القوات النظامية تتقدم في ريف حلب و«الحر» يتوعد بقصف المراكز الانتخابية

«داعش» تعدم أفراد عائلة علوية في حماه بينهم مسن تجاوز الـ100 عام

TT

تقدمت القوات النظامية في منطقة جبل عزان الاستراتيجية بريف حلب الجنوبي أمس، بعد معارك عنيفة مع كتائب المعارضة تزامنا مع إعلان القائد العسكري لـ«لواء شهداء بدر» خالد حياني «تصعيد استهداف المراكز الأمنية والنقاط العسكرية النظامية في الأحياء الغربية من حلب ردا على بدء الانتخابات الرئاسية» المقررة غدا (الثلاثاء).

وتزامن التصعيد الميداني مع الإعلان عن إعدام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» خمسة أفراد من أسرة علوية في حماه، وسط سوريا، بينهم مسن يبلغ من العمر 102 عام، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، لافتا إلى «مقتله مع ولده، وحفيده، وزوجة حفيده وابنتهما، إثر هجوم مقاتلين من (الدولة الإسلامية في العراق والشام) على قرية زنوبة في الريف الشرقي لمدينة سلمية بمحافظة حماه».

وأوضح المرصد أن «العائلة التي قتلت يوم الخميس الفائت هي من الطائفة العلوية، وبعض أفرادها أحرقوا والبعض الآخر قتل وهو نائم». وفي حين أكد أن «أسباب الهجوم غير واضحة»، لفت إلى أن «قرية زنوبة معظمها أراض زراعية ويقطنها عدد محدود من الأشخاص. وتقع القرية على مقربة من منطقة تسيطر عليها (الدولة الإسلامية)».

في غضون ذلك، أفادت شبكة «حلب نيوز» بوقوع اشتباكات عنيفة قرب جبل عزان في ريف حلب الجنوبي، مشيرة إلى سيطرة القوات النظامية على قرى حدادين ومزارع حدادين ومداجن عزان والقليعة وجبل الرسم ورسم بكر وقرية الجديدة، إضافة إلى تقدمها على عدة محاور لجبل عزان والوضيحي.

وقالت مصادر ميدانية إن «كتائب المعارضة تحاول صد محاولة تقدم القوات النظامية إلى كتيبة الدفاع الجوي المتمركزة أعلى الجبل ويطلب عناصرها المؤازرة من كتائب المعارضة المقاتلة في المناطق المجاورة». وقال ناشطون إن «القصف الجوي والمدفعي النظامي استهدف الجبل، حيث طال القصف المدفعي وبالدبابات بعض القرى المحيطة بجبل عزان في ريف حلب الجنوبي مع سقوط البراميل المتفجرة من الطيران المروحي على الجبل».

وتعد سلسلة جبل عزان منطقة استراتيجية، فهي تربط طريق مدينة إدلب بمدينة حلب وتأتي عن طريقها الإمدادات إلى مدرسة المدفعية، إضافة إلى أنها سلسلة طويلة وعالية وممتدة عشرة كيلومترات تقريبا في ريف حلب الجنوبي. وفي موازاة التقدم النظامي بحلب، طالب القيادي في الجيش السوري الحر قائد «لواء بدر» خالد الحياني «المدنيين في حلب بعدم المشاركة بانتخابات الدم، والابتعاد عن المراكز الأمنية، والعسكرية ونقاط تجمع الشبيحة، خاصة الأطفال، خلال الأيام القليلة المقبلة حفاظا على سلامتهم».

ونقلت شبكة «سراج برس» المعارضة عن الحياني قوله: «سوف نستهدف شبيحة الأسد الذين يدمرون حلب فوق ساكنيها»، مشيرا إلى وجود «ناشطين مقيمين داخل أحياء سيطرة النظام وكثير منهم طلاب وطالبات جامعة، يقومون بتزويد اللواء (بدر) بإحداثيات أماكن تجمعات القوات النظامية ومراكز الانتخابات وسوف نختار الأهداف بدقة».

وشدد الحياني على أن «عناصر اللواء جهزت عددا من القذائف لاستهداف مراكز انتخابات الدم الثلاثاء»، وطلب من كل حلبي «أن يتقي الله بأطفال المسلمين الذين يُقتلون يوميا بالبراميل المتفجرة، وعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع، التي حرم العلماء المشاركة فيها».

وفي حلب أيضا، قصف الطيران المروحي النظامي بالبراميل المتفجرة مناطق في حيي الشيخ خضر ومساكن هنانو، مما أدى لسقوط جرحى، فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في حي الهلك وفق «المرصد السوري».

وفي حين نزحت عشرات العائلات من سكان أحياء حلب الغربية التي تسيطر عليها كتائب المعارضة الإسلامية، بسبب القصف النظامي، استهدفت الكتائب الإسلامية مبنى الأمن السياسي بحي ميسلون الخاضع لسيطرة القوات النظامية، وأعقبه قصف من قبل القوات النظامية على مناطق في حي أقيول وسقوط قذائف بمحيط حي الجميلية ومنطقة القصر البلدي، بحسب المرصد.

كما قصف الطيران الحربي النظامي مناطق في بلدة تل رفعت ومناطق على الطريق الواصل بين بلدات مسقان وكفرناصح، مما أدى إلى سقوط جرحى، وسط فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في بلدات عندان وحريتان وحيان وتل رفعت، وفق ناشطين.

وامتد القصف النظامي إلى مدينة إدلب، حيث استهدف سلاح الجو قرية عين السودة بريف إدلب، حسب وكالة «سمارت» التي أفادت بسقوط «برميل متفجر على القرية، مما أسفر عن مقتل مدني، وإلحاق أضرار مادية في المنازل». كما تعرضت بلدة الهبيط وقرية عابدين، لقصف جوي مماثل، بينما استهدفت القوات النظامية بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، مدينتي بنش وسرمين، من معمل القرميد، دون وقوع إصابات.

وفي درعا، قصف الطيران المروحي النظامي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينتي إنخل ونوى، كما قصفت القوات النظامية مناطق في بلدة معربة ومحيط بلدة «علما»، بحسب ما أفاد «المرصد»، في حين قتل خمسة عناصر من «جبهة النصرة» وثلاثة من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إثر اشتباكات في ريف دير الزور الغربي. وأشارت وكالة «سمارت» إلى أن مواجهات عنيفة دارت بين الطرفين، في قرى حطل ومراط وحسينية وصالحية بالريف الغربي، كما أوضحت الوكالة أن «الجبهة» تمكنت من أسر عشرة عناصر من «التنظيم».