المعارك تقترب من صنعاء.. والجيش يرسل تعزيزات إلى عمران لفك حصار الحوثيين

أكثر من 127 قتيلا وفرار مئات العائلات ومصادر تحدثت عن أوضاع مأساوية > المتمردون استخدموا السكان دروعا بشرية

TT

أرسل الجيش اليمني تعزيزات جديدة إلى مناطق القتال في محافظة عمران، في محاولة منه لفك الحصار الذي يفرضه المتمردون الحوثيون في المنطقة الذين شنوا هجمات جديدة واستولوا على مناطق واستخدموا السكان دروعا بشرية.

وأكدت مصادر محلية وقبلية أن الطيران الحربي اليمني شن أمس، ولليوم الثاني على التوالي، غارات على مواقع المتمردين الحوثيين الشيعة الذين يخوضون مواجهات مع الجيش في جنوب محافظة عمران، شمال العاصمة اليمنية. وأكد مصدر محلي أن المعارك بين الحوثيين والجيش انتقلت إلى الجهة الجنوبية من مدينة عمران وباتت بالتالي أقرب إلى صنعاء.

وشمل القصف الجوي مناطق سحب وروى وبني ميمون في جنوب وجنوب شرقي مدينة عمران (شمال صنعاء)، وهي المناطق التي تشهد منذ الاثنين اشتباكات عنيفة بين الحوثيين والجيش. في حين أشارت مصادر إلى أن حصيلة القتلى منذ يوم الاثنين بلغت نحو 127 قتيلا وعشرات الجرحى.

وكانت الاشتباكات في منطقة عمران أسفرت الاثنين عن مقتل سبعة جنود و18 مسلحا من الحوثيين بحسب ما أفادت مصادر قبلية وطبية. وأكدت مصادر محلية أنه جرى قطع الطريق بين عمران وصنعاء.

وأرسل الجيش اليمني دبابات وقوات إلى مناطق القتال في محاولة منه لفك الحصار في عمران. وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن مئات العائلات فرت من مناطق القتال في عمران، وتحدثت عن أوضاع مأساوية في المنطقة. وأشارت هذه المصادر إلى أن المتمردين استخدموا السكان دروعا بشرية.

وعد بيان للحوثيين الذين يتخذون اسم «أنصار الله» أن مشاركة الطيران في القصف على مدينة عمران يشكل «منزلقا خطيرا للغاية وأمرا غير مقبول ومرفوضا». ورأى البيان الصادر عن «المجلس السياسي لأنصار الله»، أن «من يسعى إلى هذا المنزلق يرغب بتوريط الجيش في حرب عبثية».

وتدور المواجهات في عمران بشكل أساسي منذ أسابيع بين الحوثيين والقبائل المتحالفة معهم من جهة، ومن الجهة الأخرى اللواء 310 الذي يقوده العميد حميد القشيبي القريب من اللواء النافذ علي محسن الأحمر ومن التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون). ويساند الجيش في المعارك المستمرة منذ أسابيع مسلحون من التجمع اليمني للإصلاح، فيما يساند الحوثيين مسلحون من قبيلة عيال فريش، ليتخذ الصراع في هذه المنطقة طابعا سياسيا قبليا.

ويؤكد الحوثيون الذين يشاركون في العملية السياسية أنهم ليسوا في مواجهة مع الدولة بل مع التجمع اليمني للإصلاح ومع اللواء علي محسن الأحمر الذي انشق عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد أن كان أحد أبرز أركان نظامه.

في المقابل، يتهم الحوثيون بأنهم يسعون إلى السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي في شمال اليمن استباقا لتحويل البلاد إلى دولة اتحادية. وسبق أن حقق الحوثيون في عمران تقدما على حساب آل الأحمر، وهم زعماء قبيلة حاشد النافذة التي معقلها عمران. ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الأساس هو محافظة صعدة الشمالية، إلا أنهم تمكنوا من توسيع حضورهم بشكل كبير منذ 2011، وذلك بعد أن خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010.