حفاوة إيرانية بالشيخ صباح الأحمد

أمير الكويت مفتاح إيران المعتدلة للعالم

TT

كان لافتا أمس الاحتفاء الإيراني بزيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لطهران للمرة الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم عام 2006. الاهتمام الإيراني لم يكن مدفوعا كون الشيخ صباح الأحمد هو المحتفى به فحسب، بل باعتباره عميد الدبلوماسية العالمية ورئيس الدورة الحالية لقمة مجلس التعاون والرئيس الحالي للقمة العربية. ولهذا كان من اللازم على الإيرانيين الاحتفاء بزيارة الشيخ صباح الأحمد احتفاء يليق بما يمثله من عمق إقليمي ودولي، ومن هنا اكتسبت المباحثات الثنائية التي تناولت الملفات الإقليمية الشائكة كالشأن السوري، والوضع في مصر، وعلاقة إيران بالغرب، إلى جانب حلحلة وترطيب الأجواء بين طهران وعواصم دول مجلس التعاون بعدا أكبر من مجرد مباحثات بروتوكولية بين زعيمين يتقاسمان ضفتي الخليج العربي.

ومن المؤكد أن وجود الشيخ صباح الأحمد على رأس وفد المباحثات الكويتية يثري بخبرته ومعاصرته للتحولات العالمية خلال توليه حقيبة وزارة الخارجية الكويتية على مدى 50 عاما مزيدا من العمق والنظرة النافذة وهو ما يريده الإيرانيون حاليا خاصة في ظل التقارب الإيراني الغربي بعد اتفاق إيران ومجموعة 5+1 حول الملف النووي الإيراني.

إن زيارة من هذا النوع من المؤكد أن تكون بمثابة عنوان لمرحلة جديدة يريد الإيرانيون أن يقدموا أنفسهم من خلالها، بعد أن أوصلوا «المعتدل» حسن روحاني إلى سدة الرئاسة خلفا لـ«متشدد» أحمدي نجاد، ولهذا فإن من الحتمي أن الانتقال بين هاتين المرحلتين لا يمكن أن يجري إلا بزيارة رفيعة المستوى لضيف بقامة الشيح صباح الأحمد، الذي شاءت الأقدار أن يكون أول من يزور إيران بعد الثورة الإسلامية عام 1979، ثم يأتي بعد 35 عاما شاهدا على مرحلة التحول بين إيران الثورة وإيران الاعتدال.