«مقاتلات حفتر» تشن ثلاث غارات في بنغازي وتصيب مواقع مدنية

رئاسة أركان الجيش تطلق عملية لمكافحة الإرهاب «تحت الشرعية»

مدرسون يتفحصون الآثار الناجمة عن القصف الجوي لإحدى المدارس في بنغازي أمس (رويترز)
TT

قال ثوار سابقون إن مقاتلات في سلاح الجو التابع لقوات اللواء المنشق عن الجيش الليبي خليفة حفتر نفذت أمس ثلاث غارات جوية على أهداف لكتائب الثوار في مدينة بنغازي (شرق)، لكن غارتين أخطأتا أهدافهما وأصابتا مواقع مدنية، مما أسفر عن سقوط جريحين، في وقت كشفت فيه مصادر عسكرية أمس عزم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي إطلاق عملية لمكافحة الإرهاب «تحت الشرعية»، بناء على تعليمات من رئيس الحكومة المؤقتة المكلف عبد الله الثني.

وقال أحد قادة الثوار السابقين، طالبا ألا يذكر اسمه، إن «مقاتلات حفتر أطلقت صواريخ سي 5 على قصر ولي عهد ليبيا الراحل أحمد الرضا السنوسي (قصر الضيافة) في منطقة قاريونس في مدينة بنغازي لكنها أخطأت أهدافها»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح أن «صواريخ سي 5 سقطت على مبنى كلية تقنية الهندسة الميكانيكية (معهد ناجي انفوناس للمهن الشاملة سابقا)، ودمرت فصولا دراسية ومعامل حاسوب بشكل جزئي إضافة إلى تدميرها مقرات الورش التدريبية في الكلية بشكل كامل».

وأشار المصدر إلى أن «موظفا إداريا في المعهد وأحد حراسه المدنيين أصيبا بجروح جراء وصول عدد من شظايا الصواريخ إليهما ونقلا على الأثر إلى المستشفى لتلقي العلاج». وأضاف أن «صواريخ أخطأت أهدافها حيث يوجد الثوار في قصر الضيافة وسقطت في أرض طينية بالقرب من السور الخلفي للقصر مقابل منازل للمدنيين تضررت بشكل جزئي.. وتسبب سقوط الصواريخ بإثارة الفزع بين المواطنين».

وأفاد مراسل ومصور وكالة الصحافة الفرنسية بأن «النار اندلعت في مقر الكلية فيما تحطم مقر الورش الصناعية وجزء من فصول الدراسة ومعامل الحاسوب». وأحدثت الصواريخ التي أطلقتها الطائرات حفرة بعمق كبير في أرض طينية في الجهة الخلفية لقصر الضيافة، فيما تحطم عدد من زجاج نوافذ البيوت المقابلة للجهة الخلفية للقصر إضافة إلى تحطم زجاج السيارات.

لكن محمد الحجازي المتحدث باسم قوات حفتر قال عبر تلفزيون محلي إن «الثوار هم من استهدفوا الكلية»، فيما قال شهود عيان إنهم شاهدوا الصواريخ تسقط من طائرة. وكان المتحدث باسم غرفة ثوار ليبيا أحمد الجازوي قال في وقت سابق إن «مقاتلات حفتر قصفت ثلاثة أهداف للثوار والجيش الوطني النظامي بينها مقرات بالقرب من مواقع للمدنيين». وأوضح أن «هذه المقاتلات قصفت مقر كتيبة شهداء السابع عشر من فبراير في منطقة القوارشة الواقع في المدخل الغربي لمدينة بنغازي من دون أن تخلف ضحايا، إضافة إلى القصر التاريخي لولي عهد ليبيا السابق في منطقة قاريونس، ومقر الكتيبة 204 دبابات التابعة للجيش الوطني النظامي في منطقة الرحبة في الفويهات الغربية وسط مدينة بنغازي». وغرفة ثوار ليبيا هو ائتلاف لكل كتائب الثوار السابقين الذين قاتلوا لإسقاط قوات معمر القذافي في عام 2011.

من جهته، أكد قائد عمليات سلاح الجو التابع لقوات حفتر العميد صقر الجروشي هذه الغارات قائلا إنها «أصابت أهدافها بشكل مباشر وبدقة عالية»، لافتا إلى أن «قصر ولي العهد كانت توجد فيه قوات تابعة لجماعة أنصار الشريعة». وأضاف الجروشي أن «عملية الكرامة مستمرة حتى القضاء على الإرهاب في ليبيا».

وكان حفتر شن في 16 مايو (أيار) الماضي حملة عسكرية أطلق عليها «الكرامة» ضد ما وصفها بالمجموعات الإسلامية «المتطرفة»، خصوصا في بنغازي، والتي عدها «إرهابية». وحظيت هذه الحملة بدعم الكثير من الوحدات العسكرية والميليشيات، كما أيدها عدد كبير من الأهالي. يشار إلى أن الكتيبة 204 دبابات هي كتيبة نظامية من العسكريين في رئاسة الأركان العامة، لكن آمرها أعلن في وقت سابق رفضه لعملية الكرامة ووقوفه إلى جانب الثوار السابقين. وهذه هي الغارات الثالثة التي تقوم بها قوات حفتر في مدينة بنغازي منذ انطلاق العملية منتصف شهر مايو الماضي.

من جانبها، كشفت مصادر عسكرية أمس عزم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي إطلاق عملية لمكافحة الإرهاب تحت الشرعية، بناء على تعليمات من رئيس الحكومة المؤقتة المكلف عبد الله الثني. وقالت المصادر إن العملية التي لم تحدد بزمن، عين اللواء يوسف المنقوش قائدا لها، والعقيد أحمد باني ناطقا باسمها، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن وكالة أنباء التضامن الليبية.

وستخول العملية المنقوش اعتقال الخارجين عن القانون من متطرفين إسلاميين وآخرين شاركوا في التحركات العسكرية التي يقودها حفتر، وذلك لتطهير المؤسسة العسكرية ممن لا يمتثلون لأوامر الشرعية، بحسب البيان.