتفرقة ليل الجمعة - السبت. وفي دونيتسك، هاجم الانفصاليون مرتين الجنود الأوكرانيين الذين يؤمنون الحماية للمطار، لكنهم لم يفلحوا ولم تقع ضحايا في صفوف الجيش، كما قال متحدث باسم القوات الأوكرانية. وتحدث خفر الحدود عن ثلاثة جرحى في هجوم شنه متمردون على إحدى وحداتهم في منطقة لوغانسك.

وتواجه أوكرانيا من جهة ثانية خطر توقف وصول إمدادات الغاز الروسي ابتداء من الثلاثاء. وخلال مفاوضات أول من أمس في برلين، قامت كييف بخطوة تمثلت بالإعلان عن تسوية جزء من ديونها لروسيا (786 مليون دولار من أصل 3.5 مليار). ومن المقرر إجراء مناقشات جديدة غدا (الاثنين) في بروكسل حول السعر المحدد بمستوى لا مثيل له في أوروبا منذ وصول السلطات الموالية للغرب إلى السلطة، لكن السلطات الأوكرانية ترفضه رفضا قاطعا. ويتخوف الأوروبيون من تأثر إمداداتهم التي يمر ربعها بالأراضي الأوكرانية.